يُمكن لأيّ لبناني أن "يكزدر" مع 5 مليارات ليرة "كاش"... بلد غير طبيعي! | أخبار اليوم

يُمكن لأيّ لبناني أن "يكزدر" مع 5 مليارات ليرة "كاش"... بلد غير طبيعي!

انطون الفتى | الأربعاء 05 أبريل 2023

مصدر: مرحلة حلول تتحضّر مع تغيير في قواعد اللّعب

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

لبنان خارج البشرية في كل شيء، وعلى المستويات كافة، وهذه ليست "مزحة"، ولا هي أمر عادي. وما كنّا نعتقد أننا لن نصل إليه في يوم من الأيام، صرنا في قلبه، وأعماقه، وهو أقسى من انهيار.

 

خارج الزّمن

فبالاقتصاد، المال، التكنولوجيا، المدارس، الجامعات، المستشفيات، الصيدليات، الطاقة، الإنترنت... نحن خارج الزمن بكل ما للكلمة من معنى. وحتى إن الانهيار اللبناني نفسه بات خارج الزمن أيضاً، أي انه حتى ولو تحسّنت الأوضاع في الخارج على أي صعيد، فإن لا مجال لترجمة هذا التحسُّن داخلياً. وهو ما يعني أنه حتى في عالم الانهيار، ما عُدنا ضمن العالم، ولم يَعُد باستطاعتنا أن نستلحق أنفسنا، ولا بأي شكل واضح.

 

انهيار خاص

فسواء "ارتاح" الاقتصاد العالمي، أو "تعب"، فلبنان صار بلداً "مُتعَباً" على كلّ الصُّعُد.

هذا بلد خاص، بانهيار خاص. فكم ستكون كلفة النّهوض كبيرة وصعبة، في ما لو باتت أي تسوية جاهزة خلال وقت قريب؟

 

 

انفصال تام

رأى مصدر مُطَّلِع أن "كلفة الخروج ممّا نحن فيه باتت باهظة جدّاً. فالدولة تفكّكت، وهذا يظهر بوضوح في مؤسّساتها وأجهزتها. والنتيجة هي أن لا إطار سليماً قادراً على استلام لبنان في ما لو بات الحلّ جاهزاً في أي وقت".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على "أننا خارج النظام العالمي بالمعنى العام للكلمة، كما بالسلوكيات الشعبية اليومية. فعلى سبيل المثال، إذا أراد المواطن الأوروبي أن يدفع 100 يورو "كاش" في أي دولة أوروبية، قد يجد عشرات الأعيُن تنظر إليه، كما لو أنه ارتكب جرماً، إذ إن كل "قرش" يتمتّع بقيمة شرائية معيّنة وخاصّة به هناك. هذا فضلاً عن أن معظم عمليات الدّفع باتت تتمّ بالبطاقات، على الصعيد العالمي. أما في لبنان، فيُمكن لأيّ كان أن يحمل 5 مليارات ليرة "كاش" ويتنزّه برفقتها، ويستعملها في أي مكان، وكأنه يقوم بأي عمل طبيعي. كما يمكن لأيّ كان أن يدفع كميات هائلة من المبالغ المالية نقداً، وأن يقول إنه اشترى سيارة أو شقّة سكنيّة، وكأنه أمر طبيعي. وهذا انفصال تام عمّا هو موجود حول العالم".

 

تسوية

واعتبر المصدر أن "المشهد العام يقول إننا نتّجه نحو تسوية يريد الداخل منها شيئاً مختلفاً عمّا يهدف إليه الخارج. وبسبب العجز الداخلي الحالي، يقوم كل فريق داخلي بشدّ الأمور في اتّجاه مصلحته الى الحدّ الأقصى".

وختم:"نحن عاجزون عن الإقلاع من جديد من دون دعم مالي خارجي، وهذا أمر لا مفرّ منه. ولذلك، يبقى الخضوع لشروط الخارج ضرورة. واللّعب الداخلي الحالي قبل التسوية يسير ضمن حدود وهوامش المسموح به خارجياً لكل طرف. فنحن في مرحلة حلول تتحضّر مع تغيير في قواعد اللّعب مستقبلاً، وسيجد كل طرف داخلي نفسه مُجبراً على تقديم تنازلات رئاسية وغير رئاسية، بما يتوافق مع الضّغط الخارجي الذي سيُمارَس عليه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار