العرب يستكملون "استسلام بكين" بتسليم مفاتيح سوريا لإيران فهل تضحك أميركا أخيراً وكثيراً؟... | أخبار اليوم

العرب يستكملون "استسلام بكين" بتسليم مفاتيح سوريا لإيران فهل تضحك أميركا أخيراً وكثيراً؟...

انطون الفتى | الثلاثاء 02 مايو 2023

مصدر: أمور لا تحصل لمجرّد الطّلب وهي تحتاج الى بحث من نوع آخر

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هكذا، وبخطوة تنسجم مع اتّفاق بكين الذي يحمل في ما بين سطوره بعض الاستسلام العربي الاختياري لإيران، سلّم العرب بالوجود الإيراني في سوريا واستسلموا له، ولعمل "الحرس الثوري" والميليشيات الإيرانية هناك.

 

غير الشرعيّة

فخلال اجتماع وزراء خارجية السعودية والأردن والعراق ومصر، بوزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس، أكد الجميع ضرورة إنهاء الأزمة السورية عبر حلّ سياسي يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها. وفي معرض تأكيدهم أن الحلّ السوري يجب أن يُساهم في تعزيز الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين، أشار الوزراء الى حلّ سياسي يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها، ويُفضي الى خروج جميع القوات الأجنبية غير الشرعية منها، بما يحقّق المصالحة الوطنية.

بحسب بعض المراقبين، فإن تلك النّقطة يُمكن اعتبارها زبدة اللقاء العربي في الأردن أمس، وهي تبنٍّ عربي لوجهة النّظر السورية التي تعتبر أن القوات الروسية والإيرانية هي قوات أجنبية صديقة، تساعد الجيش السوري على محاربة الإرهاب، فيما القوات الأميركية والتركية هي قوات احتلال أجنبي غير شرعية، يجب خروجها من سوريا.

 

بصوت مرتفع؟

هذا يعني أن العرب تبنّوا وجهة نظر دمشق، أي انهم عوّموا إيران بميليشياتها و"حرسها الثوري" وأسلحتها في سوريا، وهم (العرب) دعوا أمس، بطريقة لا تزال "خجولة" حتى الساعة، لانسحاب القوات الأميركية والتركية من الأراضي السورية.

ولكن هل ستمتلك أي دولة عربية جرأة المطالبة بانسحاب القوات الأميركية من سوريا، بصوت مرتفع قريباً؟ وماذا عن تداعيات ذلك على المنطقة عموماً؟

وماذا يمكن لـ "تيار السيادة" في لبنان أن ينتظر من العرب بعد اليوم، بعدما سلّموا بالعمل العسكري الإيراني في سوريا؟

وهل سينجح العرب بمطالبة تركيا أيضاً، بالانسحاب من سوريا، وذلك بعدما بات لأنقرة ما لها من بنى تحتية، ومن سيطرة اقتصادية وأمنيّة وإيديولوجيّة مُتزايِدَة هناك؟

 

إشارة لروسيا

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "الحديث العربي أمس عن خروج جميع القوات الأجنبية غير الشرعية من سوريا هو إشارة عربية إيجابيّة تجاه روسيا، تقول لموسكو إن عمل قواتها في سوريا لا يتعارض مع المصلحة العربية. كما أنه هدية عربية للرئيس السوري بشار الأسد، تمكّنه من حمل ورقة انسحاب الأتراك من سوريا بشكل جدّي".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "ما اتُّفِقَ عليه في الأردن أمس بشأن سوريا، هي مجموعة من النّقاط التي يحتاج تطبيق كل واحدة منها الى سنوات، قد لا تكون قليلة تماماً. فنحن أمام محاولة لتصحيح الأوضاع السورية بالعمل "خطوة خطوة". فأول ما يحتاجه الحلّ هو إعادة إدخال اللاجئين السوريين من دول الجوار السوري الى سوريا، وهذا بدوره يحتاج الى إعادة إعمار ما تهدّم لتحقيق هذا الهدف بنجاح في مدى مُستدام. وهذا مسار طويل".

 

بعد انسحاب إيران

وأكد المصدر أنه "إذا طالب العرب الولايات المتحدة الأميركية بالانسحاب من سوريا بشكل علني اليوم، فإن الجيش الأميركي لن ينسحب من هناك غداً صباحاً. فهذه أمور لا تحصل لمجرّد الطّلب، وهي تحتاج الى بحث من نوع آخر، أكثر تعقيداً من مناقشة النّقاط السورية الحسّاسة. والأمر نفسه بالنّسبة الى الجيش التركي. هذا مع العلم أن لا مجال لحصول أي انسحاب أميركي أو تركي من سوريا، إلا بعد انسحاب القوات الإيرانية تحديداً من هناك بالكامل، وبما يسبق أي نقاش. وهو ما يعني أن الحديث عن القوات الأميركية والتركية في سوريا ليس مسألة سهلة".

وختم:"النّقاط التي خرج بها العرب في اجتماع الأردن أمس هي مسار تدريجي، لا مجال لتنفيذه ضمن وقت منظور أو محدّد تماماً. فالرّغبة تختلف عن الواقع، لا سيّما في هذا النّوع من الملفات الشائكة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار