هل يمنع التطبيع الخليجي تعدُّد الزوجات ومكوثهنّ تحت سقف واحد؟ | أخبار اليوم

هل يمنع التطبيع الخليجي تعدُّد الزوجات ومكوثهنّ تحت سقف واحد؟

انطون الفتى | الثلاثاء 18 أبريل 2023

مصدر: هم لا يُطلّقون أحداً ويريدون الزواج من الجميع

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل أنهى التطبيع الإيراني - السعودي، مسار السلام بين إسرائيل والدول الخليجية بالكامل؟ وهل حلّت طهران مكان تل أبيب، وأخرجتها من فكر العرب بشكل نهائي؟

 

سلام؟

تختلف وجهات النّظر في هذا الإطار، بين من يقول إن العرب ما عادوا مُهتمّين سوى بشيء من تحسين علاقاتهم بإسرائيل، لأسباب اقتصادية وتجارية، وإن هذا ليس تطبيعاً، حتى لو وُقِّعَت اتّفاقيات سلام مع تل أبيب. وهناك من يقول إن التطبيع السعودي مع إيران لا يتجاوز تحسين العلاقات بدوره أيضاً، لأسباب اقتصادية وتجارية، وإنه ليس تطبيعاً فعلياً بالمعنى الكامل.

فلعبة المصالح ليست تطبيعاً، وهي تلبّي حاجات الجميع، من دون أن تمسّ بخصوصياتهم، ومن خارج أي تدخُّل في شؤونهم. وهذا يُشبه السلام، ولكنّه ليس سلاماً بالمعنى التامّ.

 

أميركا

أشار السيناتور الأميركي ليندسي غراهام مؤخّراً الى رغبته بلعب دور فعّال على مستوى تحسين العلاقات الأميركية - السعودية، بمساعدة الرئيس الأميركي جو بايدن، وذلك مقابل اعتراف الرياض بالدولة اليهودية الوحيدة، وهي إسرائيل.

كلام غراهام يُظهر أن الولايات المتحدة الأميركية تبقى "واحدة"، مهما ظهرت الخلافات الانتخابية والسياسية فيها، إذ عبّر (غراهام) عن رغبة "جمهورية" عامة بالعمل مع بايدن "الديموقراطي" من أجل تغيير العلاقة الحالية بين أميركا والسعودية، والذي سينتج عنه لاحقاً اعتراف الحكومة السعودية بإسرائيل، بحسب السيناتور الأميركي.

فهل ان المساعي الأميركية تلك، مجرّد حماسة من جانب واشنطن وتل أبيب فقط؟ وهل يُمكن لأي سلام إسرائيلي - سعودي أن يشكّل فارقاً حقيقياً، من دون انضمام كل الدول الخليجية، لا سيّما قطر، لهذا المسار؟

 

تعدُّد زوجات

أوضح مصدر مُطَّلِع على الملفات العربية أن "السعودية مهتمّة بتحسين علاقاتها مع الجميع. وما نراه من تقارُب سعودي مع الصين وروسيا منذ أكثر من عام ليس جديداً، بل يعود لنظرية هندسها وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل".

وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "نظرية الفيصل تقوم على أن السعودية لا تريد أن تطلّق أميركا. ولكن يُسمَح للرياض بتعدُّد الزوجات، أي بأن تتزوّج (السعودية) من الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، والصين، وأوروبا في وقت واحد. وهذا ما يحصل حالياً بوضوح".

 

بشكل علني

وأشار المصدر الى أن "السعوديين سمحوا لإسرائيل بالتحليق فوق أراضيهم، وأبرموا صفقة شراء طائرات من أميركا بمبلغ يقترب من 40 مليار دولار. وهذا لم يمنعهم من الاتفاق مع إيران في بكين، ومن استكمال الاهتمام بمصالحهم مع روسيا ضمن مجموعة "أوبك بلاس". وهو ما يعني أنهم مع أميركا، وإسرائيل، وأوروبا، والصين، وروسيا، وإيران، في وقت واحد. فهذه نظرية سعود الفيصل أصلاً، الذي كان من أبرع وزراء الخارجية في تاريخ السعودية".

وختم:"هذه هي السياسة التي ترسم مستقبل السعودية حالياً. فهم لا يُطلّقون أحداً، ولكنّهم يريدون الزواج من الجميع. والسلام السعودي مع إيران لا يحلّ مكان العلاقات السعودية بأميركا وإسرائيل والصين وروسيا وأوروبا. فهذه لعبة مصالح تلعبها الرياض بشكل علني".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار