أحزاب وتيارات وسياسات عربية جديدة من خارج الجامعة العربية... قريباً جدّاً؟ | أخبار اليوم

أحزاب وتيارات وسياسات عربية جديدة من خارج الجامعة العربية... قريباً جدّاً؟

انطون الفتى | الخميس 11 مايو 2023

مصدر: حاجة ماسّة لجيل عربي يُربّى على الحرية والعدالة والديموقراطية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ما هي مدى إمكانية إحداث نقلة نوعية على مستوى العالم العربي عموماً، تذهب به بعيداً في دروب الحداثة الحقيقية، وتنقل شعوبه الى عصر جديد يراعي الحرية، والعدالة، والمساواة، والديموقراطية، أي متطلّبات نموّ الفرد وتطوّره في المجتمع العربي من خارج أي تعصُّب أو تمييز، ومن خارج سياسة "تجميع" الشعوب العربية في باقة واحدة، وبترتيب جديد يستوعب أن ما قد يناسب دولة عربية لنفسها، قد لا يناسب أخرى غيرها، ولا شعبها، حتى في زمن التسويات والمصالح؟

 

"الحلم المستحيل"؟

رغم الحداثة التي تتغلغل في العالم العربي، لا يزال التركيز الجماعي الأكبر محصوراً بما هو بعيد من العدالة الاجتماعية، وبالحديث عن المال، والنموّ الاقتصادي، وربما بعض المساعدات الإنسانية والمالية هنا أو هناك، وبعض التغيير الاجتماعي (المحدود جدّاً، والمُلتبس في كثير من الأحيان)، في بعض الدول العربية.

ولكن النقلة النوعية التي نتحدّث عنها تحتاج الى سياسة عربية جديدة، مُترجَمَة بأحزاب وتيارات عربية جديدة، وبمؤسّسات عربية جديدة، قادرة على العمل والإنتاج في بلاد العرب بحريّة، ومن دون ترهيب أمني أو قانوني. كما أن تلك النقلة النوعية تحتاج الى سياسة عربية من خارج الجامعة العربية العاجزة عن عرض مشروع عربي حقيقي، ينقل المنطقة العربية من زمن "المُموِّل"، ومن عصر "صاحب الفضل الأكبر"، الى زمن الحداثة الحقيقية، وحرية الرأي، والفكر، والقلم، والديموقراطية...

فهل هذا هو "الحلم المستحيل" في العالم العربي؟ والى متى؟

 

 

سياسة جديدة

شدّد مصدر خبير في الشؤون العربية على أن "هناك إمكانية دائمة لتحقيق مثل تلك النقلات النوعية، ولتأسيس سياسة عربية جديدة وحركات معارضة حقيقية ضمن كل دولة من الدول العربية، شرط توفير ظروف العمل ضمن بيئة عربية عامة صالحة لذلك".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "ضمن الترتيب الإقليمي الجديد، بات الزمن الحالي زمن إيران في دول عربية عدّة، وباتّفاق مع العرب. وهو ما يُبرز الحاجة لسياسة عربية جديدة قادرة على إخراج الشعوب العربية من الصّفقات والتسويات التي قد لا تتوافق مع مصالحها (تلك الشعوب) في بلدانها. ولكن الى أي مدى سينجح الوطنيون في البلدان العربية على التفاهم وتشكيل جبهات وطنية مُعارِضَة، من خارج القرار السياسي الرسمي الواحد؟ هذا ما ليس واقعياً بَعْد، لا على مستوى الرؤية، ولا على صعيد الممارسة".

 

ديموقراطية

ورأى المصدر أن "لا سبيل لتحقيق التقدّم والازدهار في العالم العربي، طالما أن الأحزاب والتيارات السياسية العربية النّاشطة في معظم الدول العربية، وحتى في لبنان نفسه، تكتفي بالمقارنة بين مفاعيل النفوذ الإيراني في بعض البلدان العربية، والتي هي الفقر والجوع، وبين نتائج السياسة العربية القائمة على التحوّلات الاقتصادية في أكثر من مكان، ومن دون الأخذ في الاعتبار أن النموذجَيْن يتشاركان تهميش كل ما يتعلّق بحرية الشعوب، والديموقراطية في عالم الواقع، وأن العدالة تبقى أسيرة الخوف".

وأضاف:"هناك حاجة ماسّة لجيل عربي واعٍ، يُربّى على الحرية والعدالة والمساواة والديموقراطية. ولا يوجد من يقوم بهذا العمل في العالم العربي، حيث الأحزاب والتيارات السياسية تعمل من أجل مصالحها، وليس لصالح الشعوب. وهو ما يجعلها شبيهة بالأنظمة العربية التي لا تفكر إلا بمشاريعها، وليس بأي شيء آخر".

وختم:"النّضال ينطلق من الداخل، وهو لا ينتظر دعماً خارجياً، بل يسبقه. فالمشكلة العربية ذاتية، وهي موجودة داخل المجتمعات والبلدان العربية. والمثال الأبرز على ذلك هو لبنان، حيث يستمرّ الحفر للنّزول بالبلد أكثر فأكثر، وكلّما زاد الانهيار، يزداد الحفر معه أكثر أيضاً، من جانب الجميع".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار