وزارة خارجية تمارس التجارة وتستقطب الشركات الكبرى الى لبنان... قريباً؟ | أخبار اليوم

وزارة خارجية تمارس التجارة وتستقطب الشركات الكبرى الى لبنان... قريباً؟

انطون الفتى | الجمعة 28 أبريل 2023

مصدر: اللبنانيون خفّفوا من قيمتهم الذاتية في عيون العرب والعالم بأنفسهم

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

عندما غادرت الدول العربية لبنان تباعاً، بدءاً من عام 2018، فعلت ذلك بسبب إيران، وتحديداً بسبب ما قيل إنه سيطرة إيرانية على القرار السيادي اللبناني. هذا صحيح، ولكن رحيل العرب حصل من دون أي مشروع مواجهة واضحة لدى أي دولة عربية مع إيران، لا في لبنان، ولا في سواه.

 

مصلحتنا اللبنانية

مرّت السنوات، ووصلنا الى عام 2023، وها هي الدول العربية تعود الى إيران "أفواجاً أفواجاً"، كما الى النّظام السوري أيضاً، ومن دون أي ورقة واضحة ترتبط بالنّقاط الإقليمية التي خرج منها العرب سابقاً بسبب طهران، والتي من أبرزها لبنان.

وأمام هذا الواقع، لا يسعنا سوى الاعتراف بحقّ كل دولة عربية بأن تقوم بمصلحتها. ولكن لا بدّ من المطالبة بمصلحتنا اللبنانية أيضاً.

فبعض العرب يردّد منذ العام الفائت الدعاية الغربية نفسها التي تتحدّث عن وجوب تطبيق إصلاحات في لبنان. ولكن تلك الإصلاحات ترتبط بجزء أساسي منها بالفريق الإيراني فيه (لبنان)، وهي نقطة من نقاط إقليمية أوسع، لا بدّ من مناقشتها مع طهران على مستوى عربي واسع، وليس من زاوية لبنانية فقط.

 

التجارة

في أي حال، آن الأوان لسياسة خارجية لبنانية تُتقن فنّ العمل التجاري، أي سياسة خارجية تومّن مصالح لبنان، وتعمّق علاقاته مع كل دولة تُبدي استعداداً كاملاً لاستثمار شركاتها في بلادنا، ضمن أوراق واضحة، وسواء كانت تلك الدولة صديقة لإيران، أو لأوروبا، أو لأميركا، أو للصين، وذلك بمعزل عن الدول التي لا تعلم تماماً ماذا تريد، والتي لا يمكن للبنان أن يربط نفسه بتحوّلاتها الكثيرة والغير واضحة حتى الساعة.

وانطلاقاً مما سبق، تبقى نغمة العروبة مهمّة للبنان، ولكن لا بدّ لنا من البحث عن سياسة جديدة تلتفت الى مصالحنا بعيداً من تقليديات العلاقات والانتظارات القديمة من العالم العربي، وبما ينسجم مع فنّ التجارة واستقطاب الاستثمارات التي نحتاجها بتوقيتنا نحن، وبحسب مصلحتنا نحن.

 

نقلة نوعيّة

أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن "كل الدول تلتفت الى مصالحها، فأين هي مصلحتنا نحن؟ فرنسا تسعى الى أن تستثمر في لبنان وكل مكان، وذلك تماماً كما تحاول الولايات المتحدة الأميركية ذلك، والصين، وغيرها من الدول، خصوصاً تلك التي تتمتّع باقتصادات وشركات كبرى، والتي تبحث عن كل رقعة جغرافيّة مُمكنة للاستثمار والعمل فيها، وسط أزمة اقتصادية عالمية. وهذا واقع يحتّم علينا إحداث نقلة نوعيّة في الخطاب السياسي، وفي سياستنا الخارجية، تشكّل عنصر جذب للاستثمارات الأجنبية بما يحقّق مصالحنا".

ودعا في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذه النّقلة السياسية النّوعية تحمي شركاتنا المحلية أيضاً، ولكنّها تحتاج الى قرار سياسي مستقلّ عن الأحزاب اللبنانية التي حوّلت نفسها وخطاباتها السياسية الى شركات تعمل لصالح منافع خارجية ومصالح ذاتية، وسط سياسة لبنانية خارجية رسمية شبه غائبة كلياً".

 

أوراقه السيادية

وردّاً على سؤال حول رحيل العرب من لبنان قبل سنوات بسبب إيران، وعودتهم إليها اليوم من دون أي استعداد لشيء ملموس تجاهه (لبنان)، أجاب المصدر:"لبنان قطعة من العالم العربي. وهكذا ينظر العرب إليه. فمن الناحية الطائفية، يوجد سُنّة في سوريا والعراق واليمن والكويت... أكثر من عدد السُنّة في لبنان بأضعاف الأضعاف، ويهمّ العرب حمايتهم من إيران ومن حركات التشيُّع الإيرانية".

وأضاف:"هذا فضلاً عن أن العرب يدركون تماماً أن سُنّة لبنان ينظرون الى الخليج والعالم العربي، مهما حصل فيه (لبنان). وحتى إن هناك مجموعة من النواب السُّنة الذين انتُخبوا في عام 2022، يفعلون كل ما يُمكن أن يطلبه العرب منهم. وهذا يعني أن سُنّة لبنان "تحصيل حاصل" بالنّسبة الى الدول العربية، التي لا تشعر بالحاجة الى استرضائهم للإبقاء عليهم الى جانبها".

وختم:"اللبنانيون خفّفوا من قيمتهم الذاتية في عيون العرب والعالم، بأنفسهم. فعندما يسمع المسؤول العربي أي مسؤول لبناني يتحدّث بحماسة عن أن آلاف اللبنانيين يعملون في دول الخليج، فهذه إشارة تقول لهم نحن بحاجة إليكم، ولا يمكننا أن نفعل إلا ما تريدونه، وهو ما يُفقد لبنان كل أوراقه السيادية قبل البَدْء بأي كلام سياسي".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار