اللبنانيون... في الأزمة ينامون الى أن يجرفهم طوفان التسوية الى قعر البحر! | أخبار اليوم

اللبنانيون... في الأزمة ينامون الى أن يجرفهم طوفان التسوية الى قعر البحر!

انطون الفتى | الأربعاء 26 أبريل 2023

نادر: الكلّ قالوا ما لا يريدونه ولكنهم لم يتّفقوا على ما يريدونه

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

أين هي الثورة اليوم تحديداً، أي في الوقت الذي تبرز فيه الحاجة إليها أكثر من أي زمن آخر، وهو أوان التسوية الإقليمية التي يتوجّب علينا أن نفعل كل ما يمكننا فعله، وكل ما يجب علينا أن نقوم به، لإفهام كل دول المنطقة والعالم أن هذا الاتّفاق أو ذاك بينكم حول لبنان لن يمرّ، في ما لو لم يَكُن مُوافقاً لمصلحتنا كشعب لبناني، وسواء كان هذا الاتّفاق رئاسياً أو سياسياً بشكل عام، أو حتى على مستويات اقتصادية.

 

أين هم؟

فأين هي الثورة؟ وأين هم الثوار؟ وأين هم نواب الثورة؟ وما هو الفارق الذي يشكّلونه اليوم؟ وماذا عن خطابهم السياسي؟ وعن عملهم؟ ومن يمكنه التقاط المشهد الداخلي وسط تسوية إقليمية تسير في طريقها، وتكتب كل شيء، وتخطّط للجميع، وهي لن ترسم سوى مصلحتها في لبنان، بدلاً من مراعاتها مصالح وحاجات الشعب اللبناني؟

 

انقسامات

أشار العميد المتقاعد جورج نادر الى أن "لا ثورة جديدة تلوح في الأُفُق. وحتى إن الحراك المطلبي الذي نقوم به نحن، لا يُعتبر ثورة. فتلك الأخيرة من المُفتَرَض أن لا تكون ثورة رغيف، بل ثورة حرية وكرامة. والأزمة المعيشية التي بات الشعب اللبناني في عمقها حالياً، لا تترك له مجالاً إلا للاهتمام بلقمة العيش، فيما التسوية الإقليمية تمضي في طريقها، ولا أحد يدقّق بمفاعيلها أو بنتائجها على الداخل اللبناني، ولا بمدى مُطابقتها للمصلحة اللبنانية بالفعل، أو لا".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "ليس لدى أي جهة إمكانيّة لأن تفرض أي شيء على الخارج، لا على المستوى الرئاسي، ولا في أي ملف آخر، عبر ثورة، خصوصاً أن لا اسم رئاسياً واحداً مُتَّفَقاً عليه بين مكوّنات الثورة. وحتى إن نواب التغيير أظهروا انقساماتهم، إذ لم تتّفق أصواتهم في مجلس النواب على مرشّح رئاسي واحد قبل أشهر".

 

مشروع بديل؟

ولفت نادر الى أن "لا ثورة لبنانية تجمعها ورقة سياسية واحدة. فالكل اختلفوا على كل شيء. فهُم قالوا ما لا يريدونه، ولكنهم لم يتّفقوا على ما يريدونه. الجميع أعلنوا رفضهم للحاكم الفاسد، ولكنّهم لم يطرحوا المشروع البديل، ولم يتوحّدوا حول مشروع بديل رغم توفُّر المشاريع البديلة. ولذلك، التسوية الإقليمية آتية، والجميع سيقبلون بها في النّهاية، مع الأسف".

وأضاف:"النتيجة الحتميّة لذلك هو أن الكل سيتقبّلون أي اسم رئاسي يُمكنه أن يُطرح، ولمجرّد أن يقول إنه قادر على توفير الطعام والحاجات للناس، ومن دون التدقيق بأي شيء آخر. فحاجات الشعب اللبناني باتت محصورة بتأمين سُبُل العيش، والتعليم للأولاد، والأساسيات اليومية، ووصلنا الى مرحلة محصورة بالمطالب الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية، وما عاد بإمكاننا الحديث عن ثورة كرامة".

وختم:"لا بدّ من الحفاظ على فسحة من الأمل، ولكن لا مجال للحديث عن ثورة مجدّداً من حيث الواقع، وذلك لأن الناس خُذِلوا. وهذا يعني أن لا حلول فعليّة يمكننا أن ننتظرها في مدى قريب".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار