المطران عوده: لنــبـذ الــسَّــعـــي وراء زعـمـــاء يُـــؤَلِّــهـــون أَنْــفـســهـــم لــيـحــيَـــوا هـــم ويُــمــيــتـــونـــا | أخبار اليوم

المطران عوده: لنــبـذ الــسَّــعـــي وراء زعـمـــاء يُـــؤَلِّــهـــون أَنْــفـســهـــم لــيـحــيَـــوا هـــم ويُــمــيــتـــونـــا

| الأحد 23 أبريل 2023

أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده الى أن ضــاق لــبــنـــان وشـعــبـه ذرعــاً بــالــصـفـقــات الــسّــيـــاســيّــة، والــحــســـابــات الــضَّــيّـقـــة، والـمُـسـاومـات والأحــقــاد.

القداس الإلهي

بمناسبة عيد العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر ترأس المتروبوليت عوده خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس بحضور مجلس إدارة مستشفى القديس جاورجيوس والمدير العام والأطباء، ورئيس جامعة القديس جاورجيوس مع إدارتها، وحشد من المؤمنين.

العِظَة


بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى العظة التالية:
الــمــســيــحُ قــامَ مِــنْ بَــيْــنِ الأَمــواتِ ووَطِــئَ الــمَــوتَ بِــالــمَــوت، ووَهَـــبَ الــحــيــاةَ لِــلَّــذيــنَ فــي الــقُــبــور.
أحــبَّــائــي، بَــعْــدَ ظُــهــوراتِــهِ الأُولــى يَــوْمَ الــقِــيــامَــة، ظَــهَــرَ الــرَّبُّ يَــســوعُ لِــمَــجــمــوعَـــةٍ مِـنْ تَـلامِــيــذِهِ كـانـوا مُــجــتَــمِــعــيــنَ فـي الـعِــلِّــيَّـة، ولَـــمْ يَــكُـــنْ تـــومـــا مَــعَــهُـــم، ثُـــمَّ جـــاءَ بَــعـــدَ ثَــمـــانِــيَـــةِ أَيَّـــامٍ «وكـــانَ تَـــلامــيـــذُهُ أَيْــضًـــا داخِـــلًا وتـــومـــا مَــعَــهُـــم». فـــي الــظُّــهـــور الأول مَــنَـــحَ الــمَــســيـــحُ تَـــلامــيــذَهُ مَـــواهِـــبَ، أُولاهـــا الــسَّــلامُ، عِــنْــدَمـا قــالَ لَــهُـــم: «الــسَّــلامُ لَــكُم». هَـــذا مـا تَــفْــعَــلُــهُ الــكَــنــيــسَــةُ مِـــرارًا، فـــي كُـــلِّ الــخِـــدَمِ والــصَّــلــواتِ، عــلـى لِــســـانِ رَئــيــسِ الــكَــهَــنَـــة، أَو الــكَــهَــنَـــة، لِــتَـــذْكــيـــرِنــا بِـــأَنَّ دُخـــولَــنـــا إلـــى الــكَــنــيــسَـــةِ، حـــامِــلــيـــنَ الإضــطِـــرابـــاتِ فـــي نُــفـــوسِــنـــا وعُــقـــولِــنـــا، يَــجِـــبُ أَنْ يَــتَــحَـــوَّلَ إلـــى خُـــروجٍ سَـــلامِـــيٍّ، إِذْ نَــكـــونُ قَـــدْ طَـــرَحْــنـــا عَــنَّـــا كُـــلَّ اهــتِــمـــامٍ دُنْــيَـــوِيّ، وامْــتَـــلأْنـــا مِـــنْ سَـــلامِ الــمَــســيـــحِ، فَــنُــصْــبِـــحُ كـــالـــرُّسُـــلِ الَّـــذيـــنَ اضْــطَـــرَبـــوا وخـــافـــوا بَــعْـــدَ الــقِــيـامَـة، ثُـــمَّ جـــاءَ الـــرَّبُّ يَــســـوعُ ومَــنَــحَــهُـــم سَـــلامَــهُ، فَــقـــامـــوا بِـــدَوْرِهِـــم بِــحَــمْـــلِ رِســـالَـــةِ الــسَّـــلامِ الــقِــيـــامِـــيِّ إلـــى جَــمــيـــعِ الأُمَـــم.
الــمَـــوهِــبَـــةُ الــثَّـــانِــيَـــةُ الَّــتـــي مَــنَــحَــهـــا الــمَــســيـــحُ لِــتَـــلامِــيـــذِهِ هِـــيَ الـــرُّوحُ الــقُـــدُس، ومَــعَــهـــا سُــلْــطـــانُ مَــغْــفِـــرَةِ الــخَــطـــايـــا. هَـــذِهِ الــمَـــوهِــبَـــةُ تَــسَــلَّــمَــهـــا رُؤَســـاءُ الــكَــهَــنَـــةِ مِـــنَ الـــرُّسُـــلِ الأَطــهـــار، ثُـــمَّ سَــلَّــمـــوهـــا بِـــدَورِهِـــم إلـــى الــكَــهَــنَـــةِ الــقـــانـــونِــيِّــيـــن، لــكــي يُــســـاعِـــدوا شَــعْـــبَ اللهِ عــلـــى الــتَّـــوبَـــةِ فَــيَـــرِثـــوا الــمَــلَــكـــوتَ الــسَّــمـــاوِيّ. مَــغْــفِـــرَةُ الــخَــطـــايـــا تُــشْــبِـــهُ قِــيـــامَـــةَ الــسَّــيِّـــد، لأَنَّــهـــا تــســاعــدُ الإِنْــســـانَ عــلـــى الــنُّــهـــوضِ مِـــنْ مَـــوْتِ الــخَــطـــايـــا، تَــمـــامًـــا كَــمـــا فَــعَـــلَ الـــرَّبُّ بِـمَــوْتِـهِ عــلى الــصَّـلــيــبِ وقِـيـامَــتِـهِ الـمُــحـيــيـة.
الـــرَّســـولُ تـــومـــا كـــانَ غـــائِــبًـــا عِــنْـــدَمـــا ظَــهَـــرَ الــمَــســيـــحُ لِــتَـــلامِــيـــذِهِ أَوَّلًا. مَـــعَ هَـــذا، لَـــمْ يَــشَـــأ الــسَّــيِّـــدُ أَنْ يَــمْــنَـــعَ عَــنْـــهُ مَـــواهِــبَـــهُ، فَــعـــادَ بَــعْـــدَ ثَــمـــانِــيَـــةِ أَيَّـــامٍ مِـــنْ أَجْــلِـــه. يُــشَــبِّـــهُ الــقِـــدِّيـــسُ غـــريــغـــوريـــوس بـــالامـــاس إِجْــتِــمـــاعَ الــتَّـــلامــيـــذِ بِــقُـــدَّاسِ الأَحَـــد، ويَــنْــصَــحُــنـــا بِـــأَلَّا نَــغــيـــبَ عَــنْـــهُ مِــثْــلَــمـــا غـــابَ تـــومـــا حَــتَّـــى لا نُــعـــانـــي مِــثْــلَــه. يُــفَــسِّــرُ الــقِـــدِّيــسُ ثِــيـــوفــيــلاكــتــوس أَنَّ تـــومـــا كـــانَ مُــتَـــرَدِّدًا، واعْــتَــبَـــرَ أَنَّ قِــيـــامَـــةَ الــمَــســيـــحِ مُــســتَــحــيــلـــة. لَــمْ يَــكـنْ تـــومـــا قـد بَـلَـغَ بــعــدُ الــحـــالَـــةَ الـــرُّوحِــيَّـــةَ الـــلَّازِمَـــةَ لِـــرُؤيَـــةِ الــمَــســيـــحِ الــقـــائِـــم. فَــعـــادَ الـــرَّبُّ بَــعْـــدَ ثَــمـــانِــيَـــةِ أَيَّـــامٍ لــكــي يَــكـــونَ تـــومـــا قَـــد اســتَــعَـــدَّ روحِــيًّـــا.
عِــنْـــدَمـــا أَصْــبَـــحَ تـــومـــا مُــسْــتَــعِـــدًّا كَــمـــا يَــلــيـــق، صـــارَ هُـــوَ نَــفْــسُـــهُ لاهـــوتِــيًّـــا عــنــدمـا ظَــهَـــرَ الــمَــســيـــح لـه، فَـــاعْــتَـــرَفَ قـــائِـــلًا: «رَبِّـــي وإِلَــهـــي». تُــظْــهِـــرُ هَـــذِهِ الــعِــبـــارَةُ إِدْراكَـــهُ لِــطَــبــيــعَـــتَـــيْ الــمَــســيـــحِ وأُقــنـــومِــهِ الـــواحِـــد، لأَنَّ كـلـمـةَ «رَبّ» أي سَــيِّـــد، تُــشــيـــرُ إلـى الــطَّــبــيــعَـــةِ الــبَــشَـــرِيَّــة، وكـلـمـةَ «إِلَـه» إلـى الــطَّــبــيــعَـــةِ الإِلَــهِــيَّــة، وهـــاتـــان الـطـبـيـعَــتـان مُــتَّــحِـــدَتـــانِ فـــي الــمَــســيـــحِ الــقـــائِـــم. إِذًا، لَـــمْ يَــكُـــنْ تـــومـــا غَــيْـــرَ مُـــؤمِـــنٍ بِــمَــعــنـــى الإِلــحـــاد ونُـكــرانِ الله. هُــنـــاكَ فَـــرْقٌ كَــبــيـــرٌ بَــيْـــنَ الــمُــلْــحِـــدِ، عَـــدُوِّ الله، والــمُـــرتـــابِ أَو الــشَّــخْـــصِ الــمَــيَّـــالِ إلـــى الــشَّـــكّ.
لَــقَـــدْ أَسَّـــسَ الـــرَّســـولُ تـــومـــا لإِيــمـــانٍ بِـــلا شُــكـــوك، حـــازَهُ جَــمــيـــعُ الَّـــذيـــنَ أَتَـــوا بَــعْـــدَهُ، وهَـــذا مـــا عَــبَّـــرَ عَــنْـــهُ الـــرَّبُّ بِــقَـــوْلِـــهِ لَـــهُ: «لأَنَّـــكَ رَأَيْــتَــنـــي آمَــنْـــتَ، طـــوبـــى لِــلَّـــذِيـــنَ لَـــمْ يَـــرَوا وآمَــنـــوا». هــؤلاء هــم الــقِـــدِّيــســون، ومِــنْــهُـــم الــشُّــهَـــداءُ الَّـــذيـــنَ آمَــنـــوا بِـــالـــرَّبِّ وقَـــدَّمـــوا حَــيـــاتَــهُـــم ذَبــيــحَـــةً مِـــنْ أَجـــلِ إِيــمـــانِــهِـــم.
الــيَـــوم، نُــعَــيِّـــدُ لأَحَـــدِ الــشُّــهَـــداءِ الــعُــظَــمـــاءِ فـــي تـــاريـــخِ الــمَــســيــحِــيَّـــة، هــو الـقـديـس جـــاورجِــيـــوس الــحـــائِـــزُ رايَـــةَ الــظَّـــفَـــر، شَــفــيـــعُ كــاتِـــدْرائِــيَّــتِــنـــا، ومــســتــشــفــانــا، وجــامــعــتِــنــا، ومَـــديــنَــتِــنـــا بَــيـــروت، كَــمـــا أَنَّـــهُ شَــفــيـــعٌ لِــعِـــدَّةِ مُـــدُنٍ وعَـــواصِـــمَ وكـنـائـسَ حَـــولَ الــعـــالَـــم. لَـــمْ يَــخــجــلْ الــقِـــدِّيـــسُ جـــاورجــيـــوس بِـــإِيــمـــانِـــهِ الــمَــســيــحـــيّ، ولا خـــافَ مِـــنْ تَــهـــديـــداتِ الــحـــاكِـــمِ بِــقَــتْـــلِ الــمَــســيــحِــيِّــيـــن، بَـــلْ جـــاهَـــرَ بِـــإيــمـــانِـــهِ، ولَـــمْ تُــغْـــرِهِ الــتَّــقْـــدِمـــاتُ الَّــتـــي حـــاوَلَ الإِمْــبَـــراطـــورُ أَنْ يُــقَـــدِّمَــهـــا لَـــهُ مِـــنْ أَجْـــلِ ثَــنْــيِـــهِ عَـــنْ مَــســيــحِــيَّــتِـــه. لَــقَـــد احْــتَــمَـــلَ الــكَــثــيـــرَ مِـــنَ الــعَـــذابـــاتِ مِـــنْ أَجْـــلِ إِيــمـــانِـــهِ بِـــالــمَــســيـــحِ الــقـــائِـــمِ مِـــنْ بَــيْـــنِ الأَمـــوات، الَّـــذي كـــانَ يُــقــيــمُـــهُ دَومًـــا ســـالِــمًـــا، مُــنَــجِّـــيًـــا إِيَّـــاهُ مِـــنَ الأَوجـــاعِ الــمُـــرَّةِ، أَمـــامَ ذُهـــولِ مُــعـــذِّبــيـــه، فــكـــانَ جـــاورجــيـــوس يَــظْــهَـــرُ كَـــزَهْـــرَةٍ مُــجَــمَّــلَـــةً بِـــالــنِّــعَـــمِ الإِلَــهِــيَّـــةِ، ومِــنْــهـــا إِيــمـــانُـــهُ الــعَــظــيـــمُ بِـــالـــرَّبِّ يَــســـوع. وقـد أَصْــبَـــحَ الــعَــظــيـــمُ فـــي الــشُّــهَـــداءِ جـــاورجــيـــوس رَمْـــزًا لِــلــمَــحَــبَّـــةِ الــخـــالِــصَـــةِ لِــلــمَــســيـــحِ، لِـــذَلِـــكَ نُـــرَتِّـــلُ لَـــهُ: «فَـــإِنَّ الــمَــحَــبَّـــةَ قَـــدْ غَــلَــبَـــت الــطَّــبـــيــعَـــةَ، وأَقْـــنَــعَـــتْ الــعـــاشِـــقَ أَنْ يَــصِـــلَ بِـــواسِــطَـــةِ الــمَـــوْتِ إلـــى الــمَــعــشـــوق، أَعــنـــي الــمَــســيـــحَ الإِلَـــهَ مُــخَــلِّـــصَ نُــفـــوسِــنـــا».
يـــا أَحِــبَّـــة، فـــي أَيَّـــامِــنـــا هَـــذِهِ، نَــجِـــدُ أَنَّ الــشَّـــكَّ الإِلــحـــادِيَّ يَـــزدادُ، وأَنَّ الــمَــحَــبَّـــةَ تُــجـــاهَ الــمُــخَــلِّـــصِ تَــفْــتُـــر، لأَنَّ الــبَــشَـــرَ أَصــبَــحـــوا يَــلْــهَــثـــونَ وَراءَ مـــا فـــي هَـــذا الــعـــالَـــمِ مِـــنْ مـــادِّيَّـــاتٍ، سَـــوَّقَــهـــا لَــهُـــم الــمُــنْــتَــفِــعـــونَ عــلـــى أَنَّــهـــا مِـــنْ ضَـــرورِيَّـــاتِ الــمَــعــيــشَـــة، فَـــأَصْــبَـــحَ الـــرَّبُّ خـــارِجَ لائِــحَـــةِ الأســـاسِــيَّـــاتِ الــحَــيـــاتِــيَّـــة. لَـــو الْــتَــصَـــقَ الــجَــمــيـــعُ بِـــالـــرَّبِّ لَــمـــا وَجَـــدْنـــا أَحَـــدًا يــكــرَهُ أخــاه أو يــحــتــقِــرُه أو يُــقـــاتِـــلُــه، أَو يُـــذِلُّــهُ، أَو حــتَّـــى يَــنْــظُـــرُ إِلَــيْـــهِ نَــظْـــرَةَ ســـوءٍ واســتــغــلال. إِنَّ الإسْــتِــشــهـــادَ مِـــنْ أَجْـــلِ الــمَــســيـــحِ أَصْــبَـــحَ نـــادِرًا، ولا أَعْــنـــي إِهـــراقَ الـــدِّمـــاء، بَـــل الــمَـــوتَ عَـــنِ الــخَــطـــايـــا، وحُــبِّ الــذاتِ، والــمَـــصــالِــحِ الــشَّــخــصِـــيَّـــةِ، والــتــعــلُّــقِ بــالــمــاديّــاتِ وسِـــواهـــا. هَـــذا مـــا نَــبْــتَــغـــيـــهِ مِـــنَ الــمَــســـؤولــيـــنَ عَـــنْ هَـــذا الــبَــلَـــد، الَّـــذي حَــمَــلَـــتْ عـــاصِــمَــتُـــهُ اسْـــمَ الــقِـــدِّيـــسِ الــعَــظــيـــمِ جـــاورجــيـــوس. لَــقَـــد ضــاقَ لُــبْــنـــانُ وشَــعــبُـــهُ ذَرعــاً بــالــصَــفَــقــاتِ الــسِّــيـــاسِــيَّـــة، والــحِــســـابــاتِ الــضَّــيِّــقَـــةِ، والـمُـسـاوَمـاتِ والأحــقــادِ، وهـــا هُـــوَ يَــصْـــرُخُ إلـــى الــقِـــدِّيـــسِ جـــاورجــيـــوس: «بِــمـــا أَنَّـــكَ لِــلــمَـــأســـوريـــنَ مُــحَـــرِّرٌ ومُــعْـــتِـــقٌ، ولِــلــفُــقَـــراءِ والــمَــســاكِــيـــنِ عـــاضِـــدٌ ونـــاصِـــرٌ، ولِــلــمَـــرضـــى طَــبــيـــبٌ وشــافٍ، وعَـــن الــمُـــؤمِــنــيـــنَ مُــكـــافِـــحٌ ومــحـــارِبٌ، أيّـهـا الـعــظـيـمُ في الـشُـهـداءِ جـاورجـيـوس الـلابِـسُ الـظَـفَـر، تَــشَــفَّـــعْ إلى الإلـه مِـــنْ أَجْـــلِ خَـــلاصِــنـــا». فَــمـــا لَـــمْ يــســتــطــعْ ذوو الــســلــطــةِ تَـــأمــيــنَـــهُ لِــلــشَّــعـــبِ، مِـــنْ حُـــرِّيَّـــةٍ وأمــانٍ وعَــضَـــدٍ ونُــصْــرَةٍ وشِــفـــاءٍ، بِــسَــبَـــبِ أَنـــانِــيَّـــاتِــهُـــم ومَــصـالِـحِـهِـم وتَـقـاعُـسِـهـم عَـنْ الـقِـيـامِ بـواجِـبـاتِـهـم، بـــإمــكــانِ كــلِّ إنــســانٍ الــوصــولُ إلــيــهــا بِـــالــعَـــودَةِ إلـــى الـــرَّبِّ الــمُــخَــلِّـــصِ الــقـــائِـــمِ مِـــنْ بـيـنِ الأَمـــوات، والــمُــقــيـــمِ إِيَّـــانـــا مِـــنَ الــمَـــوْتِ والــفَــســـاد. هــنــا يــأتــي دورُ الــمــؤســســاتِ الــتــابــعــةِ لــلــكــنــيــســةِ، الــتــي عــلــيــهــا أنْ تــكــونَ الــنــورَ الــذي يــضــيءُ عَـــتْــمَــةَ الأيــام، والــعـضـــدَ لــلــفــقــيــرِ والــمــريــضِ والــمُــحــتــاج. طــبــعــاً لا يُــمــكــنُــهــا الــحُــلــولُ مَــحَــلَّ الــدولــةِ، وهــي لا تــمــلُــكُ الــقُــدُراتِ الــخــارقــة، لــكــنّــهــا تُــعــطــي مــمــا أعــطــاهــا الله، بـمـحـبّـة، ولأنّــهــا تَــضَــعُ رجــاءَهــا فــي الــربّ، هــي قــادرةٌ عــلــى بـلــســمــةِ جِــراحِ الــنــفــوسِ، بــانــتــطــارِ أنْ يَــصــحـــو ضــمــيــرُ الــمــســؤولــين، ويُــتَــمِّـــمــوا واجــبــاتِــهــم مِـنْ أجـلِ إنــهــاضِ هــذا الــبــلــدِ الــجــريــحِ وشــعـــبــهِ الـبــائــس.
مــســتــشــفــى الــقــديــس جــاورجــيــوس، وبــيــتُ الــقــديــس جــاورجــيــوس، وجـامــعــةُ الــقــديــس جــاورجــيــوس، وكــافــةُ مــؤســســاتِ هــذه الأبــرشــيــة، تَــطــلــبُ مــعــونــةَ الــربِّ الــنــاهــضِ مِــنْ بــيــنِ الأمــوات، بــشــفــاعــةِ الــقــديــس جــاورجــيــوس الــلابــسِ الــظــفــر، لــكــي تــكــونَ دائــمــاً فــي خــدمــةِ الإنــســان، فـي كـافـةِ الـمـجـالات.
لــذلــك دَعـــوَتُــنـــا الــيَـــومَ أَنْ نُـــؤمِـــنَ بِـــالإِلَـــهِ الـــوَحــيـــدِ الــحَــقــيــقـــيّ الــمُــحــيـــي، وأَنْ نَــنــبُـــذَ الــسَّــعْـــيَ وَراءَ زُعَــمـــاءَ يُـــؤَلِّــهـــونَ أَنْــفُــسَــهُـــم لِــيَــحــيَـــوا هُـــم، ويُــمــيــتـــونـــا. فَــلــيُــبـــارِكْــكُـــم الـــرَّبُّ مُــشَـــدِّدًا إِيــمـــانَــكـــم، بِــشَــفـــاعــاتِ شَــهــيـــدِهِ الــعَــظــيـــمِ جـــاورجــيـــوس، وجَــمــيـــعِ الــقِـــدِّيــســيـــن، آمين.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار