صمود وتصدّي وانتصار... على الشعبَيْن السوري والإيراني بمباركة عربيّة مجّانيّة! | أخبار اليوم

صمود وتصدّي وانتصار... على الشعبَيْن السوري والإيراني بمباركة عربيّة مجّانيّة!

انطون الفتى | الخميس 04 مايو 2023

مصدر 1: طهران تتصرّف على أساس أن دمشق في جيبها وأن هذا الواقع لن يتغيّر أبداً

مصدر 2: تعتبر إيران أن انفتاح العرب على دمشق هو نتيجة التسليم بعلاقتها بطهران

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

لا شكّ في أن أهميّة زيارة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي سوريا تتخطى التوقيت، وهي أبْعَد من مجرّد حصرها بكونها التحرّك الرئاسي الإيراني الأول باتّجاه دمشق، منذ أكثر من عقد كامل من الزّمن.

 

شرعيّة شعبيّة

فأول ما يمكنه أن يتبادر الى الأذهان عند رؤية الاستقبال الذي حظي به رئيسي في سوريا، هو كيف أن العاصمة السورية تجمع منذ الأمس بين نظامَيْن ينجحان بالاستمرار في الحكم من دون شرعيّة شعبية تامّة لهما في بلدَيْهما كما يحاولان أن يُظهرا دائماً، ورغم أنهما ليسا محبوبَيْن تماماً من جانب نسبة هائلة من شعبَيْهما. نظامان لطالما مدّدا شرعيّتهما من خلال الشّحن الديني والطائفي، الذي نجحا في جعل أقليات شرق أوسطية عدّة تبتلعه، وتتبنّاه، وتقتنع به.

 

 

"الجهاد الاقتصادي"

إيران في سوريا على وقع التسابُق الإقليمي الى هناك، بين دول عربية تحاول اجتذاب دمشق بملفات اقتصادية ومالية كثيرة، وبإعادة إعمار يحتاج الى شروط عدّة، وبين طهران التي باتت تدرك أن مرحلة الحرب والمواجهات العسكرية انتهت، تاركةً مكانها لإعادة الإعمار، والاقتصاد، والمال.

فالى أي مدى تفتتح زيارة رئيسي مشروع "الجهاد الاقتصادي" الإيراني في سوريا، بعدما انتهى زمن "الجهاد العسكري" ضدّ الجماعات "التكفيرية" (التوصيف الإيراني للتنظيمات السورية التي قاتلت النظام السوري قبل سنوات)؟

وماذا عن سعي إيران لربط سوريا باتّفاقيات استراتيجيّة موقّعة لعقود قادمة، بغضّ النّظر عن مدى إمكانية تطبيقها أو لا، وبما يقول للعرب إن عودة سوريا الى الجامعة العربية، أو أي عمل عربي في دمشق، لن يغيّر في واقع أن سوريا "فارسيّة الهوى"، ولا شيء سوى ذلك مهما حاول البعض التلاعُب بالأمر الواقع؟

 

لن يتغيّر

أكد مصدر ديبلوماسي أن "زيارة رئيسي سوريا تأخذ من حساب الروس في دمشق كثيراً، ومن حساب العرب أيضاً".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "إيران تعمل بكل جهدها لإفهام العرب أنه رغم المصالحة مع السعودية، ورغم مساعي إعادة سوريا الى الجامعة العربية، إلا أن لا أحد سيكون قادراً على إخراجها (إيران) من الأراضي السورية، ولا بأي شكل من الأشكال، ومهما تعدّدت الوعود الاقتصادية الجذّابة للنّظام السوري".

وختم:"طهران تتصرّف على أساس أن دمشق في جيبها، وأن هذا الواقع لن يتغيّر أبداً".

 

 

تمييز

ومن جانبه، أكد مصدر خبير في السياسة الإيرانية "ضرورة التمييز بين الاتفاق الإيراني - السعودي الذي نقل المنطقة من مرحلة اشتباكية الى أخرى تبريدية، بدأت ترجمتها على أرض الواقع بتراجع حدّة الملفات الساخنة بين البلدين، وبين الواقع الذي يؤكد أن أساسيات السياسة الإيرانية في المنطقة باقية على ثباتها".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "رغم كل الانفتاح الحاصل والمستمرّ، فإن إيران تعطي إشارات حول أنها ليست في وارد التنازل عن أي ورقة من أوراقها، ومنها ورقة المقاومة كخيار استراتيجي غير قابل لأي مُساومة مع أي جهة، وذلك مهما كانت الأجواء الإيرانية - العربية إيجابية".

وختم:"تميّز إيران بين الانفتاح على السعودية، وبين عَدَم التنازل عن عناصر قوّتها في المنطقة. فهي تعتبر أن انفتاح سوريا على الدول العربية لا يجب أن يُبعدها عنها، وأن انفتاح العرب على دمشق هو نتيجة تسليم عربي بأن العلاقة بين طهران والنّظام السوري باقية، وبأن عملية الفصل بينهما غير ممكنة أبداً".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار