كيف يتوفّر المال للذّكاء الاصطناعي في المدارس وليس لحقوق الأساتذة؟ | أخبار اليوم

كيف يتوفّر المال للذّكاء الاصطناعي في المدارس وليس لحقوق الأساتذة؟

انطون الفتى | الخميس 20 أبريل 2023

حبيقة: لنقلات تكنولوجيّة من دون التسبُّب برفع منسوب الاتّكاليّة لدى الطالب

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

لم يَكُن ينقص القطاع التربوي سوى ضرورات التحوُّل الرقمي، ومواكبة التطوّر التكنولوجي العالمي، وسط أزمة مالية واقتصادية لبنانية هائلة، تفتقر الى أي أُفُق منظور للحلّ، وهي تُلقي الكثير من الأعباء على الجميع.

 

موارد

ولكن بمعزل عن المدارس الخاصّة الكبرى، التي تمتلك ما تمتلكه من موارد داخلية وخارجية، سواء من جراء عدم استقبالها سوى نوعيّة معيّنة من الطلاب بما يضمن لها الحصول على أقساطها الباهظة بالكامل، أو (موارد) عبر سفارات، أو غيرها، نسأل عن مدارس خاصة أخرى ليست على تلك الحالة تماماً، فيما لا "يرشح" عنها سوى "النقّ" بسبب عدم القدرة على تحمُّل أعباء التكاليف التشغيلية، وبعض الزيادات المحقّة لأساتذتها، وهي رغم ذلك "مستقتلي" على كل محاولة لإدخال "الذكاء الاصطناعي" في عملها التربوي، وذلك رغم الكلفة التي سيُلقيها ذلك عليها، وعلى الأهل.

 

كيف؟

فتلك المدارس تجد نفسها مُحرَجَة بمطالبة الأهل بكل ما يمكنه أن يدعم أساتذة أولادهم، رغم ميزانياتها المتعدّدة خلال عام دراسي واحد، ولكنّها مستعدّة لمطالبتهم (الأهل) بالمزيد والمزيد من المال، بحجة توفير متطلّبات التطوّر التكنولوجي لأولادهم.

هنا نتحدّث من حيث المبدأ. فنحن ندرك تماماً أنه يحقّ للطلاب بكل ما هو جديد ونافع، وقادر على تحسين مهاراتهم وفرص تعلّمهم. ولكن كيف يمكن لبعض المدارس أن توفّر التمويل اللازم، لنقلات تكنولوجيّة معيّنة، وهي تلتزم بعجزها عن توفير التمويل الضروري لحقوق أساتذتها؟

 

 

مُقلِق

اعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة أن "مواضيع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وتوفير التمويل الضروري لتأمينها، مختلفة عن تلك التي تتعلّق بحقوق الأساتذة. ومصادر تمويل هذه مختلفة عن مصادر تمويل تلك في العادة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المدارس بحاجة الى اللّحاق بالتطوّر التكنولوجي، ولا يمكنها أن تكون متأخّرة على هذا الصّعيد. ولكن هذا التطوّر يحصل بشكل مُقلِق في بعض النواحي".

 

اتّكالية

وشرح حبيقة:"برنامج Chat GPT مثلاً، مُقلق من ناحية أنه قد يتسبّب بتقاعُس الطالب عن القيام بواجباته المدرسية كما يجب. وبالتالي، قد يتسبّب بتراجُع في مستوى التلميذ، وهذا بمعزل عن الحاجة الى تطويره (البرنامج) أكثر بَعْد، وعن إيجابياته على مستوى توفير الوقت".

وأضاف:"لا بدّ من تحقيق النّقلات التكنولوجيّة من دون التسبُّب برفع منسوب الاتّكاليّة لدى الطالب. ولكن سواء أحببنا التطوّر التكنولوجي أو لا، فهو يسير في طريقه على مستوى عالمي، ولذلك لا بدّ من الاهتمام بمعالجة أي انعكاسات سلبية له على الطلاب".

 

معيار النّجاح

وردّاً على سؤال حول الانعكاسات المُحتملَة مستقبلاً للتفاوت في مستوى التعليم بين الطلاب، انطلاقاً من أن لدى بعض المدارس القدرة على تحقيق نقلات سريعة تكنولوجيّاً، فيما أخرى غيرها لا، أجاب حبيقة:"هذا التفاوت موجود دائماً، سواء على مستوى التعليم المدرسي، أو الجامعي".

وتابع:"تعلّمنا الخبرة أنه ليس بالضرورة لمن يتخرّج من مدرسة أو جامعة من الصفّ الأول، أن يكون أفضل من الذين يتخرّجون من مدارس أو جامعات ذات قدرات أقلّ. وحتى إن الطلاب الذين ينتمون الى عائلات فقيرة أو متواضعة، والذين يدرسون في ظروف متواضعة قد يبرعون أكثر من أولاد العائلات والمدارس والجامعات التي تتحلّى بقدرات مادية وتجهيزية أكبر".

وختم:"الثّراء والقدرات الهائلة ليست معياراً للنّجاح. وقد يشكّل الفقر واليُتم والظروف الصّعبة حافزاً للاتّكال على الذات أكثر لدى الطالب، بينما قد يضرب التراخي طلاب العائلات الميسورة في بعض الأحيان. والأمثلة في هذا الإطار كثيرة، وفي مجالات عدّة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار