الإمساك بالمفاعيل الاقتصادية لورقة الديموغرافيا السورية... من هنا يبدأ الحلّ؟ | أخبار اليوم

الإمساك بالمفاعيل الاقتصادية لورقة الديموغرافيا السورية... من هنا يبدأ الحلّ؟

انطون الفتى | الجمعة 05 مايو 2023

مصدر: سيعود السوريون للعمل هناك عندما تدقّ الساعة السياسية لإعادة الإعمار

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ماذا عن استعمال ورقة الديموغرافيا السورية بمفاعيلها الاقتصادية، في وجه الرئيس السوري بشار الأسد، من أجل حثّه على تقديم التنازلات اللازمة والقادرة على تسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم.

 

 

اقتصاد

الانفتاح العربي السياسي على سوريا يحتاج الى ترجمة في إعادة الإعمار، كما في الاقتصاد السوري مستقبلاً. وهذا الأخير يحتاج بدوره الى أيدٍ عاملة في القطاعات كافة، من زراعة، وصناعة، وفي مجالات البناء، والسياحة... وهو ما يحتّم تكوين خريطة ديموغرافية سوريّة وازنة، وقادرة على العمل والإنتاج على الأراضي السورية.

ولكن النّظر الى الخريطة الديموغرافية الحالية لسوريا، يقدّم صورة ضبابية حول المنفعة الاقتصادية المُمكِنَة منها مستقبلاً، وذلك لأن الكثير من المكوّنات السورية (وعددها بالملايين) ما عادت سوريّة تماماً، لأسباب سياسية وإيديولوجية، ومنها سكان الشمال السوري مثلاً، والأكراد، وغيرهم، وليس فقط أولئك الذين خسرتهم دمشق بفعل النّزوح الى الخارج.

 

"كزدرة"

فماذا لو أُمسِك الأسد بالأبعاد الاقتصادية لورقة الديموغرافيا؟ وماذا لو عُمِلَ على مُضاعَفَة قلقه بالعمل على تحديد نسل النازحين السوريين في لبنان ودول الجوار السوري، مع إجبار كل عائلة منهم على الالتزام بإنجاب ولد واحد مثلاً، تحت طائلة الترحيل، وذلك سواء كانت تلك العائلة مُعارِضَة أو مُوالِيَة للنظام السوري، وهو ما سوف يهدّد عدد السكان في سوريا عموماً عند نضوج ظروف العودة، و(يهدّد) الإنتاج الاقتصادي فيها أيضاً بعد العودة؟

فبتلك الطريقة، قد يشعر هذا النّظام بالقلق على المستقبل الاقتصادي لسوريا، وعلى إعادة الإعمار، وهو ما قد يدفعه الى تسريع تقديم بعض الأوراق السياسية والأمنية المطلوبة منه بهدف تسهيل عودة كل النازحين وتطمينهم. وربما يؤدي ذلك الى وقف "كزدرة" بعض الشرائح السورية من والى لبنان تحديداً، لفترات طويلة جدّاً، خوفاً من متطلّبات تحديد النّسل.

 

ليس مهتمّاً

أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن "الرئيس السوري بشار الأسد الذي تسبّب بمقتل الآلاف، وبتهجير الملايين خلال الحرب، والذي أخفى الملايين أيضاً، لن يهتمّ بأي ضغط عليه من باب ديموغرافي، خصوصاً أنه يعلم جيّداً أن إعادة إعمار سوريا وانتظامها الاقتصادي لا يرتبطان بالديموغرافيا السورية اللازمة فقط، بل بقرارات دولية وتمويل خارجي. هذا فضلاً عن أن النازحين في لبنان يؤيّدون النظام السوري بغالبيتهم، وينتخبون الأسد في كل انتخابات رئاسية هناك. ولو كان مهتمّاً بذلك، لكان عمل على استردادهم منذ سنوات سابقة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "عندما تدقّ الساعة السياسية لإعادة إعمار سوريا، سيعود السوريون للعمل هناك، خصوصاً أن الشركات التي ستدخل الأراضي السورية مستقبلاً، ستدفع أجوراً مرتفعة".

 

مكاسب الانفتاح

وأكد المصدر أن "الانفتاح الحاصل بين إيران والسعودية يتعلّق بدمشق أيضاً. وزيارة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي سوريا هي من أجل تحديد الاستثمارات الإيرانية هناك مستقبلاً، بعد عودة دمشق الى الجامعة العربية، وبَدْء إعادة الإعمار، لأنه سيكون للشركات الإيرانية حصّة في هذا المسار".

وأضاف:"من هذا المُنطَلَق، نلاحظ إيجابية إيرانية كاملة في الملف اليمني، وتخفيف النبرة الإيرانية في لبنان وسوريا. ويبدو أن الإيرانيين لا يتدخلون في أزمة السودان حالياً".

وختم:"طهران مهتمّة بمكاسبها السياسية والاقتصادية من جراء جوّ الانفتاح الإقليمي حالياً. هذا مع العلم أنه ستكون هناك تسوية دولية وأميركية مع النظام الإيراني، تؤدي الى إعادة فتح السوق الإيرانية أمام العالم. ولذلك، نرى أن فرنسا تستبق الأمور، وتضغط لصالح تسوية سياسية ورئاسية مع الإيرانيّين في لبنان، وذلك حفظاً لحصص باريس الكبرى في إيران".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار