ولاية صعبة جدّاً... عندما سيحترق أردوغان "بعشقه" للغرب والروس والعرب والأسد و"الأخوان" معاً!... | أخبار اليوم

ولاية صعبة جدّاً... عندما سيحترق أردوغان "بعشقه" للغرب والروس والعرب والأسد و"الأخوان" معاً!...

انطون الفتى | الإثنين 29 مايو 2023

مصدر: سياسة التمايُز مُفيدة له وسيُكمِل بها

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

فوز بسيط للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعني الكثير. فالشعب التركي منح رئيسه تفويضاً جديداً بعد دورة انتخابية ثانية وبغالبية بسيطة. تفويض لولاية جديدة يحتاج خلالها أردوغان الى أن يكون سلطاناً عثمانياً جديداً، وقائداً علمانياً متماشياً مع العولمة الجديدة، في وقت واحد، وذلك تحت طائلة الفشل في توفير أكثر من 100 مليار دولار من أجل إعادة إعمار تركيا بعد كارثة الزلازل.

 

 

ولاية جديدة

أردوغان فاز بولاية جديدة، ستكون ولاية الالتفاف التركي على العقوبات الأميركية والغربية المفروضة على روسيا، بامتياز، بموازاة استحالة النجاح في الحفاظ على قوّة تركيا من خلال الابتعاد عن حلف "الناتو" والغرب.

ولاية جديدة، ستكون ولاية التقارب مع العرب، واستحالة "الطلاق الكامل" مع الحركات "الأخوانية" في المنطقة العربية.

ولاية جديدة، ستكون ولاية التقارب مع العرب والنظام السوري، واستحالة الانسحاب التركي من شمال سوريا، ووقف التدخّل (التركي) في الشؤون العراقية.

ولاية جديدة، قد تكون ولاية مصافحة الرئيس السوري بشار الأسد، بموازاة استحالة سَحْب اليد التركية من مكوّنات عدّة في المعارضة السورية.

ولاية جديدة، ستكون ولاية مصافحة رؤساء الدول الشرقية "المُعادِيَة" لأميركا والغرب، وصولاً الى الصين ربما، بمعيّة استحالة سَحْب اليد التركية من الأيدي الغربية و"الأطلسية"، بالكامل.

 

 

صعوبة

ولاية جديدة، فاز فيها أردوغان بتفويض شعبي بسيط، أبلغه بأن سياسة التحشيد العقائدي والديني كوسيلة للتوسّع داخل وخارج الحدود، لن توفّر الطعام، والشراب، والدواء، والاستشفاء، والتعليم، والتكنولوجيا... التي يحتاجها الشعب التركي، وأنه يتوّجّب عليه (أردوغان) الاهتمام بمستقبل الليرة التركية، والاقتصاد التركي، أكثر من انصرافه الى البحث بمصير الكنائس والكاتدرائيات في اسطنبول، وتركيا عموماً.

أردوغان فاز، وفوزه يعني الكثير، لأنه سيحكم خلال ولاية صعبة جدّاً. فهو يقف عند مفترق طُرُق، بين أن يكمل وربما يختتم حياته السياسية بسُمعة طيّبة، وبين أن يفقد كل شيء، لا سيّما القدرة على أن يكون "أتاتوركاً" جديداً.

 

اجتماع رباعي

أشار مصدر مُطَّلِع على الشؤون التركية الى أن "روسيا هي أكثر من يمكنه أن يكون مرتاحاً لفوز أردوغان بولاية رئاسية جديدة. فموسكو جنّدت ما لها من تأثير للمساهمة في فوزه".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الروس يعملون على التطبيع بين سوريا وتركيا منذ زمن بعيد. وعودة أردوغان نفسه الى الرئاسة سيُساهم في عَدَم عرقلة هذا المسار، وفي قطف ثمار الاجتماعات التي حصلت سابقاً، والتي ستتعزّز أكثر مستقبلاً، وهي تلك التي تحصل بين وزراء الدفاع والخارجية، ورؤساء الأجهزة الأمنية الروسية - التركية - السورية. وبعدما ضمن ولاية رئاسية جديدة له، ترتفع حظوظ حصول اجتماع رباعي على مستوى رئاسي، بينه (أردوغان) وبين رؤساء روسيا (فلاديمير بوتين)، وسوريا (بشار الأسد)، وإيران (ابراهيم رئيسي)".

 

مع الغرب؟

ورجّح المصدر أن "لا تتوتّر العلاقات التركية مع الغرب بعد فوز أردوغان أكثر، ولا أن يبتعد هو عن سياسات الولايات المتحدة الأميركية وحلف "الناتو" بشكل منفّر وكامل، وذلك رغم أن الغرب لم يَكُن يرغب بعودته، إذ ضغط على المعارضة التركية لتتّفق على اسم مرشّح رئاسي ينافسه، رغم أن أطياف المعارضة التركية مُتناقِضَة ومُتصارِعَة في ما بينها".

وختم:"سيحافظ أردوغان خلال ولايته الجديدة على موقفه الوسطي بين الغرب وروسيا، من دون أن يبتعد عن أيّ منهما، خصوصاً أن تركيا تستفيد كثيراً من لعبة الالتفاق على العقوبات الأميركية والغربية على موسكو. فسياسة التمايُز، وعَدَم تقديم كامل أوراقه لأي طرف على حساب الآخر، مُفيدة له، وسيُكمِل بها".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار