السعودية أقرّت بالقوّة "الحوثيّة" في اليمن فهل تُكمل واقعيّتها الجديدة في لبنان؟ | أخبار اليوم

السعودية أقرّت بالقوّة "الحوثيّة" في اليمن فهل تُكمل واقعيّتها الجديدة في لبنان؟

انطون الفتى | الأربعاء 12 أبريل 2023

درباس: بدلاً من أن يُبلوروا مجموعة من الأسماء سيحصلون على رئيس يُسمّى من الخارج

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بعد سنوات من الحرب والقطيعة، ومن تصنيفات عربية وخليجية للحوثيّين كجماعة إرهابية لا يمكن ولا يجب التفاوض معها، ها هي السعودية تتفاوض معهم، بعد اتّفاق بكين، والتحسُّن المُتسارع في العلاقات بين طهران والرياض.

واللافت في المفاوضات بين السعوديين والحوثيّين في صنعاء هو أنها تحصل على مستوى مباشر، بوساطة عمانية. وهذا يعني أن السعودية تتفاوض مع ذراع من الأذرع الإيرانية، بعد سنوات كان فيه مجرّد التفكير بذلك من المحرمات، و"المكروهات".

 

 

لبنان

صحيح أن الملف اليمني يتمتّع بطبيعة، وبصعوبات مختلفة عن أي ملفّ إقليمي آخر. وصحيح أن الهمّ العربي والسعودي الأساسي موجود في اليمن. ولكن هل تنسحب الواقعيّة السعودية القائمة على الاعتراف بالأمر الواقع، وبالقوّة الإيرانية في اليمن، وفي سوريا، والعراق، على لبنان أيضاً، وبما يؤدي الى تفاوُض (سعودي) مع أفرقاء طهران في لبنان؟

وهل يكون الاستحقاق الرئاسي، والرئيس اللبناني الجديد، وحكومته، نقطة من نقاط المفاوضات السعودية مع تلك الأفرقاء، قبل وبعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية، ومن تشكيل الحكومة الجديدة؟

 

من الخارج

رأى الوزير السابق رشيد درباس أنه "لا بدّ أولاً من انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان قبل أي شيء. وهذا الانتخاب يجب أن يكون نتيجة تفاهم بين كل الأطراف، أو عبر الاستفادة من المناخ التصالُحي الذي يحصل في اليمن".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "العطب الأساسي الحالي هو العقم اللبناني، القائم على أنه بدلاً من أن تحضّر المجموعة السياسية نفسها، وتقدّم مواصفات معيّنة لرئيس يستفيد من حالة الاسترخاء والتقارب الحاصل في الخليج حالياً، نجد كل طرف خلف متراسه. فلا أحد يُقدم على خطوة واحدة الى الأمام من أجل أن يتفاهم مع الآخر. وترجمة ذلك، هو أن الإسم سيُفرَض على الجميع. وبدلاً من أن يُبلوروا إسماً أو مجموعة من الأسماء للانتخابات الرئاسية، سيحصلون على رئيس يُسمّى من الخارج".

 

فوضى

وأشار درباس الى أنه "رغم كل شيء، فإن انتخاب رئيس يتمتّع بالجدارة، وبدعم دولي وعربي، يعني أنه سيتمكّن من أن يلعب دوره داخلياً وخارجياً".

وردّاً على سؤال حول الآفاق الإيجابية بشكل مُستدام مستقبلاً للتطبيع الخليجي - الخليجي، ولإنهاء حرب اليمن، أجاب:"الحوثيون صُنِّفوا منظّمة إرهابية عندما كانوا فصيلاً مُسلَّحاً، فرض أمراً واقعاً على جزء من اليمن، وشكّل تهديداً للدول المجاورة. وعندما يتحوّلون الى حزب سياسي يمثّل شريحة من الشعب اليمني، وتتفكّك منظومتهم العسكرية، أو يتوقّف تهديدها لمنطقة الخليج، سيُصبحون شريكاً في الحكم. فالمنظمة الإرهابية لا تعود إرهابية، عندما تتوقف عن ممارسة الإرهاب".

وختم:"شرط تطبيع العلاقات العربية مع إيران، هو أن تتحوّل الأذرع الإيرانية المنتشرة في العالم العربي الى تنظيمات سياسية، وأن تُوقِف أنشطتها العسكرية. فلا مجال للعمل مع أذرع تشكل خطراً في كل مكان، وإعاقة للتنمية، وفوضى".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار