المنطقة في اختبار كبير ومن واجب القوى المسيحية في لبنان أن تتقدّم بأطروحة جديدة... | أخبار اليوم

المنطقة في اختبار كبير ومن واجب القوى المسيحية في لبنان أن تتقدّم بأطروحة جديدة...

انطون الفتى | الخميس 13 أبريل 2023

سعيد: يعيشون في محليّة يوميّة شديدة تجعل لبنان متأخّراً عن كل ما يجري في المنطقة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

حتى سوريا التي ما عادت دولة فعلية منذ سنوات، بسبب وجود مجموعة من الجيوش الإقليمية والدولية النّاشطة على أراضيها، والتي دُمِّرَت بحرب شديدة، والتي تهجّر شعبها منها، باتت تزور وتُزار، تستقبل وتودّع، وتشهد مجموعة من التحرّكات الديبلوماسية والسياسية المُتسارِعَة والمُتزايِدَة على خلفية اتّفاق بكين بين إيران والسعودية. وأما لبنان، ففي الثلاجة ينتظر، حيث لا زيارة عربية أو أجنبيّة وازِنَة (للبنان)، وحيث لا حركة لبنانية باتّجاه الخارج.

 

 

اعتراض

فهل ان ما يُحكى عن الانتظارات اللبنانية المُمكِنَة من جراء الاتّفاق الإيراني - السعودي هو مجرّد دعاية وكلام؟ أم ان اللبنانيين على عادتهم، على صعيد انتظارهم "الوصفة الجاهزة" من الخارج، من دون أي ردّة فعل تجاهها، أو حتى اعتراض عليها؟

 

 

خارج الانتباه

أشار رئيس "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان" النائب السابق فارس سعيد الى أن "الأمور بالسياسة هي كما في الحياة، أي انها إما تضرّ أو تنفع. ولكن عندما تكون عاجزة عن التسبُّب بالنّفع أو الضرر، على حدّ سواء، فلا أحد يلتفت إليها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "حزب الله" هو الذي يستدعي انتباه العالم له، عندما يسمح لحركة "حماس" أحياناً بإطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل، أو عندما يرسّم الحدود بين لبنان وإسرائيل، في مرّة أخرى. وأما الدولة اللبنانية بما هي عليه حالياً، فهي لا تضرّ ولا تنفع، وهو ما يجعلها خارج انتباه الجميع".

 

محليّة يوميّة

وأوضح سعيد أن "ربما حاول "حزب الله" استدعاء انتباه إيران والسعودية والجانب الدولي من خلال ما حصل في الجنوب الأسبوع الفائت. وأما باقي الأفرقاء، فيعيشون في محليّة سياسية يوميّة شديدة، تجعل لبنان متأخّراً عن كل ما يجري في المنطقة".

وأضاف:"أما بالنّسبة الى بشار الأسد، فهناك محاولة ليس معلوماً بَعْد الى أي مدى يمكنها أن تنجح، (محاولة) لنقله من الحضن الإيراني الى العربي. وبهذا المعنى، بات مهمّاً بالنّسبة الى الأطراف الإقليمية".

 

أكثرية

وردّاً على سؤال حول الضّعف والشّلل الذي يصيب عمل الأحزاب المسيحية في لبنان، على وقع ما يحصل في المنطقة، أجاب سعيد:"لم يرفع أي حزب من الأحزاب المسيحية عنوان رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان، بل انهم يكتفون بالحديث عن السلاح غير الشرعي، وكأن امتلاك بندقية غير مرخّصة في خزانة البيت يشبه وجود آلاف الصواريخ المنتشرة على الأراضي اللبنانية، "تحت إمرة" إيران. وحتى إن بعض المسيحيين يعتبرون أن السلاح الإيراني شرعي، ومُتكامل مع سلاح الجيش اللبناني، وهم يكتفون باعتراضهم على السلاح الفلسطيني غير الشرعي في لبنان، كما هو حال (رئيس "التيار الوطني") النائب جبران باسيل".

وتابع:"العناوين والإنجازات الوطنية الكبرى لا يمكن لفريق أو لحزب أو لتيار سياسي واحد أن يحملها، بل تحتاج الى أكثرية لبنانية، وإلا فلن يكون مُمكناً تنفيذ أي حرف منها. وبالتالي، لا يمكن للأحزاب المسيحية أن تنجح في إيجاد حلّ وطني للسلاح الإيراني في لبنان، إلا إذا تشاركت العمل على ذلك مع المسلمين. ولكن هذا التشارك يخضع لمشكلة أن الأطراف المسيحية بغالبيتها عاجزة عن أن تذهب الى طرح وطني في هذا الشأن، إذ إنها تتحدّث همساً عن الفيديرالية، وعن اللامركزية المالية، وعن غيرها من الأفكار. فيما لا توجد جهوزية في الوسط الإسلامي أيضاً لملاقاة الأطراف المسيحية تحت عنوان وطني إسمه رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان".

 

أطروحة جديدة

وعن مستقبل المنطقة بعد انتهاء مرحلة الإيجابيات الحالية، اعتبر سعيد أن "كل المراحل الانتقالية محفوفة بالمخاطر، وتحديداً الدموية منها. وبالتالي، ستخضع المنطقة لاختبار كبير بين كيف يمكن إقناع إيران بالتخلّي عن نظامها الأمني الإقليمي الذي يمثّله "الحوثيون" في اليمن، و"الحشد الشعبي" في العراق، والنّظام العلوي في سوريا، و"حزب الله" في لبنان، و"الحرس الثوري" فيها، وبين كيف يمكن للفريق الآخر أيضاً أن يقتنع بأنه ليس حبّة والآخر دجاجة".

وختم:"يتوجّب على الفريق الآخر أن يقتنع أيضاً بأن هناك شيئاً انتهى في المنطقة، واسمه دعم إيران لميليشيات غير قادرة على إرساء الاستقرار. ومن هنا ضرورة أن تتقدّم القوى المسيحية في لبنان بأطروحة سياسية جديدة تلاقي العروبة المَرِنَة والثقافية التي تطرحها القيادة السعودية الجديدة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار