هل يفوز أردوغان قريباً ليُحكَم خلال "الشوط الأخير" بـ 100 مليار دولار؟! | أخبار اليوم

هل يفوز أردوغان قريباً ليُحكَم خلال "الشوط الأخير" بـ 100 مليار دولار؟!

انطون الفتى | الجمعة 12 مايو 2023

طبارة: من أولى الأثمان إعادة اللاجئين السُّنّة الذين خرجوا من سوريا خلال الحرب

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بمعزل عن فرص نجاح أو فشل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات التركية التي باتت على الأبواب، وعن مدى قدرة أي مرشّح منافس له على إزاحته من منصبه أو لا، يؤكد أكثر من مراقب للملف التركي أن الولاية الرئاسية الجديدة في تركيا ستكون ولاية استيعاب الحاجة الى تغيير كبير في السياسة التي لطالما "نام" أردوغان عليها، وجعل شعبه يفعل كذلك أيضاً، على أساس أنها سياسة لا تُقهَر، ويمكن توريثها للأجيال التركية القادمة كحلّ سحري.

 

 

الطاقة

فتركيا لم تَعُد ممرّاً "أبدياً" للطاقة بين آسيا وأوروبا، مهما حلم أردوغان (أو غيره مستقبلاً) بذلك، نظراً الى أن الورقة الجيوسياسية والاقتصادية لملف الطاقة، تتوغّل في هاوية التراجُع تدريجياً على المستوى العالمي.

كما أن لا أحد سيتأثّر في العالم كثيراً، في المستقبل، في ما لو تحوّلت تركيا الى مُصدِّر للنفط بفعل الاكتشافات النفطية الأخيرة فيها، أو لا، نظراً الى أن العالم يتحوّل "طاقوياً"، بسرعة ملحوظة.

 

العلمنة "الأتاتوركية"

أما تطوير علاقات تركيا بروسيا، وبمحيطها العربي والإيراني، وصولاً الى الصين، بموازاة التوتّر في العلاقات (بين الحين والآخر) مع حلف "الناتو" والمعسكر الغربي، فلن يكون قادراً على أن يستمرّ بالوتيرة "الأردوغانية" السابقة نفسها، نظراً الى حاجة تركيا الأساسية خلال الولاية الرئاسية الجديدة لإعادة إعمار، أي الى مانحين موجودين في الغرب أكثر من الشرق، بحكم الأمر الواقع.

وهذا قد يعني العودة أكثر مستقبلاً الى سياسة العلمنة "الأتاتوركية" كورقة جيوسياسية رابحة، مع تنقية الخطاب التركي الموجّه الى الغرب من العصبيّة "الأردوغانية"، ومن النّبرات الطائفية التي ظهرت فيه خلال السنوات الأخيرة.

 

الغرب

يُذكر في هذا الإطار أنه بحسب تقديرات البنك الدولي، والأمم المتحدة، والإتحاد الأوروبي، والحكومة التركية، تتجاوز قيمة الأضرار المادية التي سبّبها الزلزال الذي ضرب تركيا في شباط الفائت مبلغ الـ 100 مليار دولار. وهذا يعني أن تركيا - الولاية الجديدة ستكون تركيا إعادة الإعمار، وبَدْء العمل الجدّي مع المانحين، ومع المساهمين والعاملين في هذا الملف مالياً، وهندسياً، وبيئياً، وهو ما سيكون مستحيلاً النجاح فيه من دون عودة تركيا الى حضنها "الأطلسي" في الغرب، بجديّة، بموازاة احتفاظها بعلاقات جيّدة مع الشرقيّين والروس، لا "تخدش" الواجبات التركية تجاه الدول الغربية.

 

ملفات داخلية

رجّح سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن "لا تُحسَم نتائج الانتخابات التركية خلال الدورة الأولى منها، خصوصاً أن المنافسة مُحتدمة، ولا شيء يبدو محسوماً على صعيد حظوظ هذا المرشّح أو ذاك".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "بعض العناوين التي تتمحور حولها الحملات الانتخابية تتعلّق باهتمامات تركيّة داخلية. فعلى سبيل المثال، وفيما يؤكد أردوغان قدرته على التواصل مع كل شرائح المجتمع التركي، تحدّث المرشّح المعارض كمال كليتشدار أوغلو عن انتمائه العلوي، محاولاً استقطاب الأقليات الذين سينتعشون في تركيا في ما لو فاز (أوغلو). ولكن هذه كلّها ملفات داخلية، الى جانب تلك التي تتعلّق بسياسات أردوغان الاقتصادية، وبانعكاساتها على اللّيرة التركية، وعلى التضخّم، وارتفاع أسعار السّلع هناك. وأما الملف الذي يعني المنطقة عموماً، وشديد الأهميّة، فهو ذاك الذي يعود الى اللاجئين، والذي يتضمّن مستقبل التقارُب التركي مع سوريا".

 

 

مع سوريا...

وأشار طبارة الى أن "أردوغان حاول الاستعجال في توقيع اتّفاقية مع سوريا قبل أشهر، كانت ستسمح له باستثمارها في الانتخابات كإنجاز. ولكنه لم ينجح في ذلك لكونه لا يمتلك قوّة في يده تمكّنه من فرض أي شيء على دمشق، ولا حتى في ما يتعلّق باللاجئين".

وشرح:"أي اتّفاق تركي - سوري مستقبلاً سيؤثّر على ملف اللّجوء، ومثله أي اتّفاق سعودي - سوري. فإعادة اللاجئين الى سوريا، الذين هم بغالبيتهم الساحقة من المسلمين السُّنّة، هو أولوية لدى تركيا انطلاقاً من أن أردوغان يعتبر نفسه حامي السُّنّة ووريث "الباب العالي"، كما (أولوية) لدى السعودية التي تعتبر أنها قائدة السُّنّة في العالم، لا سيّما أنها تحوي الأماكن والمدن المقدّسة لدى المسلمين".

وختم:"صحيح أنه لم يُسرَّب أي شيء حتى الساعة، عن البروتوكولات والاتفاقات السريّة بين السعودية وسوريا، والتي عادت بموجبها دمشق الى الجامعة العربية، ولكن الأكيد هو أن الانفتاح السعودي على السوريين لن يكون من دون ثمن. ومن أولى الأثمان إعادة اللاجئين السُّنّة الذين خرجوا من سوريا خلال الحرب. وهذا هو العنوان الأساسي الذي سيحمله أي اتّفاق تركي - سوري في المستقبل أيضاً، والذي سينعكس على المنطقة عموماً".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار