الشيعة باتوا استثماراً كبيراً لفرنسا في المنطقة وعلى المسيحيين أن يُعيدوا حساباتهم... | أخبار اليوم

الشيعة باتوا استثماراً كبيراً لفرنسا في المنطقة وعلى المسيحيين أن يُعيدوا حساباتهم...

انطون الفتى | الأربعاء 24 مايو 2023

مصدر: الانقسامات المسيحية - المسيحية عامل قوّة وضعف في وقت واحد

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

انزعجت معظم الأوساط المسيحية الوازِنَة في لبنان، من حماسة فرنسا لترشيح رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية، فيما يسجّل كثيرون على باريس ابتعادها عن صداقاتها التقليدية في لبنان، وهي المسيحية، ومنذ أكثر من 15 عاماً،ً وذلك لصالح تحالفات أخرى تنسجم مع المتغيّرات العالمية.

 

 

دعوة

هذا طبيعي، طالما أن المصالح هي التي تحرّك سياسات الدول. فبعدما كانت فرنسا أمّاً حنونة للموارنة في لبنان، وللسُنّة فيه، عندما حكمت بعض الظروف بذلك، يرى البعض أنها باتت أمّاً حنونة للشيعة على امتداد المنطقة، بإسم المصالح الفرنسية مع إيران.

ولكن بالنّظر الى السلوكيات الفرنسية "الرئاسية" في لبنان، وتلك المرتبطة بمستقبل مصرف لبنان، قد نجد دعوة من باريس للمسيحيين في لبنان، في مكان ما، بحسب بعض المراقبين.

 

انتهى

فالسلوكيات الفرنسية تبلّغ القوى المسيحية بأن هناك إطاراً مختلفاً يجب أن يجدوه لأنفسهم في عالم متغيّر. فلبنان 1920، و1943، و1989، و2005، انتهى. ولدى المكوّن المسيحي في لبنان حاجة لأن يجد دوره، وحضوره، واستمراريته، بما هو أَبْعَد من أسماء، أو شخصيات، أو من بعض الاعتبارات القديمة.

 

رسالة؟

فرنسا ليست عدوّة للمسيحيين في لبنان، ولديها مصلحة في قوّتهم. ولكن لا بدّ من التوقّف ولو قليلاً، أمام رفض باريس التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد، بالوضع السوري الراهن، ورغم الانفتاح العربي على دمشق من دون ضمانات سياسية وأمنية، وذلك بموازاة "التسويق" الفرنسي خلال الأشهر الأخيرة لحليف الأسد الأول في لبنان، وهو سليمان فرنجيه. فهل هذا تناقض في السياسة الفرنسية، أو مجرّد صدفة غير عقلانية فقط، أو ربما رسالة فرنسية للمسيحيين في البلد؟

 

أرباح

شدّد مصدر خبير في الشؤون الفرنسية على أن "المحرّك الأبرز للسياسة الفرنسية الخارجية، هو المصالح الفرنسية قبل أي شيء آخر. والاتّفاق النووي الغربي مع إيران مصلحة فرنسية كبرى".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "فرنسا أكثر من يضغط لتوقيع الاتفاق النووي من جديد، وهي تُقنع الولايات المتحدة الأميركية به، نظراً للاستثمارات الفرنسية الهائلة في إيران، سواء على مستوى قطاع الطاقة، أو غيره. وحتى إن تجديد أسطول الطائرات المدنية الإيرانية سيكون عملاً فرنسياً، بأرقام وأرباح كبيرة جدّاً".

 

فوات الأوان

وأشار المصدر الى أنه "عندما سوّقت وتحمّست فرنسا لترشيح فرنجيه، حصل ذلك من أجل إيران، لا سوريا. فهذه لعبة مصالح أكبر من الرئاسة اللبنانية، ولا حاجة لإظهار أي انزعاج مسيحي زائد عن اللزوم تجاه باريس".

وأضاف:"ليس واضحاً تماماً بَعْد مستقبل العلاقات الفرنسية مع المسيحيين في لبنان. ولكن الانقسامات المسيحية - المسيحية هي عامل قوّة وضعف للمسيحيين فيه، في وقت واحد. فإذا اتّفقوا على كلمة واحدة، لا يمكن لأحد أن يقول لهم لا. وأما إذا تفرّقوا واختلفوا، فإن لا أحد يمكنه أن يفعل شيئاً، بحجة عَدَم القدرة على تجاوزهم".

وختم:"المسيحيون أقوياء في لبنان، ولكنهم لا يُحسنون استغلال تلك القوة جيداً. وأما الشيعة، فقد باتوا استثماراً كبيراً لفرنسا على امتداد المنطقة، وفق لعبة المصالح الكبرى مع إيران. وهذا يحتّم على المسيحيين أن يجدوا إطاراً جديداً لهم، في عالم متغيّر بسرعة، وقبل فوات الأوان".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار