خطوة بسيطة للحفاظ على المسيحيين في لبنان وهي التخلّي الكامل عن رئاسة الجمهورية... | أخبار اليوم

خطوة بسيطة للحفاظ على المسيحيين في لبنان وهي التخلّي الكامل عن رئاسة الجمهورية...

انطون الفتى | الإثنين 22 مايو 2023

مصدر: يكرّرون ما فشلوا به في الماضي وينتظرون الحصول على نتائج مختلفة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

حان الوقت للتخلّي المسيحي عموماً، والماروني خصوصاً، عن كرسي رئاسة الجمهورية في لبنان.

 

 

إذلال

فالظّروف تتغيّر، وما كان مهمّاً وضرورياً واستراتيجياً ربما قبل عقود، لم يَعُد كذلك اليوم، أي بعدما تحوّل الاستحقاق الرئاسي الى "مَمْسَحة" (عذراً على التعبير، ولكن هذا هو الواقع الذي يلمسه الجميع، حتى ولو لم يعترفوا به جهاراً).

فلا الصلاحيات الباقية في يد رئيس الجمهورية "خارقة". ولا الدّور المتروك له ذات أهمية فعّالة. هذا فضلاً عن أنه ما عاد للمسيحي في لبنان أي رأي فعلي أو حاسم في اختيار الرئيس المسيحي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط، الى درجة أن الإذلال الذي يستحسنه البعض من أجل الوصول الى كرسي بعبدا، بات مؤذياً جدّاً للمسيحيين، ولاستمرارية وجودهم في لبنان.

 

 

إطار جديد

وكما أن المال لخدمة الإنسان، وليس الإنسان لخدمة المال، فإن كراسي الرئاسة والسلطة هي في خدمة الإنسان المسيحي (وغير المسيحي أيضاً) في لبنان، وليس العكس.

وبالتالي، قد يكون حان الوقت لاستيعاب المتغيّرات العالمية، والحاجة الى إطار جديد للمسيحيين في لبنان، يُخرجهم من دائرة الكراسي الفارغة والباردة و"التافهة" (عذراً على التعبير، ولكن هذا هو الواقع)، الى إطار يركّز على إمساك مسيحيّ بمفاصل مهمّة في مستقبل الاقتصاد اللبناني، وذلك عبر استثمارات جديدة في مجالات حيوية عدّة، وعلى الدخول في صُلب ما يرتبط بمستقبل النفط والغاز، وباستثمارات في الطاقات النّظيفة، ودعم التحوُّل في عالم الطاقة بالبلد، وتشييد مصانع لسلع استراتيجيّة، تكنولوجيّة، وغيرها...

 

 

مصالح خاصة

فمستقبل الإنسان المسيحي في لبنان لم يَعُد برئاسة الجمهورية، ولا بنوعيّة الحقائب الوزارية التي يُمكن للقوى المسيحية أن تنتزعها، ولا بعدد الكتل النيابية المسيحية في مجلس النواب، بل بإطار جديد يحفظ وجوده بما يتناسب مع اقتصاد الصراعات الجيوسياسية التي تعصف بالعالم.

وقوّة الإنسان المسيحي في لبنان باتت بالتخلّي عن الكرسي، وبالانتباه الى ما هو أهمّ بكثير، في بلد ما عادت الكلمة الفصل فيه لرئاسات هشّة بالصّفقات والتسويات التي تأخذ من الشعب المسيحي فيه المزيد والمزيد، وتعطي ما تعطيه لقوى سياسية مسيحية صاحبة مصالح خاصة، ولخريطة تحالفاتها المتنوّعة على امتداد لبنان.

 

 

حلقة مفرغة

أكد مصدر سياسي أن "الأعباء التي تشكّلها رئاسة الجمهورية على المسيحيين في لبنان باتت أكبر من المنافع، وهو ما يعني ضرورة البحث عن إطار مختلف. ولكن هذا الأخير شديد الصعوبة، بعدما أفقدت القوى المسيحية نفسها وشعبها كل شيء، ولم يَعُد لديها سوى الملف الرئاسي من أجل البقاء في دائرة القرار والوجود".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا أحد يلاحظ أن هناك مسيحيين في لبنان، إلا عندما يدورون في الحلقة الرئاسية المفرغة. وحتى على مستوى هذا الملف نفسه، هم لا يمتلكون سوى المقاربة نفسها، أي التسويات والمزيد منها، بسبب فشلهم في الاتّفاق بين بعضهم البعض على كلمة رئاسية واحدة ينطلقون منها، وذلك رغم أنهم فشلوا فيها (المقاربة نفسها) كثيراً في السابق. هم يكرّرون ما فشلوا فيه وبسببه في الماضي، وينتظرون الحصول على نتائج مختلفة اليوم، وهذا ضرب من الجنون. وطالما أنهم يتصرّفون بهذه الطريقة، فهذا يعني أنهم لن ينجحوا في شيء".

 

 

ضعف شديد

وشدّد المصدر على أنه "من واجب القوى المسيحية أن تهتمّ بما هو أبْعَد، بموازاة اهتمامها بملف رئاسة الجمهورية، وذلك حفاظاً على مستقبل المسيحيين في لبنان. ولكن أي واحدة منها ستستثمر في لبنان لتحقيق هذا الهدف، أو ستسخّر طاقاتها لما هو أبْعَد من مصالحها على المستوى الرئاسي والسياسي الضيّق؟".

وختم:"هي قصّة معقّدة. فالمسيحيون يقرّون بضعفهم في لبنان، وبتراجُع تأثيرهم في الملف الرئاسي. وهم ليسوا على استعداد للاتّفاق على خيارات أخرى، ولا على تمويلها. وهو ما يعني أن رئاسة الجمهورية تبقى الملعب الأسهل لهم، رغم الضّعف الشديد الذي وصلت إليه، والذي تضعهم فيه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار