"لوبي" مُرعِب يحكم لبنان بطريقة مُستَتِرة ولا حلّ إلا بتفكيكه بالكامل... | أخبار اليوم

"لوبي" مُرعِب يحكم لبنان بطريقة مُستَتِرة ولا حلّ إلا بتفكيكه بالكامل...

انطون الفتى | الثلاثاء 21 مارس 2023

مصدر: نظام سياسي مُسيَّر من قِبَل "أوليغارشية" متمثّلة بكارتيلات عدّة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

أكبر كذبة يومية يجعلوننا نبتلعها، ونعيش فيها، هي أن انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة أصيلة، سيُصحّح الأوضاع اليومية المتردّية، بينما الحقيقة مُخالِفَة لذلك تماماً.

 

 

السوق السوداء

فمن المُفتَرَض أن تكون السوق السوداء، وعملات السوق السوداء، وأنشطة السوق السوداء ممنوعة في أي بلد، بوجود حكومة فيه أو بغيابها، وبفراغ رئاسي أو من دونه، وذلك لأن السوق السوداء حالة غير شرعيّة يُعاقب عليها القانون، وتُلاحقها القوى الأمنية والعسكرية (من المُفتَرَض).

وبالتالي، من المُفتَرَض أن لا دخل لاستفحال السوق السوداء بالاستحقاق الرئاسي، أو الحكومي. والثّقة التي سيوفّرها انتخاب رئيس وتشكيل حكومة، هي ضرورية لصورة البلد عموماً أمام الخارج، ولاجتذاب الأموال والاستثمارات من هذا الخارج، وليس لوضع حدّ للسوق السوداء.

فأوقفوا الضّحك علينا. فأنتم دولة تلهث خلف السوق السوداء، وتستفيد منها، برئيس أو من دونه، وبحكومة وبرلمان، أو من دونهما. ومن هنا تبدأ المشكلة.

 

تفكيك منظومة

أكد مصدر واسع الاطلاع أن "انتخاب رئيس وتشكيل حكومة لن يؤثّرا في شيء. فالدولة "فرطت" وهذا هو الأساس. ولا وجود لأي دولة في العالم إلا من خلال مؤسّساتها، وبما أن تلك الأخيرة انتهت في لبنان، فهذا يعني أن الدولة اللبنانية بحُكم المُنتهية".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "عندما نقول إن هناك مسؤولاً فاسداً في الدولة، فإننا لا نقصد أنه يُفسِد بيده، أي بشكل مباشر. ولكن توجد منظومة تنفّذ الفساد على الأرض، ويستفيد منها المسؤولون، وهي مجموعة التجار الذين يشكّلون الجناح الرئيسي للفساد في البلد. ومن يريد للبنان أن يقف على رجلَيْه من جديد، ما عليه سوى السّعي الى تفكيك تلك المنظومة التي ترمي نيرانها على الناس يومياً".

 

"لوبي"

ودعا المصدر الى "البحث عن المستوردين والتجار في كل ما يتعلّق بالتهريب. فإذا ذهبنا الى سوريا، نجد أن معظم الأدوية والسّلع الغذائية الموجودة هناك، من لبنان. ونتذكّر جيّداً أن البضائع اللبنانية المُهرَّبَة وصلت الى أستراليا، وأفريقيا، ودول الخليج، وهذا دليل على علاقة وثيقة بين عمليات التهريب من جهة، وبين المستوردين والتجار في لبنان، من جهة أخرى. فالبلد محكوم منهم، وهم يحتكرونه بكلّ مفاصله، ويعطّلون القرار السياسي والتنظيمي فيه، ويُمسكون بالقرار القضائي والأمني. وهم قادرون على تغيير اللّعبة أو أي مسؤول في الدولة باتّصال واحد منهم".

وشدّد على أنه "لم تَعُد توجد دولة لبنانية. فأقصى ما لدينا هو نظام سياسي مُسيَّر من قِبَل "أوليغارشية" متمثّلة بالتجار المقسومين الى عدّة كارتيلات رئيسية، من محروقات، وأدوية، ومواد غذائية، وهي كارتيلات مُرعِبَة. وهذا وضع لا يُصحَّح بانتخاب رئيس، ولا بتشكيل حكومة، بل بتفكيك تلك الترسانة الفاسدة، والقاتِلَة للناس".

وختم:"نلاحظ جيّداً كيف أن أي تاجر أو مُستورد في لبنان قادر على توجيه الكلام الى أي مسؤول في الحكومة، أو في السلطة عموماً، من مستوى "روح لعاب حدّ بيتك". وهذا دليل على وجود "لوبي" قويّ جدّاً، يحكمنا بطريقة مستترة، بلقمة عيشنا، وبصحتنا، وبأدقّ تفاصيل يومياتنا. ولا مجال لاستعادة الدولة بانتخاب رئيس أو بتشكيل حكومة، أو باستحقاقات انتخابية، بل بتفكيك هذا "اللّوبي" قبل القيام بأي عمل آخر".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار