لبنان... تحت رحمة قوى فاسِدَة ستُجدَّد تواريخ صلاحيّتها الى أن يسقط كل شيء! | أخبار اليوم

لبنان... تحت رحمة قوى فاسِدَة ستُجدَّد تواريخ صلاحيّتها الى أن يسقط كل شيء!

انطون الفتى | الأربعاء 29 مارس 2023

مصدر: حالة من التدمير الذاتي تتشارك فيها منظومة سياسية - اقتصادية وشعبيّة فاسدة

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

بمعزل عن المسرحيات التي نشاهدها بين يوم وآخر في لبنان، والتي تحوي ما تحويه من مشاهد مشاحنات بين بعض المسؤولين، بهدف شدّ العَصَب الحزبي والمناطقي والطائفي، نعود الى ما يهمّنا في الأساس، وهو أننا في دولة تتوغّل في وضعيّة "الهيكل العظمي" الذي "يهرهر عظمة عظمة"، في كل يوم أكثر من السابق.

 

عقوبات

دولة "الهيكل العظمي" الذي تحكمه طبقة لم تفقد تاريخ صلاحيّتها الخارجيّة، حتى الساعة. وأما التغيير الكبير المُنتَظَر في البلد، فهو لن يكون مُمكناً قبل انتهاء تاريخ الصلاحيّة، الذي سيشرّع الباب ليس لعقوبات فقط، بل لفضائح، وفظائع، و"جرصة"، و"بهدلة"...

فبين مدّة وأخرى، نستمع الى عقوبات أميركية على مقرّبين من الرئيس أو الزّعيم هذا أو ذاك، في هذه المنطقة من العالم أو تلك، أو على أقارب له، أو عليه هو شخصياً، بتهم تتعلّق بالاتجار بالبشر، أو بتجارة السلاح، أو بالممنوعات، أو بالمخدرات، أو تبييض الأموال...، مُعتقدين أن تلك الممارسات بعيدة من لبنان.

 

عصابات

ولكن ما قد نسمعه في لبنان مستقبلاً، أي عندما تنتهي تواريخ صلاحية الكثيرين في هذا البلد، لن يكون من "فصيلة" فرض عقوبات فقط، بل من مستوى معلومات ستقشعرّ منها الأبدان، وهي تتعلّق بكثيرين يحوّلون يومياتنا الى كوارث، ويجعلوننا نرزح تحت نير الفقر، والحاجة الى كل شيء.

فنحن في دولة عصابات حقيقية، لها ما لها، وعليها ما عليها. وهي تصارع أيامها بالمزيد من السرقات، وسرقات السرقات. وأقصى ما لدى أضعف الفئات في لبنان هو انتظار انتهاء تواريخ صلاحية تلك العصابات، خارجياً. هذا مع العلم أن الخارج الذي يُعاقب العصابة هذه أو تلك، في هذا البلد أو ذاك، عندما تنتهي تاريخ صلاحيتها (العصابة) ليس (الخارج) أكثر من عصابة هو نفسه، لكونه يعرف كل شيء، ويجدّد تواريخ الصلاحية بحسب مصلحته الخاصّة.

 

لعبة المصالح

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "لا طرف لبنانياً يهتمّ بما إذا كانت ستُفرَض عليه عقوبات في المستقبل أو لا. فالانقسام الدولي الحالي، والاستقطاب الحاصل بين الصين من جهة، والولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى، يمكّن القوى الفاسدة الحاكمة في كل دولة من فعل ما تريده، ومن زيادة فسادها، من دون أن تسأل عن عقوبات".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "رغم أن الكثير من شركاء السلطة في لبنان يهتمّون بمستقبل مصالحهم وأموالهم الموجودة في الخارج، إلا أنهم باتوا أكثر قدرة على التعامُل مع لغة العقوبات، خصوصاً أنهم ينفّذون مصلحة هذه الدولة أو تلك. وهذا من ضمن لعبة التوازنات والمصالح بين الدول الكبرى أيضاً".

 

شعب فاسد

وأكد المصدر أن "لبنان في حالة من التدمير الذاتي، تتشارك فيها منظومة سياسية - اقتصادية فاسدة وغير قابلة للإصلاح، ومنظومة شعبيّة فاسدة بدورها أيضاً".

وختم:"ردّات الفعل على التلاعُب بالتوقيت، التي أفرغت كمّاً هائلاً من السّموم المتبادَلَة بين كل الفئات والجماعات اللبنانية على مواقع التواصُل الاجتماعي، خلال أيام قليلة، هي دليل على منظومة شعبيّة لبنانية فاسدة. وهذا يعني أن الشعب اللبناني أسوأ من حكامه. ولذلك، نرى العالم كلّه يهمل هذا الشعب، ويتركه في حالة التدمير الذاتي، إذ لا مجال لمساعدة شعب لا يريد تلك المساعدة، ولن ينجح في استعمالها إذا حصل عليها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار