هل يُفرَض لبنان على سوريا كمنصّة لإعادة إعمارها من دون شروط سياسية؟ | أخبار اليوم

هل يُفرَض لبنان على سوريا كمنصّة لإعادة إعمارها من دون شروط سياسية؟

انطون الفتى | الثلاثاء 16 مايو 2023

حبيقة: يتوجّب على اللبنانيين أن يتنافسوا مع غيرهم من أجل انتزاع حصّة لهم

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ها هي الأجواء الإيجابية تعمّ المنطقة، التي انتقلت بسرعة قياسية من الحديث عن شروط كثيرة مطلوبة من النظام السوري قبل عودته للجامعة العربية، الى مشهد مشاركة دمشق بالاجتماعات التحضيرية للقمة العربية من دون أن تقدّم أي إشارات علنيّة كاملة حول تلك الشروط، وصولاً الى حدّ دعوة وزير الاقتصاد السوري (محمد سامر الخليل) الدول العربية للمشاركة بالاستثمار في سوريا، جاذباً إياها بالإشارة الى فرص واعدة وقوانين جديدة للاستثمار في بلاده، وذلك تحت عنوان مصلحة الشعوب العربية.

 

 

الشعب اللبناني

ولكن أين هي مصلحة الشعب اللبناني تحديداً، وهو أكثر شعب عربي تحمّل المفاعيل الاقتصادية والمعيشية للّجوء السوري؟ وهل يفرض العرب لبنان، على سوريا، كمنصّة لإعادة إعمارها، من دون شروط سياسية تُطلَب منه، لا من جانبهم، ولا من قِبَل النّظام السوري؟

وهل من سلطة لبنانية جديرة بالدّفع نحو فرض لبنان كمنصّة لإعادة إعمار سوريا، بين العرب وفي دمشق، وذلك تحقيقاً لمصلحة الشعب اللبناني؟

 

 

تسهيلات

أشار الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة الى أنه "لا يمكن لأحد أن يفرض لبنان على أحد. فهذا أمر غير ممكن، ويتوجّب على اللبنانيين أن يتنافسوا مع غيرهم، من أجل انتزاع حصّة لهم في مسار إعادة إعمار سوريا عندما يجهز مستقبلاً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لدى لبنان عامل الجغرافيا، أي قربه من سوريا الذي هو أساسي لتمكين الشركات اللبنانية من العمل هناك بسهولة. فضلاً عن أن عوامل اللّغة والطقس والثقافة المُتجانسة بنسبة مقبولة، تسهّل على اللبنانيين العمل في مجالات إعادة إعمار سوريا مستقبلاً. هذا الى جانب أن هناك كثيراً من اللبنانيين الذين يتنقّلون بين لبنان وسوريا ذهاباً وإياباً بشكل يومي وبسهولة. وإذا كان أي لبناني لا يرغب بالإقامة هناك بشكل دائم، فباستطاعته المكوث في شتورة مثلاً، للانتقال الى ورشته أو عمله هناك يومياً، وضمن مسافات قريبة".

 

 

عرض عضلات؟

ورأى حبيقة أن "اللبناني قد يكون مُفضَّلاً للعمل هناك، من جانب بعض الشركات الأجنبية التي قد تُعنى بمشاريع وعقود في سوريا مستقبلاً، والتي قد تفضّل تلزيم تنفيذها لجهات لبنانية. وهذه فرص واعدة للّبنانيين".

وردّاً على سؤال حول إمكانية أن تقوم سوريا بسنّ تشريعات، أو اتّخاذ خطوات تعرقل استفادة لبنان، أو تمنعه من ذلك الى أن تؤمّن بعض الشروط السياسية لها فيه، أجاب حبيقة:"لا مصلحة لدى سوريا بأن تفرض شروطها على شركات أجنبية، أو بأن تقول لها هذا مسموح أو هذا ممنوع، في الوقت الحالي. فأقصى المُمكن لدى سوريا، هو أن تُلزم بعض الشركات التي ترغب بالعمل فيها بافتتاح مركز لها في دمشق مثلاً، ولكن ليس أكثر من ذلك".

وختم:"سوريا بحاجة الى إعادة إعمار نفسها، وليس لديها المجال الكافي لعرض العضلات السياسية في هذا الإطار، حالياً. وهي تدرك تماماً أنها إذا تصرّفت بطُرُق غير مقبولة، فإنها ستخسر. وعندما تُقلِع مجدّداً، وتتحسّن أوضاعها في المستقبل، فقد تتمكّن من التأثير في بعض الأمور بطريقة أسهل. السوريون سيتعاونون الى الحدّ الأقصى، وهم يرغبون بإدخال المال الى بلدهم. هم أذكياء، ويعرفون مصلحة سوريا جيّداً، ويُحسنون العمل على تأمينها. وأمام هذا الواقع، يتوجب على اللبنانيين أن يتحلّوا بالذكاء الكافي الذي يسمح لهم بالاستفادة من الإعمار هناك، لمصلحتهم ومصلحة لبنان".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار