اللبنانيون يسترضون الدول العربية وتلك الأخيرة ما عادت تعترف بلبنان إلا "برّ الشام"!... | أخبار اليوم

اللبنانيون يسترضون الدول العربية وتلك الأخيرة ما عادت تعترف بلبنان إلا "برّ الشام"!...

انطون الفتى | الثلاثاء 02 مايو 2023

مصدر: تغييب لبنان عن اجتماع الأردن من أسوأ الإشارات التي يُمكن رصدها

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

قبل أن نسأل عن رأي الولايات المتحدة الأميركية، أو هذه الدولة الأوروبية والغربية أو تلك بلبنان، أو عن رغبة بعض الدول بتحذير حكامه من خطر الزّوال، ومن مخاطر عَدَم تطبيق الإصلاحات... لا بدّ لنا من السؤال عمّا إذا كانت الدول العربية نفسها لا تزال تعترف بأن هناك دولة في العالم إسمها لبنان، أو لا، وذلك قبل أي حديث عن انتخاب رئيس جديد، وتشكيل حكومة جديدة، أو عن أي نقطة أخرى.

 

كيف يمكن؟

مجموعة من وزراء الخارجية العرب اجتمعوا بنظيرهم السوري فيصل المقداد في الأردن أمس، لمناقشة سُبُل إعادة العلاقات مع دمشق ضمن إطار تسوية سياسية، بعد 12 عاماً من الحرب التي مزّقت سوريا سياسياً، واقتصادياً، وأمنياً.

ولكن كيف يمكن للعرب أن يغيّبوا لبنان عن هكذا اجتماع لا يطالهم وسوريا وحدهم، بل لبنان أيضاً، لا سيّما أنه تناول تعزيز التعاون بين النظام السوري ودول الجوار السوري المتأثّرة بعمليات تهريب المخدرات عبر الحدود السورية، وتنظيم عمليات العودة الطوعية للاجئين السوريين، وفق إطار زمني واضح.

 

"برّ الشام"؟

فكيف يمكن للعرب أن يبحثوا تلك العناوين مع سوريا من دون لبنان الذي تتمّ عبر حدوده معها مجموعة من عمليات التهريب المشبوهة، في أكثر من مجال؟ وكيف يمكن للعرب أن يتّفقوا أو أن يُناقشوا مع دمشق أي ورقة أو أفكار تتعلّق باللاجئين السوريين، من دون أي ممثّل عن لبنان في الاجتماع، وذلك حتى ولو كان (لبنان) بحالة من الفراغ الرئاسي، ومن دون حكومة أصيلة؟

وهل بات لبنان "برّ الشام" في عيون العرب الى هذه الدرجة، أي الى درجة التّنسيق على كل شيء يتعلّق بحدوده، وبالمرور عبرها، وباللاجئين فيه، مع سوريا فقط، لا أكثر ولا أقلّ؟

 

لا دولة مستقلّة

انتقد مصدر مُطَّلِع "تغييب لبنان عن الاجتماع العربي في الأردن. فهو إشارة سلبيّة لا يمكن التغاضي عنها، وهو من أسوأ الإشارات التي يُمكن رصدها تجاه بيروت".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "العرب يعترفون بأن لبنان يُعاني من أزمة اللّجوء السوري، وهم يعلمون تماماً أن السوريّين فيه باتوا بأعداد كبيرة جدّاً، تفوق قدرة الشعب اللبناني على التحمُّل. كما أنهم يُدركون جيّداً أهميّة هذه النّقطة بالنّسبة الى الدولة اللبنانية، وذلك تماماً كما أنها من أهمّ النّقاط التي تُقلق الأردن والعراق منذ سنوات، وبالنّسبة نفسها. فلماذا غُيِّبَ أي نوع من التمثيل اللبناني عن اجتماع الأردن العربي؟ ومن هو المسؤول عن ذلك؟".

وختم:"ربما أرسل العرب من خلال هذا التغييب اللبناني عن الاجتماع رسالة احتجاج صامتة للدولة اللبنانية، على الشعبوية التي تتحكّم بالتعامُل مع ملف اللّجوء السوري مؤخراً. فهذه الشعبوية إذا استمرّت بوتيرة مُتصاعِدَة، لن تُصرَف في النهاية إلا بالدم والمشاكل الأمنية مع اللاجئين السوريين في لبنان. ولكن مهما كانت عليه حقيقة الرّغبات والرسائل، فإن الخطوة العربية قد تعني أن العرب ما عادوا يعتبرون أن هناك دولة مستقلّة في لبنان أصلاً، يُمكن مناقشتها في أي ملف. وهذا ما لا بدّ من مراقبته ومتابعته في مدى أبْعَد".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار