تحدّيات "بكين" تهدّد بتحويل لبنان الى ساحة فهل تنجح إيران باستلام الخليج؟ | أخبار اليوم

تحدّيات "بكين" تهدّد بتحويل لبنان الى ساحة فهل تنجح إيران باستلام الخليج؟

انطون الفتى | الثلاثاء 30 مايو 2023

مصدر: فلتهتمّ بشعبها أوّلاً بدلاً من النّظر الى ما هو موجود خارج حدودها

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تحدّيات كثيرة "تعاني" منها تسوية بكين بين إيران والسعودية، نتمنى أن لا "يسقط" لبنان فيها كالمُعتاد، لا على مستوى تحويله الى ساحة، ولا الى واحة لتبادُل الرسائل، وللتوجّس الجاهز للإشعال والاشتعال وفق الحاجة.

 

شهيّة أمنية

فالتسوية التي تقترب من إنهاء شهرها الثالث، والتي لا تتقدّم بالملموس إلا على مستوى الانتظارات الاقتصادية، والسياسية - الأمنية التي تنشد المال، والأعمال، والاستثمارات... تبدو "محفوفة" بوعود أضخم من إمكانية أرض الواقع على تحمُّلها.

صحيح أن خطّ طهران - دمشق - الرياض بات ناشطاً، وأنه يبشّر بعودة الحياة الى خطّ طهران - القاهرة، إلا أن شهيّة المستقبل الأمني للمنطقة مفتوحة في إيران بشكل قد يتعذّر إشباعها عربياً في المستقبل، لأسباب عدّة.

 

هل تقبل؟

اعتبر قائد القوات البحرية في "الحرس الثوري" الإيراني العميد علي رضا تنكسيري أن الأمن في الخليج تؤمّنه إيران ودول المنطقة، مشدّداً على أن إيران توفر الأمن هناك بكل حزم، وعلى ضرورة أن يعلم الجميع أن الخليج لا يحتاج إلى الأجانب من أجل أمنه، وأننا نقف بصلابة في وجه العدو.

في الظّاهر، كان تنكسيري يتوجّه الى الأميركيين. وأما في الباطن، فيؤكد بعض المراقبين أن إيران تستغلّ لحظة الانشغال الإقليمي بأفراح التسويات، وعَدَم جهوزية الصين لنقل جيوش الى الشرق الأوسط، مهما تطوّرت العلاقات الصينية - العربية، ومهما توتّرت العلاقات الأميركية - العربية، بموازاة عَدَم قدرة الروس على القيام بتلك المهام في الخليج أيضاً، لا سيّما بسبب انشغالهم بحربهم على أوكرانيا، وذلك للإيحاء بأنها (إيران) جاهزة لاستلام منطقة الخليج أمنياً، وللاستفادة من منافع هذا الدور على الصُّعُد كافّة.

ولكن الكلفة السياسية لمثل تلك الخطوة ستكون هائلة على الدول الخليجية. فهل تقبل بها تحت ضغوط الحاجة الى الازدهار، والأمن، والأمان، والى اقتصادات قوية وقادرة على مواكبة التحوّلات العالمية؟

 

مهمّة صعبة

أكد مصدر مُطَّلِع أن "إيران عاجزة عن ضمان أمن منطقة الخليج. فما حصل في العراق، وسوريا، ولبنان، وقطاع غزة، بعد السماح بتمديد النّفوذ الإيراني الى البحر المتوسط، والدور الذي لعبته طهران في اليمن على مدى سنوات، لا يشجّع الاتّكال عليها لا في المجال الأمني، ولا في سواه".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هناك صعوبة في قدرة إيران على ضمان أمن مناطق خارج حدودها أصلاً، طالما أنها هي نفسها بحاجة الى أن تضمن أمنها أولاً. فمن اغتيال العلماء، الى الهجمات العسكرية والأمنية الغامضة التي تحصل فيها أحياناً كثيرة، تطول لائحة الخروق الأمنية داخل أراضيها، والتي تعجز قواها العسكرية عن منعها أو ضبطها. هذا فضلاً عن أنه لا يمكن لأحد أن يؤمّن لدولة تمارس هذا الكمّ الهائل من الإعدامات سنوياً، لضمان أمنه".

وختم:"مفاعيل الخطابات المبنيّة على الحديث عن الاستكبار العالمي، انتهت في هذا العصر. ولذلك، تحاول إيران اعتماد خطابات أمنية بحلّة جديدة، تركّز على ضمان أمن الخليج، وعلى أنه مهمّة لأهل الخليج أنفسهم. ولكن من الصّعب عليها أن تحقّق هدفها باستلام المنطقة هناك. فلتهتمّ بشعبها هي أوّلاً، ولتنصرف الى تلبية حاجاته الكثيرة بدلاً من تنفيذ عمليات إعدام متكرّرة، و(بدلاً) من النّظر الى ما هو موجود خارج حدودها. وعندها سترتاح، وتُريح المنطقة، والعالم".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار