الخطر الأول هو الإرهاب الإسلامي السُنّي... هكذا كشفت فرنسا سبب "غرامها" بإيران! | أخبار اليوم

الخطر الأول هو الإرهاب الإسلامي السُنّي... هكذا كشفت فرنسا سبب "غرامها" بإيران!

انطون الفتى | الثلاثاء 23 مايو 2023

مصدر: صبغة "دعووية" تتمظهر بعمليات تفجير أو بإطلاق نار في حانات ليلية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

من قلب الولايات المتحدة الأميركية، أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قبل أيام، أنه بالنسبة إلى الأوروبيين وفرنسا، فإن الخطر الأول هو الإرهاب الإسلامي السنّي، داعياً الى التعاون مع الولايات المتحدة على مستوى أجهزة الاستخبارات من أجل مكافحته، وذلك قبل نحو شهرين من استضافة باريس "أولمبياد 2024" الصيفي.

 

 

التهديد الأول

وشدّد دارمانان على أنه بينما قد تتمحور الرؤية الوطنية للأميركيين حول الأزمات، على التفوّق العرقي الأبيض مثلاً، أو حوادث إطلاق النار الجماعية المتكرّرة، وغيرها من الأمور، إلا أنهم لا يجب أن ينسوا أن الإرهاب السنّي يبدو بمنزلة التهديد الأول بالنّسبة الى أوروبا. كما أسف لخروج أميركا من أفغانستان، ولانسحاب فرنسا من منطقة الساحل الأفريقية، متحدّثاً عن إعادة تشكيل خلايا لتنظيم "الدولة الإسلامية" في المشرق.

هكذا، ومن خلال تعبيرها عن مخاوفها على مستقبل الأمن الفرنسي والأوروبي عموماً، أوضحت فرنسا (وأوروبا من خلالها) سبب اعتمادها سياسات باردة تجاه إيران، وأسباب عَدَم خوفها من الجماعات المسلّحة المرتبطة بها، وذلك بموازاة حذرها الدائم والمستمرّ من الدول العربية مهما تطوّر مستوى التعاون الأوروبي - العربي.

 

 

مُنطلقات أمنية

أوضح مصدر واسع الاطلاع أن "كلام وزير الداخلية الفرنسي ينبع من مُنطلقات أمنية، أي أن حديثه أمني. وعندما يتحدث عن الإرهاب السنّي، لا يكون يتّهم السُنّة كجماعة دينية، بل يوصّف ما عانت منه أوروبا دائماً".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "معظم الإرهاب الذي يضرب أوروبا وفرنسا، سواء على مستوى أخذ رهائن، أو الاعتداء على صحيفة "شارلي إبدو"، أو غيرها من الأحداث، يحصل بتنفيذ من أشخاص يدورون في فلك حركات جهادية سلفيّة سُنيّة من حيث النكهة المذهبية".

 

سلاح ومال

ولفت المصدر الى أن "الإرهاب الذي تمارسه إيران سياسي، ويطال المعارضين لها، كإعدامهم في الداخل مثلاً، أو عبر شنّ هجمات في المنطقة والعالم من أجل توجيه رسائل سياسية، أو الحصول على مكاسب. وأما الإرهاب السُنّي، فقد أخذ صبغة جهادية سلفية "دعووية" رسمية في أوروبا، وهو يتمظهر بعمليات تفجير مثلاً، أو بإطلاق نار على شبّان وشابات في حانات ليلية، أو بعمليات دهس للناس في الأماكن العامة، أو بعمليات ذبح وقتل. وهذا النوع من الإرهاب عانت وتعاني منه أوروبا كثيراً. بينما الإرهاب الإيراني يطال أعداء النّظام الإيراني في الداخل أو الخارج، وهو ليس إرهاباً اجتماعياً ذات مُنطلقات أصوليّة".

وأضاف:"من هذا المُنطَلَق، نجد أن أوروبا خائفة حتى من الأوروبيين الذين جاهدوا في سوريا، وهم من أصول عربية وإسلامية، والذين عادوا الى بلدانهم، إذ يمكنهم أن يقوموا بعمليات تفجير واسعة النطاق سواء في فرنسا، أو بريطانيا، أو بلجيكا، أو إسبانيا، أو غيرها من الدول الأوروبية. وأما تعميق العلاقات التجارية والاقتصادية والسياحية بين الدول الأوروبية من جهة، والعربية السنيّة من جهة أخرى، فلا يؤثّر على منع حصول مثل تلك الأعمال، خصوصاً أنها لا تحتاج الى تمويل كبير، بل الى بعض المتعصّبين المشحونين دينياً، بموازاة القليل من السلاح والمال".

 

الدول العربية

وردّاً على سؤال حول مسؤولية الدول العربية السُنيّة في إنهاء هذا الوضع، أجاب المصدر:"هي تعمل على ذلك بالفعل، منذ سنوات. فالسعودية مثلاً، قامت بحملة كبيرة ضدّ "داعش"، فيما أكثر من حارب هذا التنظيم كان ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف. وزادت حدّة المواجهات مع التنظيمات الإرهابية السُنيّة في العالم العربي، بعدما تعرّضت مصر وغيرها من البلدان العربية، لهجمات أو لمخاطر إرهابية جديّة".

وختم:"التنظيمات الجهادية والإرهابية هي أحد أهمّ المكوّنات الأساسية لتسوية بكين بين إيران والسعودية. فهذه التسوية هي اتّفاق تعايُش ومساكنة في المنطقة من دون الاعتماد على عنف تلك التنظيمات، وبالاتّفاق على المساحة والحصّة المسموحة لكل طرف، وعلى تلك غير المسموحة له".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار