أميركا تنقل مقاتلاتها الحديثة من الشرق الأوسط فهل اقترب الانفجار الكبير؟ | أخبار اليوم

أميركا تنقل مقاتلاتها الحديثة من الشرق الأوسط فهل اقترب الانفجار الكبير؟

انطون الفتى | الجمعة 24 مارس 2023

الحلو: واشنطن ترشّد نشر واستعمال مواردها العسكرية بما يتناسب مع المخاطر

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

صحيح أن منطقة الشرق الأوسط شديدة الأهميّة عالمياً، اقتصادياً وتجارياً ونفطياً وسياسياً وعسكرياً، إلا أن حَصْر العالم بها، والنّظر الى مستقبل الكرة الأرضية من زاويتها فقط، هو مبالغة مُفرِطَة جدّاً، بالمقارنة مع الصراعات الدولية التي باتت مُركَّزَة أكثر في القطب الشمالي، وأوروبا، ومنطقة الشرق الأقصى.

 

 

تغيير نظرة

يؤكد أكثر من مُراقِب أن المتغيّرات السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية التي حصلت في منطقتنا خلال السنوات الأخيرة، ليست سوى نتيجة لسياسة أميركية انطلقت في عام 2009 تقريباً، وهي المرحلة التي بدأ يتمخّض فيها الحديث عن مشاريع "التحوّل الطاقوي" العالمي، وعن المنافسة الصينيّة الاقتصادية الشرسة لواشنطن كما لأكبر الاقتصادات العالمية، وعن ضرورة وضع روسيا في إطارها الطبيعي كقوّة إقليمية في محيطها، لا قوّة دولية، وغيرها من الملفات التي غيّرت النّظرة الأميركية الى دول الشرق الأوسط عموماً، ودول الخليج خصوصاً.

 

الجنود

فالولايات المتحدة الأميركية تعمل على نقل المزيد من مقاتلاتها الحديثة من الشرق الأوسط الى المحيط الهادىء وأوروبا، مع الإبقاء على قوات بحرية وبرية محدودة في منطقتنا، وذلك بهدف تحسين شروط المواجهة مع الصين وروسيا في مناطق أخرى.

ورغم الانتقادات التي تواجهها من قِبَل بعض الخبراء في الشؤون العسكرية، إلا أن بعض المُطَّلعين يشدّدون على أن تلك الخطوات تشكل جزءاً من خطة سرية أوسع، تشمل تقليص عدد القطع العسكرية الأميركية البحرية من الشرق الأوسط أيضاً، والبطاريات المضادّة للصواريخ من طراز "باتريوت"، وذلك بموازاة تخفيف عدد جنود الجيش الأميركي في المنطقة عموماً.

 

ليس انسحاباً

أوضح العميد المتقاعد خليل الحلو أنه "تبعاً للمخاطر والظروف التي تتحكّم بالشرق الأوسط، لم تَعُد الولايات المتحدة الأميركية بحاجة الى قطع عسكرية بحرية ذات وزن ثقيل، من مستوى حاملة طائرات أو مدمّرات، ولا الى أسلحة فائقة التطوُّر في الشرق الأوسط. ويمكن للجيش الأميركي أن يستعين بالسُّفن الجديدة لديه التي تحمل المسيّرات، والتي كان نشر واحدة منها في وقت سابق، في جزيرة كريت اليونانية".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "هذا ليس انسحاباً أميركياً. فواشنطن ترشّد نشر واستعمال مواردها العسكرية بما يتناسب مع المخاطر. والاحتفاظ بعدد أقلّ من الطائرات الأميركية الموجود في المنطقة، والتي هي من طراز "إف - 22" و"إف - 16" و"إف - 15"، لن يعرقل مهام تدمير سفن إيرانية، أو الدفاع الجوّي الإيراني إذا اقتضت الحاجة. فالكثير من المهام لا يحتاج الى أكثر من صواريخ "توماهوك" مثلاً، من دون الاضطّرار لتحمُّل أعباء تكاليف تشغيل الطيران الحربي. أما طائرة "آي - 10" التي يُمكن أن تُنشر في المنطقة بدلاً من الطائرات الأميركية الأكثر تطوُّراً، فمن الممكن تزويدها بمعدّات إلكترونيّة حديثة، خصوصاً أنها قادرة على تدمير الدبابات بشكل فعّال".

 

مجهود أكبر؟

وشرح الحلو أن "المخاطر الأساسيّة بالنّسبة الى الأميركيين باتت مُركَّزَة في منطقة المحيط الهادىء. فمساحة تلك المنطقة واسعة، وهي تحتاج الى تواجُد عسكري أميركي أكبر، لا سيّما أن الصين تتوسّع عسكرياً هناك أكثر من الماضي. ومنذ عام 2011، اتّخذت واشنطن القرار بتوجيه مواردها العسكرية الى هناك".

وأضاف:"الانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط هو أمر غير وارد. فالجيش الأميركي موجود في سوريا، والعراق، والكويت، وقطر، والإمارات، والسعودية، والبحرين، ومصر. ومهمّته هي ضمان حرية الملاحة في الخليج، والإشراف على تجارة النّفط، ومواجهة تنظيم "داعش"، وضبط مسار تمدُّد إيران الى البحر المتوسط، ومساندة العراق لخلق توازن بوجه إيران. ولا قرار أميركياً بالانسحاب، رغم عدم رغبة واشنطن ببذل مجهود أكبر في الشرق الأوسط".

 

تايوان

وردّاً على سؤال حول احتمال نشر قواعد عسكرية صينية في منطقتنا مستقبلاً، واحتمالات اقتراب المواجهة الأميركية - الصينية في تايوان، أجاب الحلو:"لا اهتمام صينياً فعلياً في الوقت الحالي بإنشاء قواعد عسكرية في الشرق الأوسط. فهذا مُكلِف جدّاً، بينما لا ترغب الدول العربية التي تتطوّر علاقاتها ببكين، بتخريب علاقاتها (الدول العربية) بواشنطن".

وختم:"الهدف الصيني بعيد المدى هو استرجاع تايوان. ولكن تحقيق هذا الهدف لن يكون نزهة بالنّسبة الى الصين، خصوصاً أن الجيش التايواني قوي، وهو ينعم بدعم وحضور عسكري واسع في الشرق الأقصى. وبالتالي، لا صدامات قريبة على الأرجح، لا سيّما بعدما رأت بكين وحدة دول حلف "الناتو" بعد حرب أوكرانيا، وتعزيز التحالفات الأميركية في آسيا مؤخّراً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار