الدولة اللبنانية "تصدّر" شعبها و"تستورد" تحويلاته فماذا لو اضطّر الجميع للعودة غداً؟... | أخبار اليوم

الدولة اللبنانية "تصدّر" شعبها و"تستورد" تحويلاته فماذا لو اضطّر الجميع للعودة غداً؟...

انطون الفتى | الأربعاء 26 أبريل 2023

مصدر: مشاكل ستتضاعف بموازاة أزمة النازحين التي ستتطوّر بشكل قد يُعاد رسمه طائفياً وأمنياً

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ها ان اللبنانيين يعودون من السودان حالياً، بعد بَدْء الحرب منذ أكثر من أسبوع، وبعد نحو عام من عودة غيرهم من أوكرانيا أيضاً، بسبب الحرب الروسية هناك.

وها هي الدولة اللبنانية تتّصل، وتسعى، وتعمل لإعادتهم (وهذا أقلّ واجباتها التي لا تستوجب توجيه الشّكر لها)، فيما هي تشكر بعض الدول التي تساعدها في عمليات الإجلاء.

 

ماذا لو؟

اللبنانيون يعودون من الخارج المشتعل تاركين فرص عمل، ووظائف، ومدارسهم وجامعاتهم (في أوكرانيا مثلاً)... ليعودوا الى بلد لا يتوفّر لهم فيه أي فرصة، أو أي شيء. وهذه هي النتائج الطبيعية لكل دولة تبني سياساتها و"أحلامها" على أساس ما "تصدّره" من مغتربين الى الخارج، وما "تستورده" من تحويلات وأموال ودولارات وعملات صعبة منهم، سنوياً.

فماذا لو اندلعت مواجهات عسكرية في أكثر من بلد أفريقي قريباً؟ وماذا لو سقطت الولايات المتحدة الأميركية، أو أوروبا، أو الغرب كلّه غداً؟

 

تحويلات

وماذا لو سقطت آسيا كلّها، والصين، ودول العالم كلّه بعد غد؟ ما الذي سيفعله اللبنانيون في تلك الحالة؟ وماذا لو اضطّروا للعودة كلّهم الى لبنان، اليوم أو غداً أو بعد غد؟

ماذا سيجدون في لبنان؟ ومن يعلم ما حلّ بكل الطلاب الذين عادوا من أوكرانيا العام الفائت؟ هل هم يكملون دراستهم بالفعل حالياً؟ أين؟ وماذا عن اللبنانيين الذين يفقدون أعمالهم في هذه الدولة أو تلك؟ هل دخلوا "نادي البطالة" مثلاً؟

وكيف يمكن لدولة، أو لمسؤول فيها، أن يتصرّف على أساس ما لديها من تحويلات شهرية، أو فصلية، أو سنوية، تأتي لبعض اللبنانيين من الخارج؟

 

عاجزة

أكد مصدر مُطَّلِع أن "لا حلول لأي لبناني قد يُضطّر للعودة من الخارج الى لبنان، لا على مستوى فرص العمل، ولا على صعيد الدراسة. وإذا حصلت مشاكل في أي دولة  خارجيّة بما يجعل البعض يعودون الى البلد، لن تتصرّف الدولة اللبنانية بما هو أكثر مما تفعله الآن، وهو الوقوف متفرّجة، والاكتفاء بالسّعي الى إعادتهم من الخارج".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الدولة عاجزة عن استيعاب اللبنانيين المتواجدين على الأراضي اللبنانية، فكيف يمكنها أن تتعامل مع العائدين منهم من الخارج؟ وبالتالي، لا مجال لوضع خطط بشأن استعادة أي مُغترب مستقبلاً، طالما بقي هذا الواقع على حاله".

 

مشاكل ستتضاعف

ولفت المصدر الى أن "اللبناني يعيش ببلده حالياً، قائلاً أنا بحاجة الى دواء، والى إدخال أمي المستشفى، والى من يساعدني في الحصول على تلك الخدمات، أو على "تحرير" إبني من المستشفى في ما لو احتُجِزَ ريثما يتمّ توفير فاتورة الاستشفاء. وتلك الحاجات البدائية هي بسبب الدولة التي يتوجّب عليها أن تؤمّنها له، بينما الحزب أو الزّعيم يوفّرانها بدلاً من الدولة. فعن أي دولة نتحدّث؟".

وختم:"الحاجات اليومية ستزداد، في دولة لن تتمكّن من استعادة ناسها من الخارج، ولا من استيعاب العائدين منهم الى وطنهم هرباً من الأزمات والحروب هناك. والمشاكل ستتضاعف أكثر أيضاً بموازاة أزمة النازحين السوريين، التي ستتطوّر بشكل مُقلِق، قد يُعاد رسمه طائفياً وأمنياً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة