مصدر: الأموال التي دفعها الإتحاد الأوروبي في أوكرانيا تجعل منها دولة أوروبية
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
بمعزل عن الترحيب أو التحذير من الاتّصال الهاتفي الذي جمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرئيس الصيني شي جينبينغ، فإنه لا بدّ من السؤال عن الآفاق المُحتَمَلَة لأي وساطة سلام صينية في الملف الأوكراني.
الجناح الشرقي
فأوكرانيا ليست اليمن، والحرب الروسية على أوكرانيا ليست حرب اليمن. والنّجاح الصيني في تسوية الأمور بين الإيرانيين والسعوديين في الخليج والشرق الأوسط ما كان ليحصل، لولا رغبة سعودية بالابتعاد عن الولايات المتحدة الأميركية، وبالبحث عن شراكات جديدة للرياض حول العالم.
بينما حرب أوكرانيا مسألة أكثر نضجاً وعمقاً من حرب اليمن. وأوكرانيا دولة مرشّحة لعضوية الإتحاد الأوروبي، ولحلف "الناتو"، حتى ولو فقدت بعض أراضيها في أي محادثات سلام مع روسيا مستقبلاً. وهي (أوكرانيا) إحدى دول الجناح الشرقي للحلف في الوقت الراهن، رغم كل ما يحصل فيها من معارك.
مستحيل؟
وإذا كان سلام المصالح والاقتصاد والتنمية هو الذي قرّب المسافات بين طهران والرياض عبر بكين، إلا أن أزمة أوكرانيا أعمق من تلك العناوين بكثير، وهي تحتاج الى وسطاء من نوع آخر، لا يبحثون عن الحصص المُمكنة لهم من كعكة إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب فقط، كما هو حال الصين.
هذا مع العلم أنه من المستحيل للصين أن تحصل في أوكرانيا، على ما يمكنها أن تحصل عليه في الشرق الأوسط، أو الخليج. فمستقبل أوكرانيا مع الغرب، اقتصادياً، ومالياً، وتنموياً، وعلمياً، وتكنولوجياً، وعلى المستويات كافّة، وليس مع بكين.
صِلَة وصل
أكد مصدر واسع الاطلاع أن "الدور الصيني على الساحة الدولية يتمتّع بالشّهرة، أكثر من أن يكون ذات مفعول مباشر، خصوصاً ذاك الذي تمارسه بكين مع الدول الأوروبية والقوى الكبرى".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "مجلس الأمن مُكوَّن من خمسة أعضاء دائمين، وهو مقسوم بين معسكرَيْن أحدهما بحالة صراع مع روسيا، وهو يتألّف من الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وفرنسا. والآخر يتألّف من روسيا والصين، فيما تلك الأخيرة هي الوحيدة التي لا تزال قادرة على التواصُل مع الجميع. وبالتالي، أصبحت الصين أشبه بصِلَة وصل، عندما يُتَّخَذ القرار بأن التسوية نضجت. وهذا هو الدور نفسه الذي لطالما تمتّعت به قطر في الشرق الأوسط، إذ كانت دائماً الدولة الوحيدة التي تتمتّع بعلاقات جيّدة مع إيران، من بين كل دول مجلس التعاون الخليجي".
أوكرانيا أوروبيّة
وشدّد المصدر على أن "مصالح الصين في الشرق الأوسط واضحة. وهي تعرف ماذا تريد في تلك المنطقة. ولكن لن يكون لبكين أي دور أساسي في أوكرانيا، لا على مستوى إعادة الإعمار، ولا على الصعيد الاقتصادي والتجاري، ولا على أي مستوى حسّاس في المستقبل. وينحصر الدور الصيني بالدوران حول أفكار السلام في الغرب، وحول نضوج قرار التسوية في روسيا".
وختم:"الأموال التي دفعها ويدفعها الغرب والإتحاد الأوروبي في أوكرانيا تجعل من الأخيرة دولة أوروبية. صحيح أن فرنسا أقلّ تصلّباً من باقي الدول الغربية تجاه روسيا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكن أوكرانيا دولة أوروبيّة، وهو ما تمّ تكريسه بعد الحرب الروسيّة عليها".