توزيع أدوار في القطاع الصحي يلهث خلف الـ 1 $ ويستهتر بصحة المرضى!... | أخبار اليوم

توزيع أدوار في القطاع الصحي يلهث خلف الـ 1 $ ويستهتر بصحة المرضى!...

انطون الفتى | الأربعاء 22 مارس 2023

سكرية: كلّما مرّ الوقت على تلك الحالة كلّما زادت صعوبة معالجتها أكثر

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بين مسؤول صحي يذرف دموع التّماسيح على المرضى، قائلاً إنه يفضّل الدّولَرَة على رؤيتهم يموتون، رغم علمه بأن نسبة هائلة من اللبنانيين تُعاني من جراء الدّولَرَة غير المُنظّمة للقطاعات، لكونهم لا يمتلكون العملات الصّعبة مثل غيرهم...

وبين مسؤول صحي آخر يقول إنه ضدّ الدَّولَرَة، فيما تضمحلّ قدرة الإنسان في لبنان على دخول المستشفيات، وعلى شراء الأدوية، منذ أن استلم هو منصبه قبل نحو عام ونصف...

وبين مسؤول صحي آخر "مش عم يلحّق" تبديل مواقفه على "تويتر"، تعليقاً على ما يجري في القطاعَيْن الاستشفائي والدوائي، وبما يُظهره "مقسوماً" بين "الفَجَع" على المال في مرّة، وبين الخجل من الظّهور بهذا المظهر في أخرى...

(بين هذا وذاك...) عمليّة توزيع أدوار غاشّة، تؤذي المريض اللبناني بصحّته يومياً، في بلد الجرائم الصحيّة ضدّ الإنسانيّة.

 

مُخرِّب

والمُثير للسّخرية، هو بعض المطالب التهويليّة التي يُدرك المسؤول الصحي في لبنان أن السّواد الأعظم من اللبنانيين لن يتمكّنوا من الاقتراب ولا حتى من ربع ربعها، وهو رغم ذلك يُطالب بها، ويصرّ عليها، حتى ولو كانت ستُدخل الآلاف وربما الملايين الى القبور، سريعاً.

وأما المُثير للاشمئزاز، فهو أن المسؤول الصحي في لبنان يُدرك تلك الحقيقة، وهو بدلاً من الإسراع الى حلول المُمْكن مهما كانت صعبة، يزيد الصعوبات، ويحزم أثقالاً على أكتاف المرضى، ويعجّل في نهايتهم النفسية والعضوية على حدّ سواء، وبما يجعل منه قاتلاً ومُخرِّباً بدلاً من أن يكون مسؤولاً ومدبّراً.

 

انتصر الفساد

أشار رئيس "الهيئة الوطنية الصحية - الصحة حق وكرامة" الدكتور اسماعيل سكرية الى أن "لعبة توزيع الأدوار في القطاع الصحي موجودة منذ وقت طويل، وهي مستمرّة حالياً بين تلويح بالدَّوْلَرَة، وبين تهريب أدوية، وبين موبقات أخرى كثيرة غيرها تُمارَس يومياً بتغطية رسميّة، على حساب صحة الناس".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "تجار الأدوية فرضوا سلطتهم على القطاع الصحي، وانتصر الفساد على صحة الناس في النّهاية".

 

طحن عقول

وشدّد سكرية على أن "الحصول على الدواء بات صعباً جدّاً، وسط كثافة في اللّجوء الى الأدوية المُهرَّبَة التي لا أحد يعرف حقيقة تركيبتها بدقّة. وهذا ما يضعنا أمام مسلسل رعب دوائي طويل في البلد. وكلّما مرّ الوقت على تلك الحالة، كلّما زادت صعوبة معالجتها أكثر، وكلّما أصبح ثمن التصحيح أكبر".

وأضاف:"لا تقوم وزارة الصحة ولا النّقابات التي تُعنى بالشؤون الصحية بأي دور تصحيحي فعّال، ولا حتى على مستوى إيجاد إطار تطميني للناس، وهو ما يُلغي الحاجة العمليّة لها ولدورها. وهنا نسأل أيضاً عن دور مجلس النواب، ولجنة الصحة النيابية، والحكومة، لتلطيف الصّعوبات الصحية على المرضى، ولإيجاد حلّ فعّال على هذا الصّعيد. كما نسأل عن دور الأحزاب وقياداتها، وعن دور وسائل الإعلام في الإشارة الى ما يحصل على الصّعيد الطبي".

وختم:"لا أحد يهتمّ بالكلام الذي يحتاج الى ترجمة اقتصادية ومعيشية. فالاهتمام العام مصبوب كلّه على الحروب والمعارك السياسية، وعلى طحن عقول الناس، والإقفال عليها بالانهيار اليومي".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار