مهمة متعددة الاوجه تهدف إلى تحسين حياة السجناء وإلى تسهيل عمل الضابطة العدلية
بقلم بسام ابو زيد - وكالة أخبار اليوم
إحترام حقوق الإنسان هو واجب كل السلطات في لبنان، ولا تكتمل هذه الحقوق إلا بوجود سلطات تدرك أن للكائن البشري الحق في الحياة الكريمة والحق في التعبير عن الرأي والحق في المحاسبة، ولذلك يفترض بهذه السلطات أن تحمي هذه الحقوق وأن لا تعتمد أي ممارسات تؤدي إلى عرقلتها أو قمعها، فتجعل من المواطن اللبناني عرضة لممارسات لا تمت لحقوق الإنسان بصلة ويمكن من خلالها أن يفقد كل مقومات الحياة إلى درجة أن البعض تسلب منه حياته.
في لبنان كل السلطات معطلة فالسلطة السياسية التي يفترض أن تستنبط الوسائل لضمان حقوق الإنسان معطلة، والسلطة التي يفترض أن تشرع هذه الحقوق معطلة، والسلطة التي يفترض أن تحمي هذه الحقوق معطلة، والسلطة التي يفترض أن تقف إلى جانب المظلوم وتلاحق وتحاسب الظالم معطلة، وبالتالي أصبح احترام حقوق الإنسان في هذا البلد استنسابيا ولا يخضع لأي معايير وقد زاد من حدة هذه الأزمة الإنهيار المالي والإقتصادية غير المسبوق الذي أصاب في الصميم حياة المواطنين وأدى إلى فقدانهم الكثير من حقوقهم أيضا وأولها الحق في العيش الكريم الذي اجتاحه الفقر.
في لبنان من يعيش الحرية على أكمل وجه، ومن يعيش خلف قضبان السجون يعاني في عملية احترام حقوق الإنسان، ولكن معاناة من هم خلف القضبان أكبر بكثير إذ يشعر هؤلاء أنهم مهملون ويتم التنكيل بهم، لا رعاية صحية ولا تغذية سليمة ولا صحة نفسية متوازنة، ما يشكل وصفة لا مثيل لها في العالم كي يخرج من دخل السجن أسوأ مما كان عليه.
هذا الواقع لا يمكن السلطات الرسمية المعنية أن تواجهه لضعف الإمكانات، ولا سبيل للمعالجة هنا سوى من خلال جمعيات ومؤسسات أخذت على عاتقها أن تخفف من الجحيم الذي يعيشه هؤلاء البشر، ومن هذه الخلفية إنطلق مركز restart في مهمة متعددة الاوجه تهدف إلى تحسين حياة السجناء وإلى تسهيل عمل الضابطة العدلية كي يتكامل العمل لضمان حقوق السجين في سجنه وفي المتابعة القضائية لملفه،وتوسع عمل المركز ليشمل نشاطات ومساعدات لم تكن في حسبانه يوما ولكنه قبل التحدي في غياب من يفترض بهم أن يتولوا المسؤولية.