مسؤول لبناني يعيش بالفقر وبعجز عن شراء علبة دواء... من هو؟؟؟... | أخبار اليوم

مسؤول لبناني يعيش بالفقر وبعجز عن شراء علبة دواء... من هو؟؟؟...

انطون الفتى | الخميس 13 أبريل 2023

مصدر: لا مجال لأي مبادرة في الداخل ولا حتى على مستوى معيشي سريع

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

كيف يمكن لمواطن لبناني أن يصدّق، أو أن يحترم أي مسؤول في الدولة، أو أي رئيس جماعة سياسية في البلد، يتحدّث عن ضرورة فعل كذا وكذا، فيما ينظر هذا المواطن الى ذاك المسؤول المُترَف حتى الثّمالة، وهو ما يُفقِد كلامه أي مصداقيّة؟

 

يتفرّج عليهم

قد يفتخر بعض من في بلادنا بأنه ناضل ويناضل من أجل لبنان. ولكن لا مجال أمام أحد للافتخار بقدرته على تخفيف حدّة الأزمة المعيشية عن الناس. فلا أحد صادقاً في العمل على تلك النّقطة، ولا أحد يريد أن يكون صادقاً في هذا الإطار، مع الأسف.

فماذا عن مسؤول نسمعه يُكثر من "التّنظير" تجاه المريض، والجائع، والعطشان، والتلميذ... في بلادنا، بينما هو (المسؤول) حاصل على أفضل طعام، وأفضل طبابة ودواء، وأفضل مدرسة، وأفضل جامعة، وأفضل تدفئة وتبريد، وأفضل شيء من كل شيء، له ولأولاده ولأحفاده، ولأحفاد أولاده، سواء في الداخل أو الخارج. وهو "يربّح" الناس "جميلي" بأنه يدافع عنهم، وعن حقوقهم ومصالحهم من "أبراجه العاجيّة"، بما يُفقِد كلامه "الروح"، أي الشفافية والمصداقيّة، ويصوّره مثل ذاك الذي يدعو الناس الى الصّمود أمام الأمواج، ليتفرّج هو عليهم من بعيد يغرقون، من دون أن يقدّم لهم ما يعومون عليه ليصلوا الى برّ الأمان.

أوكرانيا

نتذكّر في هذا الإطار الطغمة الحاكمة في أوكرانيا حالياً، التي رغم ما فيها من بَيْع وشراء، على حساب الشعب الأوكراني، والمصلحة الأوكرانية العامة، إلا أنها تدفع ما تدفعه من أثمان، و"من كيسها"، مثل سائر الشعب، وذلك وسط حرب روسيّة شرسة على بلادها.

فعلى سبيل المثال، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منذ مدّة الى أن حدّة بصره تراجعت بشكل كبير بعد الحرب، والى أنه لم يَعُد بإمكانه قراءة ما هو مكتوب على مُلصَق كيس شاي نتيجة ضعف البصر، وهي مشكلة سترافقه مستقبلاً، وتحتاج الى علاج، وذلك نتيجة عمله مع معظم الموظفين في مكتبه عندما تكون الإنارة سيّئة أو معدومة تقريباً، لأن الحراس يصرّون على ضرورة تخفيف الأنوار في المبنى. 

 

مصالح خاصّة

شدّد مصدر سياسي على أن "كل من في البلد حالياً لا يهتمّ سوى بنفسه وجماعته، على قاعدة ما يحصل على مستوى إعادة ترتيب المنطقة. فالكلّ باتوا اتّكاليّين، أكثر ممّا هم عليه أصلاً، على ما يجري في الإقليم من زاوية التفاهم الإيراني - السعودي، ولذلك لا مجال لأي مبادرة على صعيد الداخل، ولا حتى على مستوى معيشي سريع، رغم الحاجة الماسّة لذلك".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "حتى لو تحدّث البعض، وأشاروا الى الانتهاكات التي تحصل في الداخل، فهم لا يلفتون النّظر سوى للأمور التي لا تشكّل مادّة جذب، لا للغرب ولا للشرق، ولا حتى للداخل اللبناني نفسه. فعلى سبيل المثال، ماذا ينفع المواطن اللبناني حالياً إذا جرت الانتخابات البلدية في موعدها، أو إذا تأجّلت؟ فهذه أمور لا تُطعم خبزاً، فيما نسبة مهمّة من الناس تحتاج الى من يضمن لها مستقبلها وحياتها".

وختم:"التراجع السياسي في لبنان بات عاماً، وهو يُترجَم بالعناوين الكبرى والصّغرى معاً، وبالحاجات كافّة، من معيشية، وسياسية، واقتصادية. وكل ما يجري في هذا الوقت، يؤكّد أن كل العناوين التي رافقت الانتخابات النيابية العام الفائت كانت برّاقة، وعاجزة في وقت واحد. فالضّحك على الناس بأن التصويت لهذا الفريق أو لذاك سيغيّر الأوضاع تحطّم بفضيحة أظهرت أن لا انعكاسات مُمكِنة لأي نتائج انتخابات على الحياة في لبنان. فإدارة البلد لا تتعلّق بانتخابات، ولا باستحقاقات، بل بفقدان النيّة لتحقيق مصالح الناس على حساب بعض المصالح الخاصّة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار