الى المسيحيين في لبنان... شرّعوا أبوابكم للغرباء ولا تخافوا لأن الخطر "منكم وفيكم"!... | أخبار اليوم

الى المسيحيين في لبنان... شرّعوا أبوابكم للغرباء ولا تخافوا لأن الخطر "منكم وفيكم"!...

انطون الفتى | السبت 27 مايو 2023

سعيد: بات المسيحي يخاف من كل شيء وهذا الخوف لا يُنتج دولة

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

"يا غيرة الدين". دور لا يليق بالمسيحيين في لبنان، ولا هو من مستواهم الذي يجب أن يكون أعلى من ذلك بكثير.

فبمعزل عن الخفايا غير المسيحية التي تؤثّر في الواقع السياسي والديموغرافي للمسيحيين، وعن الخلفيات الحقيقية لوضع مدير عام مسيحي بالتصرّف، أو لتأخير انتخاب رئيس... فإن المسيحيين في لبنان يجب أن يكونوا "أكبر من هيك" بكثير، وأن يحدّدوا أولاً ما بهم؟ وماذا يريدون؟ وذلك قبل أن "ينزلوا الى مستوى" الرئاسات والمناصب.

 

 

البابا فرنسيس

لا بدّ من الاعتراف أولاً بأن المسيحيين في لبنان، هم أكثر شريحة لا تتفاعل مع المتغيّرات الجيوسياسية العالمية المُتسارِعَة منذ أكثر من عام ونصف، وذلك لأسباب تتعلّق بمصالح حزبية وسياسية ذاتية وشخصية كامنة في وسطهم. وهذا هو ما يُضعفهم بالأكثر.

فعلى سبيل المثال، يتسابق المسيحيون على الدعوات من أجل إعادة النازحين السوريين الى سوريا، من دون تقديم أي رؤية تمنع تحويل إعادتهم الى مصلحة كاملة لأولئك الذين يريدون ختم الملف السوري في وقت قريب وبأي ثمن، خدمةً لمصالح روسيا وسوريا وإيران، مع ما لذلك من تداعيات بعيدة المدى على لبنان.

هذا بالإضافة الى كلام مسيحي لبناني غير مُتجانس مع اللّغة التي يعتمدها "الحبر الأعظم" البابا فرنسيس في حديثه عن المهاجرين واللاجئين حول العالم؟

 

النازحون

فقبل أسابيع، ألحّ البابا فرنسيس من المجر على استقبال المهاجرين، وعلى اعتماد سياسة فتح الأبواب أمامهم، شاكراً الشعب المجري على استقباله الأوكرانيين، ومحذّراً من سياسات الانطواء والانغلاق، بشكل شكّل انتقاداً صريحاً لسياسة الإقصاء التي يمارسها رئيس الحكومة المجرية القومي فيكتور أوربان، صديق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي له (أوربان) ما له من صداقات بين المسيحيين المشرقيين، الذين يشرّعون التعصُّب بنكهة مشرقية، وبحجّة الدفاع عن المسيحيين في الشرق.

فعلى المسيحيين في لبنان أن يختاروا بين السياسات العشوائية المتطرّفة، بحجة الدفاع عن أنفسهم، وبين أن يكونوا مسيحيّين بالفعل.

 

 

قرِّروا...

أمر آخر أيضاً، وهو أنه كيف يمكن لمسؤول روحي مسيحي، أن يناشد الضمائر "الرئاسية" للمسؤولين، أو أن يطالب بحقوق موظّف مسيحي كبير أو صغير، إذا كان "يتسامح" مع مطارنته أو كهنته، حتى ولو لبّوا دعوة للاحتفال بمناسبة إيديولوجية أكثر ممّا هي وطنية، في جنوب لبنان؟

وأكثر بَعْد. على المسيحيين أن يقرّروا إذا ما كانوا يريدون أن يتركوا أميركا والغرب، في كل مرة تبتعد فيها تحالفاتهم وصداقاتهم العربية عن واشنطن، أو لا. كما عليهم أن يقرّروا إذا ما كانوا سيفضّلون صداقة الصين وروسيا، ومهما كانت النتائج "المشرقية" لهذه الصداقة على سيادة لبنان، وذلك بموازاة تعميق العلاقات العربية مع موسكو وبكين مستقبلاً؟

 

 

لا تقدّم أو تؤخّر

رأى رئيس "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان" النائب السابق فارس سعيد أن "مستقبل المسيحيين في لبنان لا يتعلّق بزيارة قام بها مطارنة وكهنة الى معلم مليتا. فهذه زيارة مرفوضة شكلاً ومضموناً، ولكن لا ضرورة للتعاطي معها بإطار أكبر ممّا هي فيه".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هؤلاء هم شخصيات روحية مسيحية في محافظة البقاع. ومن المرجّح أن يكونوا ذهبوا الى الجنوب في ذكرى 25 أيار بهدف تدوير الزوايا مع المحيط الشيعي العام لرعاياهم، في البقاع. طبعاً، كان من المستحبّ أن لا يشاركوا، ولكن خطوتهم هذه لا تقدّم ولا تؤخّر".

 

أين هم؟

وشدّد سعيد على أن "العنوان المرتبط بالنازحين السوريين، وطريقة التعاطي المسيحي معه كما هو الحال حالياً، لا تشكّل قيمة مُضافة للمسيحيين في هذه المنطقة من العالم. فما يعطيهم قيمة سياسية هو الدور الذي يلعبونه في لبنان والمحيط العربي في العناوين الكبرى التي فرضت نفسها على المنطقة".

وتوجّه بسلسلة من الأسئلة:"أين هم المسيحيون من التقارب السُنّي - الشيعي؟ وأين كانوا في أوان الخلاف السياسي بين المملكة العربية السعودية وإيران؟ أين هو دورهم في القطاع المصرفي العربي؟ أين دورهم في التعليم والتربية؟ أين هم بالعلوم؟ بالتجارة؟ وأين هم وسط العلاقات العربية - العربية؟ ووسط العالم الإسلامي؟ ما هي الحاجة الإسلامية للمسيحيين؟ وما هو الدور الذي يلعبه المسيحيون؟ هو لا شيء مع الأسف".

وختم:"هذه هي العناوين التي تقدّم أو تؤخّر، ولا أعتقد أن هناك من يفكّر بها، أو من يحاول إعادة صياغة الدور المسيحي في لبنان والعالم العربي. فبات المسيحي يخاف من المسلمين، ومن التقارُب السعودي - الإيراني، والسُنّي - الشيعي، ومن نسبة الولادات لدى المسلمين، ومن كل شيء، وهذا الخوف لا يُنتج دولة. نحن لم نَكُن يوماً أكثرية في هذه المنطقة، ورغم ذلك لعبنا أدواراً أساسية. والمسيحيون مدعوّون اليوم أيضاً لإعادة صياغة دور مفيد لهم وللآخرين".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار