خلاصة لقاء البطريرك الراعي - ماكرون... خط ساخن بين الموارنة وإيران برعاية فرنسا؟ | أخبار اليوم

خلاصة لقاء البطريرك الراعي - ماكرون... خط ساخن بين الموارنة وإيران برعاية فرنسا؟

انطون الفتى | الثلاثاء 30 مايو 2023

قليموس: المبادرة يجب أن تنطلق من إيران وليس من المسيحيين في لبنان

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

بموازاة أهمية كل حركة يمكن للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن يقوم بها الى أي مكان، يبقى لأي لقاء فرنسي - ماروني نكهة خاصة، لا سيّما بعد التغيّر الكبير الذي شهدته السياسة الخارجية الفرنسية، والذي يُبعدها عن تاريخ الصداقة الفرنسية - المارونية القديمة.

 

برعاية فرنسا

فالى أي مدى يمكن لفرنسا، المهتمّة بمصالحها مع إيران على امتداد الشرق الأوسط، أن تشكل صلة وصل "علميّة" مقبولة بين المسيحيين في لبنان من جهة، وطهران من جهة أخرى، من خارج أفرقاء محور "المُمانَعَة" فيه (لبنان)، وبما يُذيب الكثير من الجليد. وهنا نتحدّث عن المسيحيين غير "المُمانعين".

لا أحد يخدع نفسه بأنه يمكن لهؤلاء أن يؤثروا على استراتيجيات "الحرس الثوري" الإيراني، ولا هم يريدون هذا الدور أصلاً. ولكن لا ضرر من جراء فتح باب للحوار والتواصُل بين المسيحيين السياديين في لبنان، وإيران، ولو بشكل غير مباشر، ولو من أجل التواصُل والحوار فقط في مرحلة أولى، وذلك برعاية من فرنسا والبطريركية المارونية ربما. وهو باب سيقول للإيرانيين إنه يوجد في لبنان ما هو أوسع من سياساتكم وتحالفاتكم التقليدية فيه، وإن هناك من يتوجّب عليكم الحديث معهم، في ما لو أردتم أن تنجحوا بسياستكم فيه.

 

هي أوّلاً...

أكد الرئيس السابق لـ "الرابطة المارونية" أنطوان قليموس أن "المسيحيين في لبنان لطالما كانوا منفتحين على المنطقة ككلّ، وعلى كل الثقافات والحضارات. وأما مسألة فتح قنوات تواصُل مع إيران، فهي مطلوبة من طهران بالدرجة الأولى قبل أن تكون مطلوبة منهم. فالمسيحيون منفتحون أصلاً، وهم لم يُقفلوا أبوابهم أمام أحد في أي يوم من الأيام، والمبادرة في هذا المجال يجب أن تنطلق من إيران نفسها".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "قوّة الفريق المسيحي في لبنان مرتبطة بدوره. وإذا تقلّص دوره فسيتقلّص وجوده، وصولاً الى تذويبه، وهذا مرفوض بالمطلق. فالمسيحي هو ملح المجتمعات العربية، والنافذة الحضارية للمجتمع العربي عموماً على الغرب، وهو ما لا بدّ من الحفاظ عليه".

 

 

دور انتهى

وردّاً على سؤال حول سياسة فرنسا في الملفات المرتبطة بالمسيحيين في لبنان، وابتعادها عن أزمنة الصداقة المسيحية - الفرنسية، أجاب قليموس:"فرنسا التي كان اسمها الأمّ الحنون يجب أن ننساها، وذلك رغم أن البطريرك الماروني يحتفل بقدّاس على نيّتها يوم إثنين الفصح من كل عام، فيما تخصّصها مطرانية بيروت بقدّاس على نيّتها أيضاً، في عيد السيدة من كل عام".

وأوضح:"فرنسا أصبحت دولة علمانية، ولم يَعُد بإمكان أحد أن يطلب منها حماية مجموعة دينية معيّنة في الشرق. وأي علاقة تربطها بدولة أو بمجموعة معيّنة، باتت محكومة بمصالحها. وبالتالي، هي ما عادت ذراع الكنيسة، وهو دور فرنسي انتهى منذ زمن بعيد".

وختم:"خلال كتابة الدستور الأوروبي بإشراف الرئيس الفرنسي الراحل فاليري جيسكار ديستان، طالب البابا القديس يوحنا بولس الثاني بأن لا ينسوا الجذور المسيحية لأوروبا، وهو ما لم يُؤخَذ في الاعتبار. وبالتالي، لا يمكن أن يُطلَب من فرنسا أي دور "حمائي" للمسيحيين، لا في لبنان ولا في الشرق، وصار هذا الموضوع محكوماً بالمصالح. ومن هنا ضرورة الرّهان على ذواتنا فقط، وعلى دورنا، وعلى حضارتنا المنفتحة على الجميع، وعلى تجذّرنا بهذا الشرق. فالدور الدائم للإنسان المسيحي هو أن يكون أب النهضة العربية في كل المجالات. وهو الدور الذي يجب أن يثبت فيه من أجل حماية وجوده".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار