ثقة إيران باتّفاق بكين تحتاج الى ترجمة... رئيس "فارسيّ" الهوى ولبنانيّ اللّسان والالتزام!؟ | أخبار اليوم

ثقة إيران باتّفاق بكين تحتاج الى ترجمة... رئيس "فارسيّ" الهوى ولبنانيّ اللّسان والالتزام!؟

انطون الفتى | الأربعاء 03 مايو 2023

درباس: الحلّ المُمكن هو انتخاب رئيس لا يفرح به أي فريق

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

إذا كانت إيران رافضة لأي نقاش حول إيجاد بديل من مرشّح "المُمانَعَة" الرئاسي في لبنان، أو حول خوض تجربة رئيس تسوية فيه، يعطي الرئاسة الأولى وبعض الأوراق السياسية اللبنانية لفريق المعارضة اللبنانية، فهذا قد يعني في مكان ما أن طهران لن تقدّم شيئاً جدياً على مستوى ملف ميليشياتها على امتداد المنطقة عموماً، وأنها لا تثق بتسوية بكين أصلاً، رغم كل الأجواء الانفتاحية في المنطقة، منذ أكثر من شهرَيْن.

فلماذا كل هذا الحذر الإيراني في ساحة صغيرة، هي لبنان، وفي ملفات بسيطة بالنّسبة الى المنطقة عموماً، وهي ملفّ الانتخابات الرئاسية اللبنانية، لو كانت إيران تثق بمن تنفتح عليهم وينفتحون عليها في المنطقة العربية؟

 

يُقفل أبوابه

أوضح الوزير السابق رشيد درباس أن "كل الأطراف اللبنانية تتحدّث عن اتّفاق بكين من دون أن تعرف بدقّة البنود التي طُرِحَت هناك، والتي لا أحد يعلم سوى بعض ما أُعلِنَ عنه، والذي من ضمنه عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول. وهذا كلام يعتبر بمثابة شعارات استهلاكية في العادة".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "لا أحد متأكّداً ممّا إذا كان يوجد أي بند يتعلّق بلبنان في اتّفاق بكين. وكلّ ما يظهر حتى الساعة هو وجود مناخ من الانفتاح لم ينعكس على الوضع اللبناني بحوار بين القوى، من أجل الوصول الى نتيجة. والدليل على ذلك هو أن كل فريق من القوى اللبنانية يتمترس في موقفه، ويُقفل أبوابه".

 

الحلّ المُمكن

وأشار درباس الى أن "الحلّ اللبناني لم ينضج في الخارج، فيما الأطراف الداخلية ليست مؤهّلَة له أيضاً، ولا للاستفادة من مناخ الانفتاح بين العرب وإيران. فكل فريق محلّي يريد مرشّحه الرئاسي، وهذا ما لن ينجح. والحلّ المُمكن هو انتخاب رئيس لا يفرح به أي فريق، رئيس لا يشعر أي طرف أنه انتصر به على الآخر. وهذا الرئيس لا يمكن تحميله أكثر من اللازم، لأنه سيكون مرهوناً بمدى تجاوب القوى السياسية معه".

وردّاً على سؤال حول أجواء انعدام الثّقة التي تُبديها إيران حتى الآن رغم الانفتاح في المنطقة، وحول سبب ظهورها المستمرّ بمظهر من يحتفظ ببعض الأوراق السياسية والأمنية، وكأنها لا تثق بأحد وبشيء، وهو ما ينعكس على عَدَم الإسراع في الحلول، وعلى ترك الساحة اللبنانية سجينة المشاكل، أجاب درباس:"هذه هي طبيعة النّظام الإيراني. فهو يناقش على التفاصيل الدقيقة، وعلى الفاصلة، والنّقطة، والحرف، ولا يُفرِج عن أي ورقة بسهولة".

وختم:"في عام 2015، وُقِّع الاتّفاق النووي مع إيران باستعجال من قِبَل الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. وتبيّن في وقت لاحق أنه لم يُنجز شيئاً، بل استفادت طهران بالإفراج عن أرصدتها، وبرفع العقوبات عنها، وهو ما سهّل تمادي الدور الإيراني في المنطقة أكثر فأكثر. ولكن السبب في أن لبنان أكثر ساحة تدفع الأثمان دائماً، هو أنه لا توجد قوى سياسية حيّة فيه بشكل فعلي. فلو أن القوى السياسية المحليّة حيّة، ومهتمّة بوضع لبنان، لكانت استفادت من مناخ الانفتاح الحالي بين العرب وطهران، وأسرعت في إيجاد تسوية لانتخاب رئيس للجمهورية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار