"لبننة الحل" على قاعدة الوفاق الوطني بلا غالب ولا مغلوب | أخبار اليوم

"لبننة الحل" على قاعدة الوفاق الوطني بلا غالب ولا مغلوب

| الثلاثاء 23 مايو 2023

العراضة العسكرية لحزب الله اضرت بمرشحه ودليل على تخبط كبير

خاص – "وكالة اخبار اليوم"

بعدما فرض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ايقاعه الخاص على اعمال مؤتمر القمة العربية الثانية والثلاثين في مدينة جدة، مانعا بحنكته الغوص في دهاليز وتشعبات الخلافات العربية – العربية، فارضا توازنا دوليا ثنائيا: الاول يرضي روسيا وايران عبر اعادة سوريا الى مقعدها ودعوة الرئيس بشار الاسد، والثاني عبر ارضاء الولايات المتحدة الاميركية والغرب من خلال حضور الرئيس الاوكراني فولدومير زيلنسكي، ومحددا خمس دقائق فقط لكل متكلم، فان انتظارات اللبنانيين لخطوة عملية وتنفيذية تخرج عن القمة خابت وعادت المنظومة الحاكمة الى الدوران في ذات الحلقة المفرغة من اللاقرار واللاارادة على صناعة الحل التوافقي للازمة السياسية التي تعصف بلبنان.

ما كشفه مصدر دبلوماسي لوكالة "اخبار اليوم" هو ان "مسار القمة ومداولاتها واللقاءات الجانبية التي عقدت، أظهرت اهتماما عربيا بتحصين كل دولة لواقعها الداخلي، ودفع أي تأثيرات خارجية على خططها ومشاريعها التطويرية، وهو ما عبّر عنه بن سلمان في معادلته السلمية القائمة على "صفر مشاكل"، مع ايلاء الاولوية الى نقاط ساخنة محققا اهدافا أساسية ابرزها:

اولا: تأكيد الدور العربي وعلى رأسه السعودي كعامل استقرار دولي من خلال الاستعداد للعب دور محوري في ايجاد الحل السلمي المناسب للحرب الاوكرانية.

ثانيا: التأكيد على الحل العربي للازمة السورية على قاعدة وحدة الاراضي السورية وعودة جميع النازحين ومباشرة الاصلاحات السياسية لتأمين المشاركة الفعلية لكل التوجهات السياسية في الحكم والقرار.

ثالثا: وهي النقطة الاهم استعادة القضية الفلسطينية كقضية مركزية للعرب، وسحبها من معادلات المصالح الاقليمية والدولية، وتعاطي المملكة بأن هذه القضية هي قضيتها استنادا الى المبادرة العربية التي اقرّت في قمة بيروت عام 2002، بعيدا من الشعارات الايديولوجية التي جعلت من فلسطين والفلسطينيين ورقة مساومات على حساب اقامة الدولة ضمن حدود السابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

ماذا عن لبنان؟، يجيب المصدر الدبلوماسي ان "لبنان تأخر في الاولويات العربية والدولية، ليس على قاعدة اهماله، انما لتعويد اللبنانيين على انجاز استحقاقاتهم بأنفسهم من خلال حوار يؤدي الى التوافق من دون غلبة لفريق على آخر او لتوجه على آخر، وهذا ما يقصد به ان لدستور الطائف نصا وروحا، وروحه هي التوافق او ما تسمونه الديمقراطية التوافقية".

ونصح المصدر "جميع الفرقاء بعدم العناد او الاعتقاد بأن فريقا يستطيع ان يفرض خياره الرئاسي او الحكومي على الآخر، فهذا الامر لن يمشي، ولن تنفع معه عراضات فائض القوة مهما بلغت مداها والتي في حقيقتها تُعبر عن ازمة حقيقية لدى الفريق المُعتقد بأنه يمتلك القرار وانه الآمر والناهي".

واعتبر المصدر ان "العراضة العسكرية التي نفذها حزب الله هي دليل تخبط كبير وأضرّت بمرشحه الرئاسي، بعدما اصطدمت كل محاولاته لحد الان للهيمنة مجددا على القرار الرئاسي من خلال فرض مرشحه الرئاسي بحائط سميك جدا، فلجأ الى التلويح بقدراته العسكرية، علما ان قيادته تعلم بأن ايران لن تسمح بأن تتعرض مصالحها الاستراتيجية للخطر وتحديدا من خلال ما  نص عليه الاتفاق مع السعودية برعاية الصين، وهي الضامنة لعدم ذهاب جبهة الجنوب مجددا الى التوتير مجددا".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار