اتركوا رئاسة الجمهورية لسُنّي أو شيعي أو درزي وانصرفوا الى ما هو أهمّ منها بكثير... | أخبار اليوم

اتركوا رئاسة الجمهورية لسُنّي أو شيعي أو درزي وانصرفوا الى ما هو أهمّ منها بكثير...

انطون الفتى | الثلاثاء 23 مايو 2023

 

مصدر: استبدال رئاسات أمنية وقضائية مسيحية بمسلمين حصلت على يد أحد رؤساء الجمهورية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

نعود الى المسيحيين في لبنان، الذين لم يتّفقوا على اسم واحد لرئاسة الجمهورية حتى الساعة، والذين لن يتّفقوا عليه، فيما يقف بعضهم مُنتظراً تسوية ربيعية، أو صيفية، أو خريفية، أو شتوية، سواء تمّت في العام القادم، أو بعد 100 عام ربما، ولو على أشلاء ما تبقّى من ضعف للمكوّن المسيحي في البلد، بإسم الرئاسة.

 

 

قيمة مُضافة

فمتى يقتنع المسيحيون بضرورة التخلّي عن حالة "فكّة المشكل"، أو ما يخدعهم به البعض، أو ما يخدعون هم أنفسهم به، وهو أن احتفاظهم بكرسي رئاسة الجمهورية في لبنان يشكل قيمة مُضافة، أو عامل استقرار يمنع التصارُع السنّي - الشيعي فيه، وذلك بتجاهُل تامّ لمسألة أن الرئاسة من دون صلاحيات فعلية، ومن دون قدرة على ممارسة الحكم، لا تمثّل أي قيمة.

فالرئاسة حوّلت رئيس لبنان الى شخصية مسيحية من حيث "إخراج القيد"، والى حاكم سُنّي بالممارسة في بعض المرات، والى حاكم شيعي بالممارسة أيضاً، في مرات أخرى. بينما هو لا يقدّم أو يؤخّر لا للمسيحيين في لبنان، ولا على مستوى الحكم، أو الإصلاح.

 

 

معنى؟

فما معنى تلك الرئاسة؟ وما هي قيمة سلطة تُمعن في إضعاف من يمارسها، وحاضنته الشعبية؟ ولماذا لا يترك المسيحيون في لبنان كرسي الرئاسة بخيار ذاتي، بحثاً عن تشكيل حالة مسيحية لبنانية قوية بالفعل، سياسياً واقتصادياً، تتمتّع بشبكة من العلاقات والمصالح الدولية المتينة والمُحرَّرَة من الغوص في الزواريب اللبنانية الداخلية، وليأخذ الرئاسات والمناصب اللبنانية فارغة المضمون كلّها من يأخذها، بدلاً من الاستبسال لانتخاب رئيس مسيحي، لرئاسة ضعيفة، تتسبّب بإضعاف المسيحيين في لبنان أكثر فأكثر، لأنها ليست في أيديهم، لا شكلاً ولا مضموناً.

 

 

لا قيمة

شدّد مصدر مسيحي على أن "لا قيمة لرئاسة الجمهورية بعد اتّفاق "الطائف"، وذلك بمعزل عن كثرة الطامحين لهذا المنصب".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "استبدال رئاسات بعض المناصب الأمنية والقضائية المسيحية بمسلمين، حصلت على يد أحد رؤساء الجمهورية. وهو رجل مسيحي ماروني، ساهم بإضعاف المسيحيين والموارنة بنفسه. فما هي هذه الرئاسة؟".

 

 

الاستقلال التام

ودعا المصدر الى "التوقُّف عن الأوهام بالحديث عن السيادة والاستقلال. فالاستقلال التام ما عاد موجوداً على مستوى العالم عموماً. وهذا ما يجب أن تعرفه القوى التي تسمّى سيادية وتغييرية في لبنان".

وأوضح:"كل دولة في العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، مُلزَمَة بالاتّكال والتعامل والتبادل مع الدول التي تُحيط بها، ودول العالم. وبالتالي، ما معنى الاستقلال التام؟ وماذا يمكن للبنان أن يفعل بحثاً عن استقلال تام؟ وانطلاقاً من هذا الواقع، يتوجّب على الموارنة في لبنان أن يتعاطوا السياسة بإيجابية، أي بعيداً من تلك المحصورة بالتقاتُل بين بعضهم البعض، لأهداف سياسية ورئاسية".

 

 

الخيارات البديلة؟

وردّاً على سؤال حول ما إذا كان الاستقلال التام المستحيل، يعني الحاجة الى تعاطٍ لبناني مسيحي إيجابي مع إيران وسوريا، وذلك بموازاة ذاك الموجود بين قوى مسيحية ودول الخليج، أجاب المصدر:"ما هي الخيارات البديلة من التعاطي الإيجابي مع الجميع، بحجة الاستقلال التام؟".

وأضاف:"هل نتّكل على "صندوق النّقد الدولي" مثلاً، الذي يتوجّب أن تكون أول خطوة يقوم بها رئيس الجمهورية الجديد، طرده ("صندوق النّقد") من لبنان، وذلك لأنه لم يدخل دولة إلا وتسبّبب بإفلاسها أكثر؟".

وختم:"الجوّ العربي العام يرتاح لبذرة مسيحية في وسطه، هي موجودة في لبنان، شرط أن تكون على مستوى "الحِمِلْ". فهل هذا متوفّر؟".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار