العرب استقبلوا الأسد استقبال "الفاتحين" وفرنسا تعلّق... محاكمة وعقوبات!... | أخبار اليوم

العرب استقبلوا الأسد استقبال "الفاتحين" وفرنسا تعلّق... محاكمة وعقوبات!...

انطون الفتى | الأربعاء 24 مايو 2023

مصدر: لم يَعُد يوجد معارضة سوريّة بالمعنى الفعلي بل بعض التنظيمات المُصنَّفَة إرهابية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل يشكّل الموقف الفرنسي من الرئيس السوري بشار الأسد فرصة للحفاظ على باب مفتوح لمعارضة سوريّة "مقبولة"، ومُعتدِلَة، وناشطة، بعدما أُقفِلَت معظم الأبواب العربية أمام تلك المعارضة، في عالم عربي غير ديموقراطي إجمالاً، لا يُجيد لعبة فتح الأبواب وإقفالها إلا للرؤساء، ولمن بيدهم السلطة والحُكم؟

 

 

رافعة؟

فوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، أبدت تأييدها لمحاكمة الأسد، مؤكدةً أن محاربة الجرائم والإفلات من العقاب هو جزء من قِيَم الديبلوماسية الفرنسية، ومشدّدةً على أن الأسد كان عدوّاً لشعبه منذ أكثر من عشر سنوات، وعلى أن رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا ليس وارداً في الوقت الحالي.

ومن جهته، رحّب الائتلاف الوطني السوري المعارض بثبات الموقف المبدئي لفرنسا من محاكمة الأسد على الجرائم التي اقترفها بحق الشعب السوري طوال السنوات السابقة، لافتاً الى أهمية استمرار الموقف الفرنسي والأوروبي الرافض لإعادة الإعمار وللتطبيع مع النظام السوري، ورفع العقوبات عنه، من دون انتقال سياسي شامل في سوريا.

فهل من حظوظ لأن يشكّل الموقف الفرنسي، الى جانب الثبات الأميركي والألماني في رفض التطبيع مع دمشق من دون حلّ سياسي، رافعة تسمح بالحفاظ على إطار مُستدام وصالح لمعارضة سوريّة فعّالة؟

وماذا عن الصعوبات التي تتعلّق بهذا الأمر، بعد استقبال الأسد في القمة العربية الأخيرة، استقبال "الفاتحين"؟

 

 

"معارضات"

أوضح مصدر واسع الاطلاع أن "المعارضة السورية كانت قائمة على دعم عربي في الأساس، لا مجال لتجديده بعد التسويات الأخيرة في المنطقة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "ما ساهم بوقف المساعدات العربية للمعارضة السورية هو تحوّلها الى "معارضات" متعدّدة، وافتقادها الى الوحدة، وهو ما أزعج المموّلين لها، وتحديداً الدول الخليجية التي عملت ضدّ الأسد خلال الحرب. ونتائج هذا التشرذم وصلت الى تركيا قبل سنوات، التي استغلّت الجيش السوري الحرّ، وأرسلت بعض عناصره للقتال في ليبيا ضدّ مصر. لم يَعُد يوجد معارضة سوريّة بالمعنى الفعلي حالياً، بل بعض التنظيمات المُصنَّفَة إرهابية، والتي لا أحد يرغب بدعمها، أو بالعمل معها".

 

مرحلة انتظار

ولفت المصدر الى أن "الحفاوة التي نالها الأسد خلال القمة العربية كانت نتيجة للاتّفاق الإيراني - السعودي، وللضغط الروسي من أجل عودة سوريا الى الحضن العربي، لأن روسيا باتت عاجزة عن تحمُّل المزيد من التكاليف والاستنزاف لها بالحرب السورية. كما أن الإيرانيين ما عادوا قادرين على تحمُّل نفقات الحرب، نظراً الى أن وضعهم الاقتصادي صار مُتعباً".

ودعا الى "الانتظار أكثر، لمعرفة ما إذا كان الأسد سيُقدِم على الإصلاحات المطلوبة منه أو لا. الكلّ يعلم أن الوعود السورية لا تتحقّق عندما يحين موعد التنفيذ. مصداقية النظام السوري قيد المراقبة حالياً، رغم بعض الخطوات التي قام بها، والتي من بينها إنزال العلم الإيراني ورايات بعض الجماعات التابعة لطهران من مواقع كثيرة تابعة لها في الأراضي السورية، بطلب مباشر من السلطات السورية، بالإضافة الى الصمت عن استهداف شخصية بارزة في عالم تهريب المخدرات في سوريا، منذ نحو أسبوعَيْن. وهذه خطوات قام بها الأسد قُبَيْل انعقاد القمة العربية، وكإشارة إيجابية. ولكن الوقت سيوضح إذا ما كان سينضبط بالفعل، أو إذا كان يعمل على شيء آخر في الباطن".

 

لبنان؟

وردّاً على سؤال حول آفاق السياسة الفرنسية، أبدى المصدر حذره عبر التذكير بأنه "عندما أتت فرنسا الى لبنان لتقديم حلول بعد انفجار 4 آب 2020، قامت بفتح خطّ مباشر مع إيران فيه عبر فريق محور "المُمانَعَة"، وهو ما عرقل مبادرتها لأن الأميركيين لم يوافقوا على هذا الخطّ. ولا يزال لبنان يعاني حتى الساعة، لهذا السبب، ولانعكاساته على الساحة الداخلية".

وختم:"هل سيحتمل لبنان هذا الجمود أكثر، وسط شلل على مستوى الانتخابات الرئاسية، وتشكيل حكومة أصيلة، وحاكمية مصرف لبنان، ومناصب أخرى عدّة؟ فالمؤسّسات اللبنانية تزول، ولا مجال لتشكيل حكومة متجانسة، ولا لإنهاء التعطيل في مجلس النواب، من دون انتخاب رئيس للجمهورية. وهذا الوضع يترافق مع اضمحلال في الصداقات الدولية للبنان".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار