نفوذ واسع في لبنان والعراق والأردن... من "يكبّر الحَجَر" السوري كثيراً؟ | أخبار اليوم

نفوذ واسع في لبنان والعراق والأردن... من "يكبّر الحَجَر" السوري كثيراً؟

انطون الفتى | الخميس 20 أبريل 2023

درباس: الطلب من سوريا أن تقول لإيران إنه حان وقت عودتها الى طهران هو أمر صعب

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يُخبروننا بأن أبرز الشروط المطلوبة من النظام السوري من أجل إعادة سوريا الى حاضنتها العربية، هي إعادة اللاجئين السوريين الى أرضهم، والمضيّ بحلّ سياسي للأزمة السورية، والطلب من إيران وقف نشاطها العسكري في الأراضي السورية، وسَحْب ميليشياتها من هناك، بالإضافة الى وقف دمشق أنشطة وعصابات تهريب الكبتاغون.

 

لبنان

ولكن لا أحد يُخبرنا، نحن الشّعوب "الساذجة"، بالأثمان السياسية الموعودة لدمشق، كمقابل لتطبيق كل نقطة من تلك النّقاط، والتي توازي مفعول قنبلة نووية، لا سيّما أن العلاقات الإيرانية - السورية ليست مجرّد ميليشيات، وأمن، وعسكر، واستخبارات، بل هي أبْعَد من ذلك بكثير.

فما هي الأثمان الموعودة لسوريا، في ما لو التزمت بهذا الشرط أو ذاك؟ وهل من بينها التمتّع بنفوذ أوسع لها في لبنان مثلاً؟ أو بسياسة جديدة في العراق؟ أو الأردن؟ وهل ستقبل بغداد وعمان بذلك؟

 

الأخطاء نفسها

وماذا عن تركيا، التي لا يمكن للعرب أن "يفصّلوا من كيسها" في الشمال السوري؟ وماذا عن الملف الكردي؟ ومن يمكنه أن يقدّم للأسد فيه، ما قد لن يقبل الأكراد بإمكانية مناقشته حتى؟

الأخطاء القديمة تتكرّر، وهي محاولة نسج اتّفاقات مع أنظمة وأشخاص يخرقون "نعم الصباح" بـ "لا المساء"، أو العكس. وهي الأخطاء نفسها في إضاعة وقت الشعوب، بما لا يمكن انتظار أي إيجابي ملموس منه.

 

طعام إقليمي؟

أشار الوزير السابق رشيد درباس الى أن "كل ما يُقال عن شروط موضوعة على سوريا من أجل عودتها الى الحضن العربي، هو سيناريوهات افتراضية. فالحقائق التي يتوجّب الاعتراف بها، هي أن الدور السوري الإقليمي الذي كان قبل 12 عاماً ما عاد موجوداً. والهمّ السوري الأساسي محصور باستعادة الجغرافيا السوريّة، والديموغرافيا السورية، وملف الإعمار".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذه الأمور هي التي يمكنها أن تخضع لتسوية. أما باقي المواضيع، مثل الطلب من سوريا أن تقول لإيران شكراً، وإنه حان وقت عودتها من دمشق الى طهران، فهو أمر صعب. والحديث عن مكاسب وأثمان إقليمية لدمشق مقابل التزامها ببعض الشروط، لا مجال لها أيضاً، وذلك لأن المعدة السورية لم تَعُد قادرة على أن تهضم طعاماً إقليمياً، بل هي بالكاد قادرة على هضم استرجاع الجغرافيا والديموغرافيا، أي استعادة وحدة الشعب السوري، والأراضي السورية حتى تصبح صالحة للإعمار من جديد، ولإيجاد اقتصاد سوري جديد".

وأضاف:"أقصى الممكن هو استرجاع سوريا نفسها كدولة بالمفهوم الكلاسيكي، وليس كدولة إقليمية. وهذا يحتاج الى تفاهمات وطنية مع كل المكوّنات السورية حول تعديلات دستورية مثلاً، كما حول برنامج سريع لاستعادة اللاجئين السوريين من الخارج، إذ إن أكثر من ثلث سكانها باتوا خارجها".

 

مصالح

وردّاً على سؤال حول الخطأ الذي يتكرّر بمحاولة إيجاد تسويات مع النظامَيْن السوري والإيراني، رغم قدرتهما المعروفة على خرق كل التعهّدات التي يقدّمانها، أجاب درباس:"ذهبت السعودية وإيران الى الصين بعدما وهنت قوّة الطرف الإيراني، وحُوصِر بالتضخّم والانتفاضة الشعبية، وبعدما شعر بالحاجة الى فترة يتنفّس خلالها، وذلك مقابل ورشة اقتصادية لدى الطرف السعودي، جعلته بحاجة الى زنار أمان من أجلها".

وختم:"المصالح أخذتهما الى التفاهم. وبالتالي، ما أوجب التسوية هو المصالح المشتركة. وأما إذا انكسرت تلك المصالح، أو مُسَّت بأي شكل من الأشكال، فعندها لن يكون هناك أي عائق أمام عودة الأمور الى صيغتها السابقة، أو الى ما هو أسوأ منها ربما، أيضاً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار