لا راحة قبل الحلّ السياسي النهائي في سوريا وإلا سيرحل النازح اليوم ويعود غداً... | أخبار اليوم

لا راحة قبل الحلّ السياسي النهائي في سوريا وإلا سيرحل النازح اليوم ويعود غداً...

انطون الفتى | الجمعة 28 أبريل 2023

 

مصدر: مشكلة النّزوح تنبع في الأساس من حبّ اللبناني للرّبح السريع

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

لا شيء قادراً على أن يريح لبنان من مشكلة النّزوح السوري فيه، بشكل جذري ومُستدام، سوى الإسراع بالحلّ السياسي في سوريا.

 

 

صوت واحد

فمن دون هذا الحلّ، سيعود السوريون الى لبنان غداً، في ما لو رحلوا الى بلدهم اليوم. وعودتهم تلك ستكون تحت أشكال أخرى، وظروف مختلفة، أو ربما بمشاريع معيّنة تنسجم مع التطوّرات الإقليمية والدولية الجديدة.

فالخبرة أثبتت أن سوريا لطالما كانت مشكلة بالنّسبة الى لبنان، بسلمها أو حربها، بقوّتها أو ضعفها. ولا حلول جديّة لهذا الوضع إلا من خلال حلّ سياسي سوري شامل، يتّفق على ما في داخل سوريا أولاً، ويرسّم حدود نفوذها، والحدود المسموحة لحركة شعبها في لبنان.

والى أن يحصل ذلك، نعود الى لبنان، والى ضرورة تفعيل العمل الأمني على ملف النّزوح السوري فيه، والى عرض ورقة لبنانية واحدة في هذا الشأن أمام العالم، بصوت اقتصادي لبناني واحد، وبعيداً من مصالح بعض الأطراف اللبنانية سواء مع سوريا، أو مع دول أخرى غيرها.

 

كلام مباشر

شدّد مصدر سياسي على أنه "كلّما ارتاحت سوريا، نرتاح نحن في لبنان، إذ إن حدودنا واسعة معها، والعمق الاستراتيجي الذي يجمعنا بها ليس محدوداً أبداً. وهذا الواقع يجعل أي شيء يحصل فيها، ينعكس علينا".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "عودة النازحين السوريين الى بلدهم تستوجب عدّة شروط، أبرزها تفاوض لبنان مع الدولة السورية الموجودة حالياً هناك، بمعزل عن كل ما باتت فيه من حالة ضعف. فالكلام الرسمي المباشر مع دمشق، مسألة لا بدّ منها في هذا الملف، مهما كانت أوضاعها".

 

شعبوية

وأشار المصدر الى أن "كل الدول العربية ذهبت الى سوريا. وحاجة لبنان الى كلام مباشر معها لم تَعُد مسألة مُحرَّمَة، بل ضرورية، ومن دون أي خجل أو حسابات، لا سيّما أن ما يُعاني منه لبنان على صعيد ملفات أخرى مثل ضبط الحدود، والتهريب، تستوجب عَدَم رفض التنسيق المباشر".

وأضاف:"استغلال ملف النّزوح السوري بشعبوية يحوي الكثير من الخطورة في مدى بعيد. فبعض التدقيق يُظهر أن المناطق المسيحية هي أكثر من يتعاطى مع هذا الموضوع بشعبوية ظاهرة، بينما إذا دخلنا الى العُمق نجد أن أكثر من يضيّق على النازحين السوريين بشكل عملي هي المناطق اللبنانية غير المسيحية، ومنذ زمن طويل نسبياً".

وختم:"مشكلة النّزوح تنبع في الأساس من حبّ اللبناني للرّبح السريع. فاللبناني لا يحبّ أن يُتعب نفسه، فـ "يسترخص" السوري مُسخِّراً إياه في مهام متعدّدة. وحتى إن اللبناني يفضّل السوري في كثير من الأحيان، ولو كان الفارق في السعر بينه وبين اللبناني بمقدار 5 دولارات فقط. وهذا ما شكّل بيئة حاضنة لهذا النّوع الخطير من النّزوح السوري في لبنان، وهو يتسبّب بمشاكل لا نصادفها كثيراً في دول أخرى نزح السوريون إليها بعد اندلاع الحرب في عام 2011".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار