منطقة الخليج "تنفتح" ترفيهياً فمتى تعترف بـ "الإبادة الأرمنية" على يد الأتراك؟ | أخبار اليوم

منطقة الخليج "تنفتح" ترفيهياً فمتى تعترف بـ "الإبادة الأرمنية" على يد الأتراك؟

انطون الفتى | الثلاثاء 25 أبريل 2023

مصدر: تنقية الذاكرة بالكامل عمليّة مستحيلة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

المنطقة تتغيّر، وتشهد تطوّراً اجتماعياً لا بأس به في عدد من بلدانها، لا سيّما الخليجية منها. ولكن رغم ذلك، يبدو أن رياح التغيير لم تلفح بعض المسائل والملفات ذات الأبعاد الإيديولوجية، أو التاريخية، أو الطائفية، حتى الساعة.

 

انفتاح

فالإبادة الأرمنية، تبقى واحدة من أبرز القضايا التي لم تشهد أي حركة "ديموقراطية"، أو "تحديثيّة" في مقاربتها، من جانب أي دولة خليجية، وذلك رغم الاختلافات والخلافات السياسية بين دول الخليج وتركيا، في مرحلة ما قبل أو حتى ما بعد التقارُب التركي - الخليجي الذي بدأ خلال العام الفائت.

فالنّظرة الخليجية الى المجازر التي ارتكبها العثمانيون خلال الحرب العالمية الأولى، والتي لم تنحصر بالأرمن فقط، تحتفظ (النّظرة) بـ "تقليدياتها" حتى الساعة، وهي لم تشهد أي خروج "علماني" من إطار معيّن، نحو آخر أكثر انسجاماً مع متطلّبات حقوق الإنسان عموماً، وذلك رغم الاستعداد الذي أظهره بعض العرب للانفتاح على مستويات مختلفة، خلال السنوات الأخيرة.

 

بشكل حيادي

رأى مصدر خبير في الشؤون الدولية أنه "عندما يمرّ التاريخ على حدث معيّن يحوي ما يحويه من أمور مُتداخِلَة سياسياً، واقتصادياً، وقومياً، ووطنياً، ودينياً، فإننا نجده ينحرف نحو مزيد من التشعُّب، بدلاً من الحلّ. هذا مع العلم أن الذاكرة الجماعية تضخّم أو تخفّف الأحداث وانعكاساتها في كثير من الأحيان، بالطريقة التي تحلو فيها بالنّسبة الى كل طرف".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا شك في أن أي تغيير ديموغرافي يحدث على أساس عرقي أو ديني، ويطال مجموعة من الناس، هو جريمة ضدّ الإنسانية. ولكن لا مجال لتحقيق العدالة والإنصاف في مثل تلك الملفات، من دون معالجة الأمور بشكل حيادي، ومن دون فصل الحقيقة عن قضايا الانتماء أو التحزُّب الديني أو العرقي".

 

تنقية الذاكرة

وأوضح المصدر أن "القضية الأرمنية مرميّة في ذاكرة التاريخ وحده، بين شعب أرمني يتحدّث عن إبادته، وبين شعب تركي يؤكّد أن الأرمن كانوا يتآمرون على السلطنة العثمانية بتعاونهم مع روسيا القيصرية آنذاك. فيما تؤكد الدولة التركية أن الحديث الأرمني عن إبادة ومجازر، هو مبالغة. ولكن بمعزل عن كل شيء، فلا مبرّر مقبولاً لدفع نسبة كبيرة من الناس الى الموت قتلاً، أو جوعاً وعطشاً، لا من الناحية الوطنية، ولا القومية، ولا الإنسانية، مهما كانت الظروف، خصوصاً أن الطفل الأرمني الذي مات في المجازر آنذاك، لم يَكُن يتآمر على العثمانيين بالتعاون مع الروس".

وختم:"ما حصل بحقّ الكثير من الأقليات في الشرق على يد الجيش العثماني خلال حقبة الحرب العالمية الأولى، هو إبادة جماعية. ولكن تنقية الذاكرة بالكامل عمليّة مستحيلة لأنها تحتاج الى تعالي البشر لما هو فوق طبيعتهم، بشكل دائم، ومن خارج المصالح السياسية الآنيّة التي قد تدعوهم الى هذا التعالي في هذا الوقت أو ذاك. وتبعاً لذلك، ستضيع المسألة الأرمنية أكثر حتى ولو اعترفت تركيا بالإبادة. فهذا الاعتراف ستكون له نتائج على صعيد التعويضات المالية وغيرها من الأمور، وهو ما سيفتح المجال لقضايا وجدالات أخرى ترتبط بالقضية الفلسطينية، وبغيرها من المشاكل والحروب التي حصلت في المنطقة خلال السنوات والعقود الماضية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار