"خيرات" اتّفاقية بكين ظهرت على شاطىء صيدا فهل تشكّل مقدّمة لعودة الجيش السوري الى لبنان؟ | أخبار اليوم

"خيرات" اتّفاقية بكين ظهرت على شاطىء صيدا فهل تشكّل مقدّمة لعودة الجيش السوري الى لبنان؟

انطون الفتى | الإثنين 22 مايو 2023

مصدر: ظواهر سريعة الظّهور ومنع تطوّرها لا يحصل بين ليلة وضُحاها

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل هي "خيرات" تسوية بكين، التي بدأنا نتلمّس نتائجها على شاطىء صيدا منذ مدّة؟ وهل تنمو تلك التسوية في لبنان بالتطرّف والتعصُّب، كمقدّمة لمشروع سياسي وأمني جديد، يُعيد سوريا الى الأراضي اللبنانية بدعم عربي؟

 

موجة جديدة

صحيح أن بعض التصرّفات الفردية تكون قادرة على فعل الكثير أحياناً، ومن خارج أي توقُّع. ولكن إذا راقبنا كيف تعاملت بعض القوى السياسية والشعبية في مناطق لبنانية عدّة، مع اتّفاقية بكين منذ آذار الفائت، نجد ما يأخذنا الى ارتفاع في منسوب التعصُّب الديني، وذلك تحت ستار "التبريكات" والتهاني... بوحدة الأمة، بعيداً من أي نفحة وطنية، وكأن هناك ما يدعو الى الاحتفال بوحدة على "آخرين"، وبتوحُّد عليهم.

طبعاً، توجد قوى سياسية إسلامية تحتفظ بالاعتدال، وتنبذ التعصُّب. ولكن هذه إما باتت ضعيفة، أو فقدت كل قدرة لها على التأثير منذ سنوات، وبما هو مُضاعَف بعد اتّفاقية بكين. فالى أي مدى يُمكن للنّزاع حول كيفية الجلوس قرب البحر أن يفجّر موجة تعصُّب جديدة، تتطوّر الى حالة سياسية وأمنية أكثر تنظيماً مع مرور الوقت، وتنتقل الى مناطق ومدن لبنانية مختلفة؟

 

سوريا

صحيح أننا لسنا في عام 2012، أي في السنة التي شهد فيها لبنان "فورات" إسلامية، رافقت اشتعال النيران السوريّة في ذلك الوقت. ولكن أي تهاون سياسي وأمني رسمي مع ما يحصل على شاطىء صيدا حالياً بإسم "المايوه"، تحت ستار احترام خصوصيات بعض اللبنانيين، والحفاظ على السّلم الأهلي (بما يتعارض مع حقيقة أن لبنان ليس دولة دينية)، يعني أن هناك من سيُطالب بمَنْع بَيْع بعض أنواع اللّحوم، والأطعمة، والمشروبات، والثياب... في لبنان عموماً، بعد مدّة، وصولاً الى حدّ فرض عَدَم فتح أي مطعم، في أي منطقة لبنانية، خلال شهر صيامي مثلاً، قبل وقت الإفطار، مع "استحداث" فرق تفتيش تدور على السوبرماركات، والمحال... في كل المناطق، بإسم التأكُّد من احترام الأخلاقيات في لبنان، البلد الذي يُمسك بالتسويات والصراعات على حدّ سواء، من ذيلها، وبما يتناسب مع بعض المشاريع السياسية والدينية الإقليمية التي تنفجر دائماً في بلدنا.

وهذا ما قد يشكل الواقع الأفضل لعودة النّفوذ السوري الى لبنان مستقبلاً، بدعم عربي، مع تمكين دمشق من لعب هذا الدّور، وذلك تحت ستار ضبط الحركات الأصوليّة، ومنع انزلاق لبنان نحو حروب طائفية. وهذا هو الدّور الأكبر الذي سمح لسوريا بالبقاء في لبنان، بين السبعينيات وعام 2005.

 

صعب جدّاً

رأى مصدر أمني أن "سوريا بعد الحرب ما عادت هي نفسها قبل الحرب. فمشاكلها كثيرة اليوم، وهي تحتاج الى أكثر من عشر سنوات قبل أن تستعيد عافيتها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "رغم هذا الواقع، إلا أن النّفوذ والتأثير السياسي بين لبنان وسوريا، ومن جانبهما معاً على بعضهما البعض، هو أمر دائم، وتتحكّم به الجغرافيا التي تجمعهما، والتاريخ القائم بينهما. ولكن بات من الصّعب جدّاً على سوريا أن تؤثّر في لبنان بمدى منظور، كما فعلت في الماضي".

 

طهران والرياض

وأكد المصدر أن "التطرّف الذي تُظهره بعض الأطراف السياسية والشعبية، في عدد من المناطق اللبنانية بعد اتّفاقية بكين، يرتبط في الأساس بالصراع القائم في قلب العالم الإسلامي، والذي تسبّب بالتسوية بين السعودية وإيران في الصين. فهذا شأن إسلامي لا يمكن لأحد أن يعالجه إلا الرياض وطهران".

وختم:"أُصيبت حركات التطرّف الإسلامي بضربة كبرى مع إضعاف تنظيم "القاعدة" أوّلاً، وتنظيم "داعش" ثانياً، وهو ما جعل محاولات الاستثمار في تلك الجماعات وتوظيفها، مسألة غير مُربِحَة تماماً. ولكن لا بدّ من الحَذَر من المجموعات المتطرّفة التي قد تتشكّل عبر محاولات فردية، وبالاستناد الى توظيف سياسي يعتمد على التعصُّب الديني في بعض الأماكن، سواء في لبنان أو غيره. فهذه ظواهر سريعة الظّهور، بمعزل عن مدى نجاحها في الاستمرار أو لا، ومنع تطوّرها لا يحصل بين ليلة وضُحاها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار