"صفر مشاكل" بموازاة أكثر من 50 ألف هجوم يومي... والفاعل مجهول؟؟؟... | أخبار اليوم

"صفر مشاكل" بموازاة أكثر من 50 ألف هجوم يومي... والفاعل مجهول؟؟؟...

انطون الفتى | الثلاثاء 09 مايو 2023

مصدر: العمل الجدّي لم يبدأ بَعْد ولا يزال هناك الكثير قبل الحديث عن نجاح

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل تنجح سياسة "تصفير" المشاكل، لمجرّد إعلان الرّغبة الذاتية من جانب أي دولة بها؟ وهل يكفي التّصفيق بيد واحدة، أي من قِبَل دولة واحدة في مجالات إنهاء "العداوات" والتوتّرات الأمنية، وبَدْء أزمنة الازدهار، والأمان الاقتصادي، والاستقرار المالي، وذلك من دون رغبة محيطها بانتهاج السياسة نفسها؟

 

هجمات سيبرانية

تتداخل مجموعة من الآراء ووجهات النّظر المختلفة في هذا الشأن. ولكن بالنّظر الى دولة الإمارات مثلاً، وهي الدولة التي افتتحت سياسة "تصفير" المشاكل في المنطقة بهدوء، ومنذ ما قبل سنوات، نجد مجلس الأمن السيبراني للحكومة هناك يُعلن عن أنه يتصدّى لأكثر من 50 ألف هجوم سيبراني يومي، يستهدف القطاعات الاستراتيجية في دولة الإمارات، بالتعاون مع شركائه، وأن القطاع المصرفي، والمالي، والصحي، وقطاع الطاقة، تأتي على رأس القطاعات الأكثر استهدافاً.

 

اعتراف خارجي

بحسب بعض المراقبين، فإنه بمعزل عن أن الإمارات ليست الدولة الأولى أو الوحيدة في العالم التي تتعرّض لهجمات سيبرانية، وبغضّ النّظر عن النجاح في صدّ كل هذا النوع من الهجمات عليها، وفي حماية البنية التحتية الأساسية فيها، إلا أن ما يجب التوقُّف عنده هو أن سياسة "صفر مشاكل" بين الغرب والشرق، وفي الخليج نفسه، لم توفّر الحماية التامّة للإمارات، حتى على الصعيد السيبراني. وهو ما يطرح أسئلة كثيرة للمستقبل، في مجالات عدّة.

كما أن هذا يُعيد الأمور الى النقطة الأساسية، وهي أن لا شيء فعلياً اسمه "صفر مشاكل"، إذا لم تعترف الدول الخارجية بذلك، وإذا لم تلتزم به مع الدولة الراغبة بـ "تصفير" مشاكلها. وبغير ذلك، يبقى كل شيء ضمن إطار المساعي، والتمنّيات، واحتمالات نجاح أو فشل بعض الاتّفاقيات، والتسويات.

 

محاولة

أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "تصفير المشاكل ينبع من المحيط أيضاً، وليس من الدولة الرّاغبة بإنهاء مشاكلها مع محيطها، وحدها. وما يحصل في الشرق الأوسط على هذا الصعيد، بوتيرة متزايدة، هو محاولة يمكنها أن تنجح مع ما لها من انعكاسات على خلق مزيد من الفرص الاقتصادية، أو قد تفشل، وتُعيد الجميع الى دائرة التوتّر".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا خيارات كبرى لدى إيران، سوى القبول بتسوية الفرص الاقتصادية، والمصالح المشتركة. ولكن الأمور لم تتجاوز دائرة المحاولة حتى الساعة، رغم كل الأجواء الإيجابية. فالعمل الجدّي لم يبدأ بَعْد، ولا يزال هناك الكثير قبل الحديث عن نجاح".

وختم:"تتوسّع سياسة "تصفير المشاكل" في المنطقة بعدما انتقلت من الإمارات الى السعودية، والى إبرام تسوية مع طهران على نطاق خليجي وعربي واسع. ولكن هذه السياسة تتناقض مع سياسة الحرب الإيرانية. كما أنها سياسة عَدَم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول، التي تتناقض بدورها مع سياسة طهران على مستوى الانخراط في الصراعات الخارجية، وتوحيد الساحات، وغيرها من الأفكار والعناوين. وهذا سبب جوهري للقول إن العمل الجدّي لم يبدأ بَعْد. فالمسار لا يزال طويلاً، ومن المُبكر الحديث عن نتائج فعليّة لـ "تصفير" المشاكل".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار