متى يبدأ الاقتتال بين الجيش الروسي و"فاغنر" على موارد الأراضي المحتلّة في أوكرانيا؟ | أخبار اليوم

متى يبدأ الاقتتال بين الجيش الروسي و"فاغنر" على موارد الأراضي المحتلّة في أوكرانيا؟

انطون الفتى | الأربعاء 19 أبريل 2023

قاطيشا: "فاغنر" لا تمتلك الإمكانات التي تسمح لها بفعل ما يحصل في السودان

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يستمرّ التوتّر العسكري في السودان بين الجيش وقوات الدّعم السريع، وسط تزايد المشاكل الحياتية بين المدنيّين، وغياب أي فرصة لحلّ مُستدام حتى الساعة.

 

"فاغنر" والجيش

ولكن بعيداً من السودان، تذكّرنا بعض أشكال الخلافات التي تتحكّم بالعلاقة بين الجيش السوداني و"الدّعم السريع"، بالتباينات التي ظهرت بوضوح بين الجيش الروسي وعناصر مجموعة "فاغنر" في أوكرانيا، خلال مرات عدّة، منذ العام الفائت.

ففي بعض الأحيان، وجّهت "فاغنر" انتقادات للقيادة العسكرية الروسية، ولطريقة إدارتها الحرب في أوكرانيا، ولتكتيكاتها العسكرية هناك. فهل يتطوّر ما حصل ويحصل في الأراضي الأوكرانية بين الجيش الروسي من جهة، ومرتزقة "فاغنر" من جهة أخرى، الى "تضارُب عسكري" بين الطرفَيْن مستقبلاً، على غرار ما يحصل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السودان، خصوصاً أن تلك المجموعة تعمل لصالح روسيا خارج الحدود الروسية، وتجمع الموارد المالية وغير المالية لنظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما يمكنه أن يشكّل مادة اقتتال مستقبلاً بين بعض قياداتها وعناصرها، وبين الكرملين ووزارة الدفاع الروسية؟

وهل يمكن لـ "فاغنر" والجيش الروسي أن يتقاتلا على بعض الأراضي المحتلّة في أوكرانيا مثلاً، في المستقبل، والتي تحوي ما تحويه من ثروات، من زاوية أن من دفع الثّمن الأكبر لاحتلالها، يحقّ له بمواردها، لا سيّما أن الجيش الروسي عجز عن احتلال العديد من الأراضي الأوكرانية لولا مساعدة عناصر المجموعة ("فاغنر") له؟

 

وضع حدّ

أوضح العميد المتقاعد والنائب السابق وهبه قاطيشا أن "الواقع الروسي مختلف عن السوداني. فسبب مشاكل السودان هو أنه لا توجد دولة هناك، وأنه يتمّ التعاطي مع الأمور كما في دول العالم الثالث، أي على مستوى ترجمة المنافسة والصراعات بين القوى السياسية عسكرياً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "في روسيا لا تزال توجد دولة، وهي متماسكة. فيما "فاغنر" جماعة يستعملها بوتين، وهو قادر على أن يضع حدّاً لها ساعة يريد ذلك، وهي لا تمتلك الجغرافيا، ولا الإمكانات، ولا التاريخ، ولا الديموغرافيا التي تسمح لها بفعل ما تقوم به قوات الدّعم السريع في السودان".

 

لصالح روسيا

وردّاً على سؤال حول إمكانية أن تنشب صراعات مستقبلاً بين "فاغنر" والجيش الروسي حول الموارد التي تساهم المجموعة في توفيرها لموسكو، خارج الحدود الروسية، كما في أفريقيا مثلاً، أجاب قاطيشا:"التضارُب في المصالح ممكن أن يحصل في مثل تلك الظروف، حتى داخل أكثر الدول القوية والموحّدة، إذا قامت بعض الوحدات العسكرية العاملة خارج البلاد بتجاوز حدود الصلاحية الممنوحة لها، أو إذا نخرها الفساد. ولكن ذلك لا يؤثر على سياسة الدولة ككلّ، ويمكن وضع حدّ لتلك الأمور".

وأضاف:"مجموعة "فاغنر" تحت سيطرة روسيا رغم كل ما يمكنه أن يحصل وسطها من تجاوزات، قد تقوم بها بعض قياداتها أحياناً. وهذا يُبقيها صالحة للاستثمار فيها لصالح الدولة الروسية".

 

توازن

وعن خطورة القوّة العسكرية الصينيّة المُتصاعِدَة على مستقبل روسيا في آسيا، أشار قاطيشا الى أن "الحرب في أوكرانيا أثبتت أن الجيش الروسي كان نمراً من ورق. والدليل الأكبر على ذلك، هو استعانة موسكو عسكرياً بدولة مُحاصَرَة مثل إيران. فهذا يشكّك في القدرة على الاستمرار باعتبار أن الجيش الروسي هو واحد من جيوش الصفّ الأوّل في العالم".

وتابع:"الجيش الصيني قوي في الصين، وفي الجوار الصيني، ولكن لا يمكنه إرسال قوى تقوم بعمليات خارج حدود منطقته. والجيشان الصيني والروسي ليسا من الجيوش التي يُحسَب لها حساباً خارج نطاقها. وأكثر ما يهمّ الصين حالياً، هو الإبقاء على روسيا عالقة بالحرب مع الولايات المتحدة الأميركية في أوكرانيا، لأن كلّما ضعفت روسيا تتقدّم الصين نحو الصف الثاني. ولذلك، هي (الصين) لا تدعم روسيا إلا بالقليل الذي يؤمّن استدامة الحرب، و"الزكزكة" الروسية لأميركا والإتحاد الأوروبي، ولكن ليس لتمكينها (روسيا) من الفوز، ولا لجعلها قوية".

وختم:"تقوم اللعبة الدولية بين الدول على الحفاظ على التوازن. فممنوع على دولة أن تتجاوز الحدود المسموح بها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار