تحذيرات أوروبيّة بعد الأميركية ولكن ما حصل قد حصل وفات الأوان... | أخبار اليوم

تحذيرات أوروبيّة بعد الأميركية ولكن ما حصل قد حصل وفات الأوان...

انطون الفتى | الثلاثاء 16 مايو 2023

مصدر: كل شيء تحت المراقبة والإيجابيات قد لا تكون مُثمرة تماماً

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

أوروبا عبر ألمانيا، بعد أميركا. هكذا تكتمل صورة الموقف الغربي الموحَّد، على مستوى الحَذَر من الانفتاح العربي على سوريا، ومن إعادة دمشق الى الجامعة العربية.

 

تنازلات ملموسة

فبعد أيام من إشارات أميركية واضحة حول الاستعداد لتشديد العقوبات على سوريا، وعلى كل من يعمل فيها ومع أي حكومة تابعة لنظامها، من دون حلّ سياسي مقبول، حذّرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أمس من التطبيع غير المشروط مع الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك خلال زيارة قامت بها للسعودية. وشدّدت بيربوك على أن كل خطوة نحو الأسد يجب أن تستند الى تنازلات ملموسة.

فهل أكملت ألمانيا الموقف الأميركي، وظهّرت الالتقاء الغربي على نقطة ضرورة عَدَم الانفتاح المجاني على دمشق؟ وهل من مفعول للموقف الغربي داخل العواصم العربية التي فتحت أبوابها لسوريا، حتى من دون الحصول على تنازل علني وازن؟ وهل ان أوروبا قادرة على التأثير في الموقف العربي تجاه سوريا، نظراً لارتباطها بمشاريع اقتصادية هائلة مع دول الخليج؟

 

شأن عربي

أكد مصدر واسع الاطلاع أن "أمراً أساسياً تغيّر عن الماضي، وهو أن الأوروبيين باتوا بحاجة الى العرب، وليس العكس، وهو ما يعني أن لا مجال لتأثير أوروبي فعلي على أي دولة عربية".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "التطبيع العربي مع سوريا سيستمرّ من دون النّظر الى أوروبا. الولايات المتحدة الأميركية قادرة على أن تؤثّر أكثر، ولكن ليس بشكل كبير أيضاً، ورغم تلويحها بالعقوبات، وذلك لأن العرب ما عادوا يسمعون لها. وبالتالي، قرار الانفتاح على سوريا هو شأن عربي".

 

لن ينجح؟

وأشار المصدر الى أن "رغم الأجواء السورية - العربية الانفتاحية، إلا أن التطبيع مع دمشق مرهون بخطوة مقابل خطوة، وسط شكوك تؤكد أن الأسد لن يقدّم إلا ما يتعلّق بتخفيف تهريب الكبتاغون، وبمنع الفرقة الرابعة من نقل المخدرات الى الخليج عبر الأردن، وليس أكثر من ذلك".

وأضاف:"أمر أساسي لن ينجح الأسد فيه، وهو إخراج إيران من سوريا، أو وضع حدّ فعلي لها هناك. فهو لا يتمتّع بالقوّة اللازمة لتنفيذ تلك الخطوة، ولا لوقف حملات التشيُّع الإيرانية على الأراضي السورية، وذلك على عكس والده (الرئيس الراحل) حافظ الأسد، الذي أبقى المراكز الثقافية الإيرانية المسؤولة عن حملات التشيُّع تحت المراقبة المشدّدة خلال مدّة حكمه".

 

النوايا الحقيقية

ولفت المصدر الى أن "التشيُّع يتوسّع في سوريا، وإيران تتوسّع معه، وهو يطال الطائفة العلوية والإسماعيلية، وليس السُنّة فقط هناك، بموازاة شراء الأراضي السوريّة من قِبَل إيران. وأمام هذا الواقع، ماذا سيحلّ بالتطبيع العربي مع سوريا مستقبلاً؟".

وختم:"كل شيء تحت المراقبة حالياً، والإيجابيات قد لا تكون مُثمرة تماماً، لا سيّما أن الكويت وقطر لن تطبّعا مع الأسد، ولا حتى على المستوى الاقتصادي، مهما زاد الانفتاح السعودي على دمشق. فالسعودية قبلت بالتطبيع مع إيران وسوريا بعدما لامس اقتصادها التهديد الحقيقي بسبب حرب اليمن، فاستغلت الصين الفرصة، وطرحت الصّلح عليها، نظراً لعلاقتها (الصين) الجيّدة مع إيران أيضاً، ولعلمها بأن طهران تختنق اقتصادياً وشعبياً. ولكن كل شيء يبقى في دائرة الانتظار، الى أن تظهر النوايا والملموسات الحقيقية في وقت لاحق".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار