"تصفير" المشاكل الخليجية والاقتصاد الخارق... حلم ينمو في اليمن ويتدهور في السودان | أخبار اليوم

"تصفير" المشاكل الخليجية والاقتصاد الخارق... حلم ينمو في اليمن ويتدهور في السودان

انطون الفتى | الثلاثاء 18 أبريل 2023

مصدر: معارك السودان تهدّد الأمن القومي المصري

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل تبقى الرّغبة بـ "تصفير" المشاكل في منطقة الخليج مجرّد حلم بعيد المنال، رغم كثرة الفرص الاقتصادية الواعدة من جراء هذه السياسة؟ وهل من إمكانية للنّجاح في هذا "التّصفير" ضمن بقعة جغرافية معيّنة، عندما تضطرب بعض الساحات المحيطة بها؟

 

صورة غير واضحة

فبموازاة العمل على طيّ صفحة حرب اليمن، اشتعل السودان، وهو أحد أهمّ البلدان المطلّة على البحر الأحمر، ومنطقة الخليج، وعلى المسارات البحرية التجارية التي تمرّ من والى هناك، بشكل يعطي صورة غير واضحة تماماً بَعْد حتى الساعة عن مستقبل الآفاق المُنتظرَة من باب التطبيع الإيراني - السعودي في منطقة الخليج، من الزاوية الاقتصادية تحديداً.

 

كيف؟

السودان بلد الخيرات النفطية وغير النفطية، والثروات المعدنية...، وبلد النّفوذ الأميركي - الروسي - الصيني الذي بات مُتصارِعاً عالمياً أكثر فأكثر، وبلد التوترات القادرة على أن تؤثّر في أكثر من ملف إقليمي ودولي، على طريق اللّعب بين اللاعبين الكبار.

فكيف يمكن لنتيجة الصراع العسكري الدائر حالياً في السودان أن تنعكس على أكثر من ملف سياسي واقتصادي إقليمي ودولي مستقبلاً؟

 

 

مشاكل إضافية

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أنه "ما ان اقترب الحلّ السياسي والأمني في اليمن، حتى بدأت المعارك في السودان. وهو ما يعود الى تضارب مُتزايِد في المصالح الدولية، سيدفع (السودان) ثمنه من أمنه، وستصل مفاعيله الى تهديد الأمن القومي المصري".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأميركيين تواصلوا خلال الأيام الماضية مع كل الأطراف المعنيّة بالأزمة السودانيّة تقريباً، من دون أن يتواصلوا فعلياً مع المصريين. فالعلاقات الأميركية - المصرية ليست جيّدة، الى درجة أن واشنطن لم تهتمّ لمسألة أن هناك عدداً من الجنود المصريين الذين احتُجزوا في السودان بُعَيْد اشتعال المعارك. وبالتالي، لا تُظهر واشنطن أي اهتمام بأهميّة السودان بالنّسبة الى مصر، ولا بمدى تعرُّض الأمن القومي المصري للخطر، من جراء الأحداث على الأراضي السودانية. هذا فضلاً عن وجود رغبة إسرائيلية بإضعاف القاهرة، وبإطلاق يد إثيوبيا، وبالسماح لها بأن تفعل ما تريده على حساب المصالح المصرية، وهو ما سيُعرّض مصر لمزيد من المشاكل".

 

اقتصاد

ولفت المصدر الى أن "أحداث السودان تُكمِل مسلسل تفكيك وحدة العالم العربي. فالحرب تنتهي باليمن، ولكنّها تنطلق من مكان آخر هو السودان. وهذا سيؤثّر على منطقة الخليج أيضاً، على الصعيد الاقتصادي".

وأوضح:"يتمتّع السودان بواجهة بحرية على البحر الأحمر، وهو منطقة مطلّة على منطقة الخليج أيضاً، حيث الفرص الاقتصادية الكثيرة مستقبلاً. هذا فضلاً عن أن الإمارات مثلاً، لها ما لها من استثمارات كثيرة في السودان، على صعيد الأراضي الزراعية، وفي مجال الذّهب، وغيره".

وختم:"كل ذلك، الى جانب الكثير من العمليات التجارية التي تحصل عبر البحر الأحمر، ستتأثر طبعاً بمستقبل العمليات العسكرية في السودان، وبالشكل المُحتَمَل الذي سيتّخذه وقف إطلاق النار في وقت لاحق".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار