كيف يمكن لأفريقيا أن ترسم مستقبل النّزوح السوري في دول المنطقة؟ | أخبار اليوم

كيف يمكن لأفريقيا أن ترسم مستقبل النّزوح السوري في دول المنطقة؟

انطون الفتى | الثلاثاء 18 أبريل 2023

مصدر: ما يحصل في السودان لن يشكل موجة لجوء كما حصل خلال الحرب السورية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

توتّر عسكري في السودان. توتّرات سياسية - أمنية متقلّبة وشبه دائمة في ليبيا. توتّر سياسي بمفاعيل اقتصادية ومعيشية كثيرة في تونس. توتّرات بين دول شمال أفريقيا وأفريقيا عموماً، منها ما هو نفطي ومائي، ومنها ما هو اقتصادي بمفاعيل أوسع، يرتبط بعضها بمسائل جيوسياسية، أو ببعض أوراق القوّة التي يرفض كل طرف أفريقي أن يقدّمها للطرف الآخر مجاناً، أو على طبق من فضّة.

 

"الحديد السوري"

هي ظروف تهدّد بموجات جديدة من النّزوح واللّجوء، الى أكثر من مكان، والى ما وراء البحار. فمن سيهتمّ بالأزمات التي يتسبّب بها النّزوح السوري في دول الجوار السوري، والتي من بينها لبنان، في ما لو طال زمن المفاوضات السورية - العربية، والعربية - العربية حول سوريا، من دون أن "يُضرَب الحديد" السوري وهو "حامٍ"، خلال مدّة زمنية قريبة، أو مقبولة؟

 

كل "الأجندات"؟

ليست مبالغة إذا قُلنا إن أهمّ ما يُمكن أن ينتج عن التقارُب العربي مع دمشق، هو إيجاد حلّ لأزمات اللّجوء السوري في المنطقة، التي باتت مُتعِبَة جدّاً للعديد من البلدان.

وليست مبالغة إذا قلقنا من إمكانية تدهور الأوضاع العسكرية في السودان بما يفوق أي قدرة على ضبطها، وبشكل يؤسّس لموجات جديدة من النّزوج الديموغرافي، سواء داخل أفريقيا، أو الى خارجها، أو باتّجاه أوروبا، بشكل يُمكنه أن يُضعف الاهتمام بإيجاد حلّ لملف اللّجوء السوري، ويضعه في آخر سلّم الأولويات والضرورات الملحّة، على كل "الأجندات" الإقليمية والدولية.

 

مشاكل

فما هو السبيل لعَدَم حصول ذلك، أو للمساهمة في التعجيل بمحاولات إيجاد حلّ لهذا النوع من المشاكل، خصوصاً إذا تدهورت الأوضاع العسكرية والسياسية في عدد من الدول الأفريقية أكثر بَعْد، وهدّدت بأزمات ديموغرافية شديدة؟

 

في أفريقيا

رأى مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "السودانيين يذهبون الى مصر، أو الى دول أفريقية أخرى في العادة، وليس الى أوروبا، في ما لو رغبوا بالنزوح والخروج من الأراضي السودانية. وهو ما يعني أن ضغط أي لجوء سوداني مُحتمَل مستقبلاً سيتركّز في القارة الأفريقية".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "ما يحصل في السودان حالياً لن يطول، ولن يشكل موجة جديدة من اللّجوء كما حصل خلال الحرب السورية مثلاً، أو بسبب الأزمات التي نتجت عن "الربيع العربي".

 

أزمة مُستدامة؟

ووضع المصدر الاشتباكات السودانية التي تحصل حالياً في إطار "الخلاف بين عصابتَيْن. فالجيش السوداني أقرب الى عصابة، وقوات الدعم السريع مثله أيضاً، وهما على خلاف شديد منذ أشهر حول الموارد الهائلة التي يحويها السودان. ولكن صراعهما لن يؤثّر في خلق مشهد أفريقي جديد بالمعنى التامّ".

وختم:"صحيح أن الأطراف الدولية تتدخّل حالياً. ولكن لا خوف من أزمة إقليمية مُستدامة هناك. وأما المكاسب التي يُمكن أن يُسفر عنها الحلّ النهائي، فتحتاج الى مزيد من الوقت قبل البتّ في شأنها".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار