"MTV": "البلد أمام مرشحين اثنين: أحدهما جدي هو سليمان فرنجية والآخر هو الفراغ"
هذا موقف حزب الله الذي عطل البلد لسنتين ونصف لإيصال عون فهل يريد أن يكرر التجربة؟
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "MTV" المسائية
"البلد أمام مرشحين اثنين: أحدهما جدي هو سليمان فرنجية، والآخر هو الفراغ. لنحسم خيارنا اليوم باختيار الاقرب الى الفوز بالرئاسة، وعدم اضاعة الوقت بتحقيق النتيجة نفسها بعد طول انتظار". هذا ما كتبه نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في تغريدة نشرها اليوم. اهمية التغريدة في امرين: الاول انها صادرة عن قاسم، الذي يعبر عن رأي الحزب عادة بلا مواربة. انه، وبعكس قياديين آخرين في الحزب، لا يخفف من وقع الموقف الحقيقي، بل يظهره كما هو. الاهمية الثانية لتغريدة قاسم، انها تكشف بوضوح استراتيجية حزب الله في التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي. فالحزب، الذي يدعي علنا انه مع الحوار ومع رئيس يمثل تطلعات جميع اللبنانيين، اتخذ خياره، وهو كحليفه نبيه بري لا يريد الحوار الا لتأمين الغطاء السياسي المناسب لسليمان فرنجية. والبديل عنده لعدم القدرة على ايصال فرنجية واضح: الفراغ. وهذا ما يذكر بالتجربة القاسية والمدمرة التي خاضها الحزب لايصال ميشال عون الى قصر بعبدا. فهو عطل البلد وشل المؤسسات حوالى سنتين ونصف السنة، نجح في النتيجة في ايصال عون الى الرئاسة الاولى، بعدما خضعت القوى السياسية المختلفة للابتزاز. فهل يريد ان يكرر التجربة اليوم عبر رفعه شعار: اما سليمان فرنجية او الفراغ؟
لكن الاشكالية ليست في حزب الله فقط، بل في المعارضة ايضا. فالمعارضة لم تثبت، حتى الان على الاقل، انها معارضة بل معارضات. وبالتالي فانها لم تستطع ان تجتمع حول اسم واحد، يمكن ان يشكل رافعة حقيقة لها ولطروحاتها. فميشال معوض مثلا حورب من بعض اطراف المعارضة، وهوجم كأنه خصم او عدو، لا على اساس انه حليف. ثم ان المعارضة لا تجتمع، واذا اجتمعت لا تتفق، ما يعني انها لا تريد مقاربة الاستحقاق الرئاسي مقاربة واحدة او موحدة. وهل من يستغرب والحال هذه، اصرار حزب الله على مرشحه؟ وهل من يستغرب كذلك تأييد فرنسا لمرشح حزب الله؟
توازيا، فان الاتصالات بين القوى السياسية المختلفة والادارة الفرنسية مستمرة. وقد علمت ال "أم تي في" ان اتصالا حصل بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وقصر الاليزيه. علما بان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل التقى في باريس باتريك دوريل، كما ان الاخير اجتمع مع النائب سيمون ابي رميا. فهل ينجح التواصل بين بعض القوى اللبنانية وباريس في تغيير موقفها وفي اسقاط معادلة اما فرنجية او الفراغ؟ والاهم: هل تجتمع المعارضة على خيار لمواجهة خيار حزب الله بطرح ايجابي، ام ان حزب الله سينجح، وللمرة الثانية على التوالي، في فرض خياره الرئاسي على اللبنانيين؟