ماذا لو دعت بكركي تجار الأدوية والطعام وأصحاب المستشفيات والمدارس للتأمُّل بأهوال الجحيم؟؟؟... | أخبار اليوم

ماذا لو دعت بكركي تجار الأدوية والطعام وأصحاب المستشفيات والمدارس للتأمُّل بأهوال الجحيم؟؟؟...

انطون الفتى | الإثنين 20 مارس 2023

مصدر: لا بدّ من تركيزها على استعادة الدولة من ازدواجية السلاح

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ممتازة هي الدعوة التي وجّهها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى النواب المسيحيين، لعَقْد خلوة روحية بعد نحو أسبوعَيْن، وللصلاة من أجل لبنان. ولكن الى أي مدى يُمكن لتلك الخطوة أن تستجيب للحاجات السريعة لأضعف فئات الشعب اللبناني، التي تعاني من الانهيار اليومي المُتصاعد؟

 

اليوم الأخير

كان من الأفضل ربما توجيه تلك الدعوة الى من يجب أن تساعدهم بكركي على التفكير بيومهم الأخير، وبالدّينونة، وبهَوْل تمضية الأبديّة في الجحيم، حيث البكاء وصريف الأسنان، وهم مجموعات تجار الأدوية، والمواد الغذائية، وأصحاب المستشفيات (التابعة لإدارات دينية مسيحية أو علمانيّة)، ودور العجزة، والمدارس (التابعة لإدارات دينية مسيحية أو علمانية)، بالإضافة الى الصرّافين، والمُضاربين، وأصحاب المولّدات، والصيدليات، و...، و...، و... كلّ مسيحي ينشط في اليوميات السوداء، بما يتوافق مع أنشطة وأرباح سوداء، وغير شرعيّة.

فلا دخل لنا بما هو موجود وسط الجماعات اللبنانية غير المسيحية، بل يهمّنا أن "ننظّف" أوساطنا نحن من كل ما هو أسود. وهذا عمل لا يُمكن لأحد أن ينجح فيه، سوى البطريرك الراعي. وقد تكون رياضة روحية ليوم واحد، كفيلة بإيصال الحقيقة الى كلّ من تبقّى لديهم ولو القليل من الضّمير.

أما التلاقي من أجل كَسْر الحاجز النّفسي، وبما قد يؤسّس لتلاقٍ سياسي في وقت لاحق، فقد يكون مُفيداً، ولكن بما لن يحمل الحياة لأحد، لأنه لن يُحسّن أدقّ تفاصيل الحياة اليوميّة سريعاً.

 

ورقة واحدة

أشار مصدر مسيحي الى أن "الدّعوة البطريركية وُجِّهَت، وهي لن تُعدَّل، ورغم معرفة الجميع بأن وحدة الموقف المسيحي غير موجودة، وأن ذلك سيعرقل أي نوع من الحلول".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الحالة المسيحية اليوم مختلفة عمّا كانت عليه في الماضي. فآنذاك، توحّد المسيحيّون بنسبة 90 في المئة تقريباً، في النّظرة الى الدور الفلسطيني في لبنان، والى الاحتلال السوري في ما بَعْد. وأما اليوم، فيتحكّم الانقسام بالأطراف المسيحية كلّها، بين فريق داعم لإيران، وبين آخر ضدّها. والنتيجة، هي أن مرحلة ما بعد يوم الصلاة المُنتَظَر ستكون كتلك التي سبقته، أي من دون نتيجة. وبالتالي، كان من الأفضل بذل مجهود أكبر من أجل التوصُّل الى ورقة ثوابت حول رؤية مسيحية واحدة لمستقبل الدولة في لبنان، برعاية بكركي".

 

زيارة

ورأى المصدر أن "ما يُمكنه أن يشكل فارقاً من الآن فصاعداً، هو وحدة الموقف المسيحي حول التطوّرات الخارجية التي ستنتج عن الاتّفاق الإيراني - السعودي، تمهيداً لكفّ يد إيران عن لبنان، ولإلزامها بالبيان المشترك في بكين، لا سيّما بند عَدَم التدخُّل بالشؤون الداخلية للدول الوارد فيه".

وأضاف:"لا نُنكر أنه يُمكن لبكركي أن تكون مُندفعة أكثر باتّجاه معالجة أوضاع الناس المعيشية والحياتية. فهذا ما نسمعه يومياً. ولكن مهما فعلت، فهي لن تنجح على صعيد أي حلّ مُستدام على هذا الصّعيد بسبب الانهيار اليومي المُتزايِد. ومن هذا المُنطَلَق، لا بدّ من تركيزها (بكركي) على أمر واحد، هو استعادة الدولة من ازدواجية السلاح كمقدّمة لاستعادة الاستقرار والازدهار".

وختم:"المساعدة التي يُمكن لبكركي أن تقدّمها وأن تنجح فيها، هي ثباتها على العنوان الأساسي، الذي هو المطالبة بمؤتمر دولي لإعلان حياد لبنان. بالإضافة الى مبادرة البطريرك الراعي للقيام بزيارات خارجية من أجل وضع لبنان على سكّة التسوية الشرق أوسطية الجديدة، بما يرفع يد إيران عنه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار