"خزّانات" هائلة من المعلومات والأسرار داخل القطاع العام فمتى موعد المحاكمات؟؟؟... | أخبار اليوم

"خزّانات" هائلة من المعلومات والأسرار داخل القطاع العام فمتى موعد المحاكمات؟؟؟...

انطون الفتى | الأربعاء 29 مارس 2023

مصدر: فساد "مُدَوْزَن" طائفياً وهذه هي حلقة الجنون المُفرَغَة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

ما أهميّة عَدَم التعامل مع القطاع العام الفاشل، والفاسد في لبنان، على أساس حاجته الى إعادة هَيْكَلَة فقط؟

وما أهميّة البحث عن "خزّانات الأسرار" الهائلة، و"مخزون المعلومات" الكبير الموجود داخل هذا القطاع، إذ يُمكن لكثير من العاملين والمسؤولين فيه، من حاليّين وسابقين، أن يشكّلوا فرصة لكشف الكثير من المعلومات عن ملفات فساد، وسرقات... حصلت ولا تزال، في هذا القطاع؟

 

عرقلة العدالة

ففي تلك الحالة، لا حاجة الى محقّقين دوليّين، ولا الى شركات تدقيق دوليّة، ولا الى أي فريق دولي يسأل، ويحقّق، ويوثّق، ويكشف، في ما لو استُعين بالمعلومات التي يخترنها العاملون في القطاع العام.

ولكن المشكلة الأساسية، هي أن مشاركة الكثير منهم بالفساد، وبالرشاوى، والتجاوزات، والسرقات، سيدفعهم الى صفوف عرقلة سير العدالة في ما لو طُلبوا الى تحقيقات أو استجوابات مثلاً، وهو ما يُعيدنا الى نقطة الصّفر في أي عمل على هذا الصّعيد.

 

"دود الخلّ"

هذا فضلاً عن أنه لا توجد أي جهة صالحة للدّعوة الى التحقيق مع كثيرين منهم، ولا الى "استطلاع" ما في جعبتهم من معلومات، وفضائح قديمة وجديدة، من أجل إتمام مصلحة الخير العام في البلد. وهذا يُعيدنا الى نقطة الصّفر من جديد، دائماً.

ومهما تعدّدت الفرص، وتشعّبت احتمالات نجاحها أو لا، يبقى المهمّ هو أن موظّفي القطاع العام يشكّلون خزّاناً مهمّاً من الأسرار الذي لا بدّ من الاستفادة منه، وتوثيقه، وتفصيله، وتشريحه، وكشفه، في يوم من الأيام، ومهما طال الزّمن. فـ "دود الخلّ منّو وفيه" دائماً، وهذه هي حالة القطاع العام، الذي يُشبه ما في داخل هذه الدولة اللبنانية، عموماً.

 

جنون

أكد مصدر مُطَّلِع أن "إجراء تحقيقات مع موظّفين أو مسؤولين حاليّين أو سابقين في القطاع العام، لكشف ملفات فساد، أو للحصول على معلومات في شأنها، ليست واردة في لبنان أبداً".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الفساد في البلد "مُدَوْزَن" طائفياً. وأي موظّف أو مسؤول عام يشكو، أو يكشف معلومات عن أي ملف فساد يتعلّق بموظّف أو مسؤول آخر، من طائفة أخرى، سيُتَّهَم بالطائفيّة، وستتكتّل طائفة الفاسد معه، أي مع الفاسد نفسه، ومع فساده، وستتّهم كل من يتحدّث عن العدالة بأنه مذهبي، وطائفي، وبأنه يتلاعب بالسّلم الأهلي، وبالوحدة الوطنية. وأما إذا كشف هذا الموظّف أو المسؤول أي فساد يتعلّق بأشخاص من طائفته، فسيُتّهَم من جانب طائفته نفسها بأنه مُرتَدّ، وخائن، وخادم للطرف الآخر".

وختم:"هذه هي حلقة الجنون المُفرَغَة في لبنان. وهذا هو الفساد بذاته، في دولة فاسدة. ولا مجال لترميم البنيان العام في البلد، ولا لإصلاح أنابيب الصرف الصحي فيه بعدما تفجّرت، وأفسدت الأثاث، ومائدة الطعام، وغرفة الضّيوف، وكل الغرف".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار