باليوان بدلاً من الدولار... فصلٌ جديد من العلاقات الخليجية - الصينية - الروسية؟ | أخبار اليوم

باليوان بدلاً من الدولار... فصلٌ جديد من العلاقات الخليجية - الصينية - الروسية؟

انطون الفتى | الإثنين 27 مارس 2023

حبيقة: الدولار لا يرتبط بالملفات الاقتصادية فقط بل بعلاقات ثقافية نَمَت منذ وقت طويل

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

قد يكون اقترب الوقت الذي سيتمّ الإعلان فيه عن أن دولاً في المنطقة، وهي من دول مجلس التعاون الخليجي تحديداً، ستبدأ ببَيْع نفطها للصين باليوان، وباستخدامه (اليوان) في التجارة مع بكين، ومع روسيا. فهذا قد يحصل بالفعل، وسط إشارات متكرّرة إليه بدأت منذ ما بعد زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ الأخيرة للسعودية، والقِمَم الصينيّة - الخليجية.

 

بدلاً من الروبل؟

وأما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد كشف من جهته قبل أيام، عن أن الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط أعربت عن ترحيبها بالتعامل باليوان.

ولكن لماذا التعامُل مع روسيا باليوان، بدلاً من الروبل؟ وكيف تقبل موسكو بذلك؟ وما هو التأثير الاقتصادي والسياسي لمثل تلك الخطوة؟

 

عشرات السنوات

أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة أن "روسيا تتحدّث عن التعامُل باليوان بدلاً من الروبل، لأن الاقتصاد الصيني أكبر بكثير من الاقتصاد الروسي. وفي تلك الحالة، من الطبيعي التفكير باليوان وليس بالروبل".

وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "رغم ذلك، من الصّعب أن يحلّ اليوان الصيني مكان الدولار الأميركي في التعامُلات الخليجية - الروسيّة، أو الخليجية - الصينيّة. فالتجارة العالمية لا تزال كلّها بالدولار. واليوان لا يمتلك السوق التي يمتلكها الدولار، بمعنى أن الحركة التجارية التي باليوان، والأسواق النقدية التي باليوان، والسّندات والأسهم التي باليوان، لا تزال بدائية. فيما الأسواق النقدية والبورصات لا تتطوّر بسرعة، بل تحتاج الى عشرات السنوات من النّضج المؤسّساتي والقانوني قبل أن تتطوّر".

 

مُصيبة تجمعهما

ورأى حبيقة أن "دول الخليج قد تكون حذِرَة بعض الشيء من الولايات المتحدة الأميركية، ولكنها لا تفضّل الصين على أميركا. فالعلاقة مع الأخيرة ثقافية، ومن مستوى جامعات، ومدارس. والدولار لا يرتبط بالملفات الاقتصادية فقط، بل بعلاقات أميركية - خليجية ثقافية وفكرية نَمَت منذ وقت طويل. وهذا ليس موجوداً في العلاقات الخليجية - الصينية".

وأضاف:"إذا باعت دول الخليج نفطها للصين باليوان، أو بدأت تعاملاتها مع الصين وروسيا باليوان، فماذا ستفعل به؟ وكيف ستستفيد منه؟ فدول الخليج تستورد الكثير من السّلع من الدول الغربية، ومنها المواد الغذائية والإنتاج الزراعي وغيرها من الأمور. والدول الغربية لا تقبل التعامُل باليوان، بل بالدولار، أو اليورو. ولا يُمكن حصر الاستيراد الخليجي بالصين، لأن الأخيرة لا تمتلك كل شيء. وهو ما يعني أن التعامُل باليوان لن يكون مُفيداً".

وتابع:"قد تكون المقايضة في التعامل بين دول الخليج والصين أفضل من استعمال اليوان. ولكن ماذا لو تمّ تبادُل النّفط بالسيارات الصينيّة مثلاً؟ فتلك الأخيرة تتطوّر، ولكنّها لا تزال بمستوى أقلّ من الأوروبيّة. وحتى إن الرأسمال الغربي موجود في الكثير من القطاعات والمؤسّسات الصينيّة".

وختم:"التعامُل الروسي باليوان بدلاً من الدولار واليورو هو "نكاية" بالغرب. ففي النهاية، روسيا لا ترتاح للصين بسبب التنافس الكثير في المصالح بينهما في آسيا، ولأسباب أخرى قديمة أيضاً. المصيبة تجمعهما اليوم، وهي الصّراع مع أميركا. ولكن هذا الواقع سيتغيّر فور انتهاء الحرب في أوكرانيا".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار