لبنان وسط 24 ساعة فرّقت بين طهران والرياض رغم "الزّفاف الصيني"... صدفة؟ | أخبار اليوم

لبنان وسط 24 ساعة فرّقت بين طهران والرياض رغم "الزّفاف الصيني"... صدفة؟

انطون الفتى | الثلاثاء 25 أبريل 2023

مصدر: الأساس هو السيطرة وبسط النّفوذ والموارد الاقتصادية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل يحمل تفاوت توقيت تعييد الفطر بين إيران والسعودية قبل أيام معانٍ سياسية "خفيّة"، تتعلّق بتبايُن مستتر بين طهران والرياض رغم "أفراح" تسوية بكين الأخيرة، أم انه أتى صدفة، ولدواعٍ لا تمتّ للسياسة بصِلَة؟

 

 

قبل أيام

في العادة، تجتمع إيران والسعودية على التعييد في يوم واحد، في كل مرّة تشهد فيها العلاقات السياسية بينهما مرحلة انفراج، أو تهدئة، أو تسوية. وهو ما حصل في عام 2009 مثلاً، عندما "جُدِّدَت انتعاشة" العلاقات العربية - السعودية - الإيرانية - السورية بـ "السّين - السّين" آنذاك، وهي المرحلة التحضيرية التي سبقت زيارة الرئيس سعد الحريري سوريا، بعد تشكيل حكومته الأولى التي أعقبت الانتخابات النيابية في عام 2009.

ففي تلك الحقبة، اجتمعت إيران ومعظم العرب، وعلى رأسهم السعودية، على التعييد في اليوم نفسه، قبل أن يعود فارق الـ 24 ساعة بينهما بعد عودة التوتّر الإيراني - العربي الى الواجهة من جديد.

أما في عام 2023، وهو سنة "اتّفاق بكين" و"أفراحه"، فقد عيّدت السعودية الفطر يوم الجمعة الفائت، فيما عيّدته إيران يوم السبت الفائت. فهل من معنى سياسي لهذا التفاوت، رغم التشديد الكبير على الوحدة بين المسلمين، منذ الإعلان عن الاتّفاق في الصين؟

 

قرار

أكد مصدر مُطَّلِع على السياسة الخليجية أن "اختلاف توقيت تعييد الفطر هذا العام بين الإيرانيين والسعوديين ليس مؤشّراً على ترنّح التسوية الأخيرة بينهما. فالتقارب حتمي، وهو قرار مُتَّخَذ من جانبهما، ولا يرتبط بتواريخ التعييد".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "إذا أرادا إبرام تسويات إضافية أكثر بينهما في وقت لاحق، فمن الممكن أن يتّفقا على أمور دينية أخرى بشكل دائم. ولكن تبقى هذه المسألة ثانوية مقابل التسويات السياسية، والمنافع الاقتصادية التي تدرّها على الإيرانيين والعرب معاً".

 

لبنان

ورأى المصدر ان "المواضيع الدينيّة تُستخدم لتبرير الصراعات السياسية والاقتصادية في العادة، بينما الأساس هو السيطرة، وبسط النّفوذ، والموارد الاقتصادية".

وأضاف:"ما يكسر المحرّمات بين كل الأطراف هو السياسة ومنافعها الاقتصادية. فهذه تبقى الأهمّ بالنّسبة الى الدول، وهي التي تُحدث تداخلاً مع الدين، لتبرير بعض السياسات أو الممارسات. فعلى سبيل المثال، تنافرت العديد من الدول الإسلامية مع سلوكيات "داعش" و"النّصرة" وغيرها من التنظيمات التي رفعت العناوين الدينية في المنطقة قبل سنوات. وكان هذا التنافر لأسباب اقتصادية، وبسبب رغبة تلك التنظيمات بالسيطرة على دول المنطقة، ومواردها، وثرواتها. وهذا ما سبّب العمل على منع استدامتها (تلك التنظيمات) بكل الوسائل".

وختم:"بتاريخ واحد للتعييد بين الإيرانيين والسعوديين، أو من دونه، فما اتُّفِقَ عليه في بكين يبقى ثابتاً. وأما بخصوص لبنان، فيعود الى اللبنانيين أنفسهم تسريع مسار قطف ثمار ما يعود لهم من تلك التسوية. فإذا أسرعوا في الحلّ، استفادوا، وإلا فسيقطفون ثمار الحلّ بعد دفع أثمان إضاعة الوقت، وربما الفوضى".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار