حلفاء إيران أقوى من حلفاء العرب فهل يكفي تقليص الخسائر لشراء الازدهار؟ | أخبار اليوم

حلفاء إيران أقوى من حلفاء العرب فهل يكفي تقليص الخسائر لشراء الازدهار؟

انطون الفتى | الإثنين 29 مايو 2023

مصدر: لبنان قد لا يكون الحلقة الأضعف شرط نجاح الهدف الأساسي من التسويات

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

صحيح أن لا صوت يعلو على أصوات المصالحات والتسويات في المنطقة، منذ أشهر، إلا أن هذا المسار يمضي بشيء من خَلَل واضح وكبير في ميزان القوى بين الأطراف المُتصالِحَة.

 

 

أعداء الماضي

فبنظرة عامة الى المشرق العربي وما يُحيط به، نرى أن حلفاء إيران كانوا ولا يزالون أقوى من حلفاء العرب، وهم يسيطرون ليس فقط على القرارات السياسية والعسكرية، وحتى المالية والاقتصادية المهمّة، في عدد من الدول، بل على مناطق جغرافية حيوية أيضاً. والإمساك بالأرض، يعني الإمساك ببلدان كاملة، وبمستقبلها. وهي ورقة لا يُمكن لإيران أن تقبل بالتخلّي عنها بسهولة.

والنّظرة هذه نفسها تدلّنا على أن التسويات التي تحصل، تشبه الى حدّ كبير من يحاول أن يعمل على تقليص خسائره، أي البحث عن خسائر أقلّ، وهم العرب تحديداً، وذلك من خلال التعاون مع خصوم وأعداء الماضي.

 

لبنان

صحيح أن لعبة المصالح تتحكّم بهذا الواقع، وهي قادرة على أن تحمل الهدوء الى المنطقة وشعوبها. ولكن هل تكفي سياسة شراء الهدوء، بالتسويات والمصالحات، لنقول إن المشاكل انتهت، أو على طريق النهاية بالفعل، ولمصلحة الشعوب؟

وهل تكفي سياسة تقليص الخسائر والهزائم، لبناء منطقة واعدة ومزدهرة؟ وماذا عن مستقبل دولة "الخاصرة الرّخوة"، ودولة "المُختبَر" في المنطقة، أي لبنان، وسط كل تلك الأجواء؟

 

سقف متين؟

رأى مصدر مُطَّلِع أن "لعبة المصالح الاقتصادية المشتركة قد تؤثّر في استحداث سقف يحكم العلاقة بين إيران والدول العربية. ولكن ليس واضحاً تماماً بَعْد، الى أي مدى يُمكن لهذا السقف أن يكون متيناً بالفعل، أو لا".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "ما فهمته المنطقة من تسوية بكين، هو أن سلوكيات إيران الإقليمية السابقة تغيّرت أو ستتغيّر تدريجياً على الأقلّ، على المستوى السياسي والأمني معاً. ولكن من المُفتَرَض أن ينعكس ذلك على تخفيف قوّة حلفاء طهران على امتداد الشرق الأوسط".

 

الحلقة الأضعف؟

وأشار المصدر الى أنه "إذا حافظت إيران على السياسة نفسها، وبقيَت أذرعها والقوى السياسية الحليفة لها في عدد من دول المنطقة على قوّتها نفسها، فلا شكّ بأن الاتّفاقات والتسويات ستُخرَق، وسيتراجع مناخ المصالحات الذي نراه حالياً".

ودعا الى "مراقبة كيفية تعاطي إيران مع لبنان وسوريا تحديداً، مع مرور الأيام، وذلك لمعرفة ما إذا كانت مستعدّة لتقليص نفوذها الإقليمي احتراماً للتسويات مع العرب، أو لا. ففي لبنان وسوريا، ضخّت طهران الكثير من الأموال خلال السنوات والعقود الماضية، من أجل اعتمادهما قاعدة لنموّ مشروعها الإقليمي. ومستقبل تلك الأموال قد يرسم مستقبل المصالحات والتسويات الإقليمية الحالية، وهو ما يعني أن لبنان وسوريا، ونوع العلاقة التي ستجمعهما بإيران مستقبلاً، هي مؤشّر مهمّ جدّاً".

وختم:"الهدف من مناخ التسويات العربية الحالية ليس بثّ الراحة لإيران ولمشروعها، بل جعل المنطقة كلّها مرتاحة. ووسط تلك الأجواء، قد لا يكون لبنان الحلقة الأضعف بالضّرورة، شرط نجاح الهدف الأساسي من تلك التسويات، وهو تخفيف قوّة إيران خارج حدودها، وانصرافها لشؤونها الداخلية أكثر".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار