"رئيس عذاب"... هذا أقصى ما يمكن للبنان الحصول عليه من "اتّفاق بكين" | أخبار اليوم

"رئيس عذاب"... هذا أقصى ما يمكن للبنان الحصول عليه من "اتّفاق بكين"

انطون الفتى | الخميس 20 أبريل 2023

مصدر: السياسيون في لبنان يقرّرون ويفعلون ذلك بالقفز فوق مصالح الناس

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يعلّمنا الانهيار اليومي الذي نعيشه، والذي هو سياسي في الأساس، أن رئاسات وكراسي التسويات لا توصلنا إلا الى الهلاك، والى الدمار المعيشي والحياتي.

 

تسويات

فالعهد الرئاسي السابق، الذي انتهى عملياً في عامه الثالث، أي في خريف عام 2019، أتى نتيجة لتسويات خارجية طبعت المرحلة التي سبقته، وهي تُرجِمَت باتّفاقات مسيحية - مسيحية، ومسيحية - إسلامية داخلية، بين عامَي 2015 و2016، سهّلت انتخاب الرئيس السابق ميشال عون.

 

"رئيس عذاب"

وهذا ما سيتكرّر مستقبلاً، في ما لو وقعنا بخدعة القبول بمرشّح تسوية إقليمية، أو بمرشّح اتّفاق بكين، أو تحت أي إسم "إخراجي" آخر. فكثيرون يسوّقون لبعض الأشخاص رئاسياً، على هذا الأساس حالياً، رغم أنها ليست الحلول التي نحتاجها.

فأفراح التسويات الخارجية والداخلية على حدّ سواء، معرّضة للهبوط بعد أفراح الوعود، و"حفلات" الهدنة، والهدوء. وهو ما يعرّض كل ما يكون مرتبطاً بها، الى الهبوط معها. وبالتالي، أي رئيس تسوية في لبنان، سيكون "رئيس عذاب" جديد للشعب اللبناني، وحتى لو كان صديقاً لكل العواصم العربية، ولإيران، في وقت واحد.

 

 

ليست تعهّدات

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "السياسة ليست تعهّدات. فعندما حصلت تسوية عام 2016 الرئاسية، واتّفق الرئيس سعد الحريري ورئيس "التيار الوطني" النائب جبران باسيل على التفاصيل التي مهّدت لانتخاب الرئيس عون، تمحور اتّفاقهما حول سلسلة من التفاهمات الشاملة لملفات سياسية واقتصادية هائلة. ولكن كيف أتت النتائج؟".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "النتيجة الأولى لتلك التفاهمات أتت بأوّل حكومة شُكِّلَت خلال العهد العوني، والتي كانت تفتقر الى أي قدرة على تحريك أي ملف بجديّة، بحجّة أنها ليست حكومة العهد الأولى. حصلت الانتخابات النيابية في أيار عام 2018، فكانت النتيجة حكومة تتشكّل بعد نحو ثمانية أشهر، وكانت غير قادرة على فعل شيء، وتفتقد الى أي نوع من الانسجام. وبذلك، صُرِف الحريري من المشهد السياسي في خريف عام 2019، وانتهى كل ما كان اتُّفِقَ عليه في عام 2016".

 

الشعب؟

وأشار المصدر الى أن "الرئاسات لا تُحسَم بضمانات، ولا بتعهّدات، ولا بمن هو قادر على الحصول على هذه النقطة أو تلك، سواء من سوريا، أو من إيران، أو العرب، بل بميزان القوى السياسي".

وأضاف:"موازين القوى التي كانت قائمة في عام 2016، والتي أتت بالرئيس عون آنذاك، لم تَعُد هي نفسها اليوم. فيما هيبة إيران الإقليمية باتت مختلفة أيضاً، وذلك رغم أن دورها لا يزال موجوداً ومؤثّراً. ولكن طهران عاجزة عن إحداث أي تحوُّل حاسم كما في السابق".

وختم:"السياسيون في لبنان يقرّرون، ويفعلون ذلك بالقفز فوق مصالح الناس، وهم لا يراعون سوى مصالحهم الخاصة. وطريقة العمل السياسي هذا، الذي لا يأخذ في الاعتبار المصالح اليومية للناس، يحتاج الى شعب يضمن عدم العَبَث بمصالحه، ويمنع حصول ذلك. ولكن هذا ما ليس متوفّراً في لبنان".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار